كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: تَقِفُ إمَامَةُ النِّسَاءِ وَسْطَهُنَّ" (¬12) بِالسُّكُونِ؛ لأنَّهُ ظَرْفٌ، يُقَالُ: جَلَسْتُ وَسْطَ الْقَوْمِ بِالسُّكُونِ (لأنَّهُ ظَرْفٌ) (¬13) وَجَلَسْتُ وَسَطَ الدَّارِ. بِالتَّحْرِيكِ؛ لأنَّهُ اسْمٌ. وَكُلُّ مَوْضِع صَلُحَ فِيهِ "بَيْنَ" فَهُوَ وَسْطٌ بِالتَّسْكِينِ. وَإِنْ لَمْ يَصْلُحُ فِيهِ "بَيْنَ" فَهُوَ وَسَطٌ - بِالتَّحْرِيكِ، وَرُبَّمَا سُكِّنَ، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ (¬14).
قَوْلُهُ: "زَادَكَ الله حِرْصًا" (¬15) الْحِرْصُ (¬16): هُوَ طَلَبُ الشَّيْىءِ بِشِدَّةٍ وَإِشْرَافِ نَفْسٍ (¬17).
قَوْلُهُ: "يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ اْلأوَّلِ" (¬18) الصَّلَاةُ مِنَ اللهِ: الرَّحْمَةُ، وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ: الاسْتِغْفَارُ وَأرَادَ: عَلَى أَصْحَابِ الصَّف اْلأوَّلِ، مِثْلُ: {وَاسْألِ الْقَرْيَةَ} (¬19).
قَوْلُهُ: "فُرْجَةٌ" (¬20) بِضَم الْفَاءِ، كَالْخَلَلِ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَمَا أَشْبَهَهُ، يُقَالُ: بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ، أيْ: انْفِرَاجٌ.
قَوْلُهُ: "الاسْتِطْرَاقُ" (¬21) هُوَ الاسْتِفْعَالُ مِنَ الطَّرِيقِ، أيْ: يَمْنَعُهُ مِنْ أَن يَتَّخِذَهُ طَرِيقًا إِلَى مَوْضِعِ الإِمَامِ. وإنَّمَا سُمِّىَ اْلإِمَامُ إمَامًا؛ لِأنَّه يُؤْتَمُّ بِهِ، أيْ: يُقْتَدَى بِأفْعَالِهِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} (¬22) أيْ: يَأتَمُّونَ بِكَ وَيَتْبَعُونَكَ.
* * *
¬__________
(¬12) في المهذب 1/ 100 والسُّنَّة أن تقف أمامة. . . . . . إلخ.
(¬13) ما بين القوسين ساقط من ع.
(¬14) انظر تهذيب اللغة 13/ 26 وديوان الأدب 3/ 215 والصحاح (وسط) واللسان (وسط 4831) والنهاية 5/ 183.
(¬15) في المهذب 1/ 100: أحرم أبو بكر (ر) خلف الصف وركع ثم مشى الى الصف، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - زادك الله حرصًا.
(¬16) هو: ليس في خ.
(¬17) في المحكم 3/ 104: الحرص: شدة الإرادة والشره الى المطلوب وانظر الصحاح واللسان (حرص).
(¬18) في المهذب 1/ 100 روى البراء بن عازب عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأوّل".
(¬19) سورة يوسف آية: 82.
(¬20) ع: وفرجة.
(¬21) في المهذب 1/ 100: إن كان بين الإمام والمأموم حائل يمنع الاستطراق والمشاهدة لم يصح صلاته.
(¬22) سورة البقرة آية: 124.
وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ الْمَرِيضِ
قَولُهُ: "يَقْعُدُ (¬1) مُتَرَبِّعًا" هُوَ أَنْ يَجْلِسَ قَابِضًا سَاقَيْهِ، مُخَالِفًا بَيْنَ قَدَمَيْهِ، جَاعِلًا سَاقَيْهِ إِحْدَاهُمَا (¬2) فَوْقَ اْلأُخْرَى، وَتَكُونُ الْقَدَمُ الْيُمْنَى فِي مَأبِضِ فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَالْقَدَمُ الْيُسْرَى فِي مَأبِضِ فَخِذِهِ الْيُمْنَى.
قَوْلُهُ: "عَلَى مِخَدَّةٍ" (¬3) بِكَسْرِ الْمِيمِ: مَأخُوذٌ مِنَ الْخَدِّ؛ لأنَّ النَّائِمَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَيْهَا.
قَوْلُهُ: "تقَوَّسَ" (¬4) تَفَعَّلَ، مَأخُوذٌ مِنَ الْقَوْسِ، أيْ: انْحَنَى فَصَارَ مِثْلَ الْقَوْسِ.
قَوْلُهُ: "الْأطِبَّاءَ عَلَى الْبُرُدِ" (¬5) جَمْعُ بَرِيِدِ، وَأرَادَ هَا هُنَا: الرَّوَاحِلَ مِنَ الإِبِلِ (¬6). وَأصْلُهُ: الْقِطْعَةُ
¬__________
(¬1) خ: ويقعد وفي المهذب 1/ 101: وكيف يقعد؟ فيه قولان أحدهما يقعد متربعًا؛ لأنّه بدل عن القيام.
(¬2) ع: أحدهما خطأ.
(¬3) في المهذب 1/ 101: فإن سجد على مخدة أجزأه.
(¬4) وإن تقوس ظهره حتى صار كأنّه راكع: رفع رأسه في موضع القيام. المهذب 1/ 101.
(¬5) روى أن ابن عبّاس (ر) لما وقع في عينيه الماء حمل إليه عبد الملك الأطباء على البرد. المهذب 1/ 101.
(¬6) في الصحاح =

الصفحة 103