كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 1)

تخفيفها:
تخفف إن وان ولكن وكأن فتكون لها أحكام خاصة بها وإليك تفصيل ذلك:
إنّ:
إذا خففت إن المكسورة الهمزة بطل اختصاصها بالأسماء، وجاز فيها إذا دخلت على الجملة الأسمية وجهان: الأهمال، والأعمال، تقول (إن محمدا منطلق) و (إن محمد لمنطلق) قال تعالى: {إن هذان لساحران} [طه: 63]، فإن دخلت على الجمل الفعلية أهملت وجوبا، وتلزمها اللام عند الإهمال فرقا بينها وبين إن النافية قال تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقون} [الأعراف: 102]، وقال: {وإن كنت من قبله لمن الغافلين} [يوسف: 3]، إلا إذا كان الخبر منفيا فيجيب حينذاك ترك اللام نحو قولك (إن خالد لن ينام) ومنه قوله:
إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة
وقد يستغنى عنها إذا كانت هناك قرينة معنوية تشير إلى معناها كقول الطرماح:
أنا ابن أباة الضيم من آل مالك ... وإن مالك كانت كرام المعادن
فإن معنى البيت واضح في مدح (مالك) و (إن) هنا بمعنى إن وليست نافية (¬1).
والكثير في (إن) المخففة إذا دخلت على جملة فعلية أن يكون فعلها من الأفعال الناسخة كقوله تعالى {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} [القلم: 51]، وقوله: {وإن نظنك لمن الكاذبين} [الشعراء: 186]، وربما دخلت على غيره كقوله:
شلت يمينك أن قتلت لمسلما
¬__________
(¬1) سيبويه 1/ 283، المقتضب 1/ 50، 2/ 363، التسهيل 65، ابن الناظم 72، ابن يعيش 8/ 71 - 72، الأشموني 1/ 289، الهمع 1/ 141، التصريح 1/ 230 - 231

الصفحة 343