كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

الْفَقْحُ وَالْفَقْءُ. وَكَذِلَكَ (¬35) فَقَحَ الجِرْوُ (عَيْنَهُ) (¬36): إِذَا فَتَحَهَا". وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "فَقَّحْنَا وَصَأْصَأْتُم" (¬37).
قَوْلُهُ: "يَجْلِسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ" (¬38) وَهِىَ: تَفْعِلَةٌ مِنَ اْلإِكْرَامِ: مِثْلُ التَّصْفِيَةِ وَالتَّغْطِيَةِ، وَفَسَّرُوهُ بِالْمُضَرَّيَةِ وَالوِسَادَةِ (¬39) وَمَا يُجْلَسُ عَلَيْهِ يُخَصُّ بِهِ دُونَ غَيْرِهِ. وَقِيلَ: هَىِ الْمَائِدَةُ (¬40)، وَقِيلَ: هِىَ الْمَرْتَبَةُ وَالْفِرَاشُ.
* * *
¬__________
(¬35) وكذلك: ليس في ع.
(¬36) انظر الفائق 1/ 134، عبارة الفائق: وما وقعت من العربية فاؤه فاء وعينه قافا: دال على هذا المعنى نحو قولهم: تفقأ شحما، وفقح الجرو. وفقر للغسيل، وفقصت البيضة عن الفرخ وتفقعت الأرض عن الطرثوث.
(¬37) الفائق 2/ 276، وغريب أبي عبيد 4/ 486 وغريب ابن الجوزى 1/ 575 قال أبو عبيد: في حديث عبيد الله بن جحش حين تنصر بالحبشة، فلقيه بعض الصحابة فكلمه في ذلك فقال:. . . . . . الحديث. قال: قال أبو عمرو وأبو زيد والفراء: فقح الجرو إذا فتح عينيه. وقال غيرهم: صأصأتم، الجرو: صأصأ الجرو: إذا لم يفتح عينه في أوان فتحه فأراد: إني أبصرت دينى ولم تبصروا دينكم.
(¬38) خ: لا يقعد على تكرمته إلَّا بإنه. وفي المهذب: 1/ 99: روى أبو مسعود البدرى (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يؤم الرَّجل في أهله ولا في سلطانه ولا يجلس على تكرمته إلَّا بإذنه".
(¬39) المصباح وتهذيب النورى (ضرب).
(¬40) نقله النووى عن القاضي أبي الطيب في تهذيب الأسماء واللغات (ضرب).
وَمِنْ بَابِ مَوْقِفِ الإِمَامِ وَالْمَأمُومِ
قَولُهُ: "عَنْ يَسَارِهِ" (¬1) يُقَالُ: يَسَارٌ، وَيِسَارٌ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَالْفَتْحُ أفْصَحُ (¬2).
قَولُهُ: "أُولُو الْأحْلَامِ وَالنُّهَى" (¬3). فِي الْأحْلَامِ وَجْهَان: أحَدُهُمَا: جَمْعُ حِلْمٍ عَلَى التَّقْلِيلِ، وجَازَ جَمْعُهُ، وَإِنْ كَانَ مَصْدَرًا؛ لِاخْتِلَافِهِ (¬4). وَالثَّانِى: جَمْعُ. حُلُمٍ، بِضَمِّ الْحَاءِ: مِنْ بَلَغَ الصَّبِىُّ الْحُلُمَ. أَيْ: لِيَلِيْنىِ مِنْكُم الْبَالِغُون. وَالنُّهَى: جَمْعُ نُهْيَةٍ، وَهِىَ (¬5): الْعَقْلُ؛ لِأنَّهُ يَنْهَى عِن الْقَبِيحِ. أَيْ: لِيَلِيَنِى أُولُو الْعْقُولِ الْكَامِلَةِ؛ لِيُشَاهِدُوا الأفْعَالَ فَيَعُوهَا (¬6)، وَيَسْمَعُوا اْلأَقْوَالَ فَيَحْفَظُوهَا.
قَوْلُهُ: "دُكَّانٍ" (¬7) هُوَ الْبِنَاءُ الْمُرْتفِعُ قَلِيلًا، وَلَيْسَ مِنْ دُكَّانِ السُّوقِ، وَهُوَ الَّذِى يُقْعَدُ عَلَيْهِ (¬8).
قَوْلُهُ: "جَذَبْتَنِى" (¬9) يُقَالُ: جَذَبَهُ: إِذَا جَرَّهُ إِلَيْهِ، وَأزالَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ إِلَى غَيْرِهِ.
قَوْلُهُ: "يَرْجِعُ الْقَهْقْرَى" (¬10) هُوَ الْمَشْىُ إِلَى خَلْفٍ، يُقَالُ مِنْهُ: قَهْقَرَ يُقَهْقِرُ (¬11).
¬__________
(¬1) خ: يسار الإمام وفي المهذب 1/ 99: في حديث ابن عباس "فقمت عن يساره".
(¬2) ابن السكيت: هى اليمين واليسار ولا تقل اليسار. إصلاح المنطق 163 وقال الفارابى: وهى أردؤهما. ديوان الأدب 3/ 243 والصحاح والمصباح (يسر).
(¬3) في المهذب 1/ 99 فان حضر رجال وصبيان تقدّم الرجال لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليلينى منكم أولو الأحلام والنُّهى ثمّ الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وانظر الحديث في صحيح مسلم 1/ 323 والترمذى 2/ 26 وسنن النسائي 2/ 87.
(¬4) المحكم 3/ 276 واللسان (حلم 980).
(¬5) ع: وهو.
(¬6) ع: فينقلوها.
(¬7) خ الدكان وفي المهذب 1/ 99: روى أن حذيفة (ر): صل على دكان والناس أسفل منه: فجذبه سَلْمَانُ (ر) حتّى أنزله.
(¬8) المحكم 6/ 471 والصحاح والمصباح (دكن) واللسان (دكن 1406).
(¬9) خ: جذبنى. وفي المهذب 1/ 100: من قول حذيفة (ر): قد ذكرت حين جذبتنى.
(¬10) في المهذب 1/ 100 من حديث سهل الساعدى، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر والناس وراء، فجعل يصلّى عليه ويركع ثم يرجع القهقرى ويسجد على الأرض، ثم يرفع فيرقى عليه.
(¬11) المحكم 4/ 332 واللسان (قهقر) والصحاح (قهر).

الصفحة 102