كتاب طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها (اسم الجزء: 1)

مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَأُخْبِرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ فَخَرَجَ فِي طَلَبِهِمْ فَلَحِقَ شَيْخًا كَبِيرًا فَلَمَّا رَآهُمُ الفادوسبان قَالَ: يَا هَذَا لَا تَقْتُلْ أَصْحَابِي فَإِنَّ أَصْحَابِي لَا يَقَعُ لَهُمْ سَهْمٌ وَلَكِنِ ابْرُزْ إِلَيَّ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ: «قَدْ أَنْصَفْتَ» , فَبَرَزَ لَهُ الشَّيْخُ فَحَمَلَ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: هَلْ لَكَ فِي الْمُعَاوَدَةِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «نَعَمْ» , فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا أُحِبُّ أَنْ أُقَاتِلَكَ إِنِّي أَرَاكَ رَجُلًا كَامِلًا وَلَكِنْ هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ أَنْ أَرْجِعَ مَعَكَ فَأُصَالِحَكَ وَأَفْتَحَ لَكَ الْمَدِينَةَ عَلَى أَنْ أُعْطِيَكَ الْخَرَاجَ وَتَحُلَّ عَنِّي؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» , فَفَتَحَ لَهُ الْمَدِينَةَ عَلَى صُلْحٍ فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ أَمِيرًا عَلَيْهَا عَامِلًا لِعُمَرَ حَتَّى قُتِلَ , وَاسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَعَزَلَهُ عُثْمَانُ لِأَنَّهُ ضَرَبَ أَخَوَيْنِ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ فِي الْخَمْرِ، فَمَاتَا فَبَلَغَ ذَلِكَ خَبَرُهُمَا، فَكَبُرَ عَلَيْهِ خَبَرُهُمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ: إِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ كَانُوا أَعْلَمَ بِالْحُدُودِ مِنْكَ، لَا تَلِي لِي عَمَلًا أَبَدًا، ثُمَّ عَزَلَهُ , وَأَسْلَمَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ "

الصفحة 189