كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "رَجُلٌ أَسِيفٌ" (¬45) أيْ: حَزِينٌ. وَاْلأسَفُ: الْحُزْنُ عَلَى مَا فَاتَ. وَاْلأسِيفُ وَاْلأسُوفُ: السَّرِيعُ الْحُزْنِ الرَّقِيقُ الْقَلْبِ (¬46). وَأَرادَتْ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - رَقيِقُ الْقَلْبِ سَرِيعُ الْحُزْنِ السَّرِيعُ يَبْكِى حُزْنًا حِينَ لَا يَرَاكَ فِي مَقَامِكَ فَيُفُسِدُ صَلَاتَهُ وَتَفْسُدُ عَلَى النَّاسِ صَلَاتُهُمْ (¬47).
قَوْلُهُ: "صُوَيْحِبَاتُ يُوسُفَ" (¬48) هُوَ تَصْغِيرُ صَاحِبَةٍ. وَيُرْوَى فِي غَيْرِ هَذَا "صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ" فَيَكُونُ (جَمْعُ) (¬49) صَوَاحِبَ" جَمْعَ الْجَمْعِ (¬50). وَأَرادَ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّكُنَّ مَعَاشِرَ (¬51) النِّسَاءِ (تُظْهِرْنَ خِلَافَ مَا تُبْطِنَّ، كَمَا جرَى لِيُوسُفَ، فَكَانَ مِنْ أمْرِهِ مَعَ زَلِيخَا مَا كَانَ) (¬52).
قَوْلُهُ: "فَيُشَوِّقُ" (¬53) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬54): "التَّشْوِيشُ: التَّخْلِيطُ. وَقَدْ تَشَوَّشَ عَلَيْهِ (¬55) اْلأمْرُ أَيْ: اخْتَلَطَ.
* * *
¬__________
(¬45) في حدث عائشة (ر) أنّها قالت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وَمَتَى يقم مقامك يبك. . إلخ الحديث. المهذب 1/ 96 وانظر الحديث في سنن ابن ماجة 1/ 142، 390 وغريب أبي عبيد 1/ 160 الفائق 1/ 44.
(¬46) القلب: ليس في خ.
(¬47) انطر غريب أبي عبيد 1/ 160 وتهذيب اللغة 13/ 97 والغريبين 1/ 48 والفائق 1/ 44 والمأثور عن أبي العميئل 81.
(¬48) في المهذب 1/ 96 من حديث عائشة (ر) تعليق 44، قالت له - صلى الله عليه وسلم - مر عليًا فليصل بالناس، فقال - صلى الله عليه وسلم - إنكن لأنتن؛ صويحبات يوسف.
(¬49) جمع ساقط من خ.
(¬50) أراد: أن جمع التكسير صواحب جمع جمع تأنيث. وفي المصباح: وربما أنث الجمع فقيل: صواحبات وحكى الفارسى عن أبي الحسن: هى صواحبات ووسف، جمعوا صواحب جمع السلامة، كقوله: *فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَئِدَاتِهَا* المحكم 3/ 120.
(¬51) ع: معشر.
(¬52) ما بين القوسين من ع وبدله في خ: تعرضتن ليوسف فكان من أمره ما كان.
(¬53) في المهذب 1/ 97: فإن استخلف من لم يكن معه في الصلاة، فإن كان في الركعة الثانية أو الرابعة لم يجز؛ لأنه لا يوافق ترتيب الأوّل فيشوش.
(¬54) في الصحاح (شيش).
(¬55) عليه ساقطة من ع والمثبت من خ والصحاح وديوان الأدب 3/ 454.
وَمِنْ بَابِ صِفَةِ اْلأئِمَّةِ
كُلُّ مَنْ يُقْتَدى بِهِ وَيُتَّبَعُ فِي خَيْرٍ أوْ شَرٍّ: فَهُوَ إمَامٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} (¬1) وَقَالَ تَعَالَى (¬2): {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} (¬3).
قَوْلُهُ: "الْغِيَارُ" (¬4) هُوَ مَا يَكُونُ عَلَى أهْلِ الذِّمَّةِ مِنَ الْعَلَامَاتِ فِي مَلَابِسِهِمْ؛ لِيَتَمَيَّزُوا بِهَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ إِذَا اخْتَلَطُوا بِهِم، وَهُوَ مِنَ التَّغْيِيرِ (¬5). أو مِنْ لَفْظِ "غَيْر" أيْ: يَكُونُ غَيْرَ لِبَاسِ الْمُسْلِمِ.
قَوْلُهُ: "خَلْفَ الْفَاسِق" (¬6) يُقَالُ: فَسَقَ الرَّجُلُ يَفْسُقُ أيضًا -عَن الْأخْفَشُ- فَسْقًا وَفُسُوقًا، أَيْ: فَجَرَ (¬7). وَقَّوْلُهُ تَعَالَى (¬8): {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} (¬9) أيْ: خَرَجَ (¬10). وَمِنْهُ فَسَقَتِ الرُّطَبَةُ: إِذَا خَرَجَتْ عَنْ قِشْرِهَا. قَالَ ابْنُ اْلأَعْرَابِى: لَمْ يُسْمَعْ قَطُّ فِي كَلَامِ الْجَاهِليَّةِ وَلَا فِي شِعْرِهِمْ "فَاسِقٌ" قَالَ: وَهَذَا عَجَبٌ وَهُوَ كَلَامٌ عَرَبِىٌّ (¬11).
¬__________
(¬1) سورة السجدة آية 24.
(¬2) تعالى: ليس في ع.
(¬3) سورة القصص آية 41.
(¬4) في المهذب 1/ 97: لو صلى وراء كافر متظاهر بكفره لزمته الإعادة؛ لأنّه مفرط في صلاته خلفه؛ لأنّ على كفره إمارة من الغبار.
(¬5) ع: التغيير.
(¬6) في المهذب 1/ 97: وتجوز الصّلاة خلف الفاسق؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - "صلوا خلف من قال لا إله إِلَّا الله وعلى من قال: لا إله إلَّا الله.
(¬7) الصحاح (فسق) وأفعال ابن القطاع 471 والسرقسطى 4/ 43، والمحكم 6/ 148 والمصباح (فسق)
(¬8) تعالى: ساقطه من ع.
(¬9) سورة الكهف آية 50.
(¬10) معانى القرآن 2/ 147 وتفسر غريب القرآن 268 وتفسير الطبرى 15/ 170.
(¬11) عن الصحاح (فسق) وذكره الفيومى في =

الصفحة 100