كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

مِنَ الْأرْض. وَسَيَأتى ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ.
قَوْلُهُ: "أَوْمَأَ بِطَرْفِهِ" (¬7) أيْ: حَرَّكَهُ (¬8) وَأشَارَ بِهِ. وَأصْلُ الإِيمَاءِ: بِالطَّرْفِ، وَهُوَ الْبَصَرُ؛ والإشَارَةُ بِالْيَدِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ أحَدُهُمَا مَكَانَ الآخَرِ (¬9).
* * *
¬__________
= (برد) والبريد: المرتب، يقال؛ حمل فلان على البريد، قال امرؤ القيس:
عَلَى كُلِّ مَقصُوصِ الذُّنَابِى مُعَاودٌ ... بَرِيِد السُّرَى بِاللَّيْلِ مِنْ خَيْلِ بَرْبَرَا
(¬7) في المهذب 1/ 101: فإن لم يستطع صلى مستلقيا وأومأ بطرفه.
(¬8) حركة و: ساقط من ع.
(¬9) ع: وقد تستعمل إحداهما مكان الأخرى.
وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ الْمُسَافِرِ
قَوْلُهُ (¬1): {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} يُقَالُ: ضَرَبَ فِي الْأرْضِ: إِذَا سَارَ فِيهَا مُسَافِرًا، فَهُوَ ضَارِبٌ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (¬3).
قَوْلُهُ: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} اْلجُنَاحُ: اْلإِثْمُ، مِنْ جَنَحَ، أَيْ: مَالَ: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} (¬4) أيْ: مَالُوا (¬5).
قَوْلُهُ: "صَدَقَةٌ تَصَدَقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ" (¬6) الصَّدَقَةُ: مَأخُوذَةٌ مِنَ الصِّدْقِ؛ لِأنَّ الْمُتَصَدِّقَ يُصَدِّقُ بِثَوَابِ اللهِ وَمُجَازَاتِهِ عَلَيْهَا وَالْخُلْفِ مِنْهَا.
قَوْلُهُ: "أرْبَعَةُ بُرُدٍ" (¬7) وَهُوَ (¬8) أَرْبَعَةُ فَرَاسِخَ. وَاْلفَرْسَخُ: ثَلَاثةُ أمْيَالٍ. وَالْمِيلُ عِنْدَ الْعَرَبِ، مَا اتَّسَعَ مِنَ اْلأرْض حَتَّى لَا يَلْحَقَ بَصَرُ الرَّجُلِ أَقْصَاهُ (¬9). وَنُصِبَت (¬10) الْأعْلَامُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ عَلَى مِقْدَارِ مَدِّ الْبَصَرِ.
قَوْلُهُ: "بِالْهَاشِمِىِّ" (¬11) أَيْ: بِالْمِيلِ الَّذِى مَيَّلَتْهُ بَنُو هَاشِمٍ وَقَدَّرَتْهُ وَعَلَّمَتْ عَلَيْهِ (¬12) وَاْلفَرْسَخُ: كُلُّ شَىْءٍ دَائِمٌ كَثِيرٌ (¬13) لَا يَكَادُ يَنْقَطِعُ، فَهُوَ فَرْسَخٌ، يُقَالُ: انْتَظَرْتُكَ فَرْسَخًا مِنَ النَّهَارِ، أَيْ: طَوِيلًا. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِى: سُمِّىَ الْفَرْسَخُ فرْسَخًا؛ لِأنَّ صَاحِبَهُ إِذَا مَشَى فِيهِ اسْتَرَاحَ وَسَكَنَ. وَقَالَ أَبُو زِيَادٍ الْكِلَابِىُّ: إِذَا احْتَبَسَ الْمَطرَ: اشْتَدَّ الْبَرْدُ، فَإذَا مُطِرَ النَّاسُ كَانَ لِلْبَرْدِ بَعْدَ ذَلِكَ فَرْسَخٌ، أَيْ: سُكُون (¬14)
¬__________
(¬1) في المهذب 1/ 101 يجوز القصر في السفر؛ لقوله -عز وجل- {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101].
(¬2) ع، خ: إذا: خطأ.
(¬3) سورة المزمل آية: 20.
(¬4) سورة الأنفال آية: 61.
(¬5) مجاز القرآن 1/ 123، 250 وتفسير غريب القرآن 180 والعمدة في غريب القرآن. والقرطبى 7/ 39.
(¬6) في المهذب 1/ 101: إن خفتم وقد أمن البأس، فقال عمر (ر) قال - صلى الله عليه وسلم -: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته".
(¬7) في المهذب 1/ 102: ولا يجوز إلا في مسيرة يومين وهو أربعة برد كل بريد أربعة فراسخ فذلك ستة عشر فرسخًا.
(¬8) خ: هو.
(¬9) ابن السكت: والميل من الأرض منتهى مد البصر. إصلاح المنطلق 30 وانظر المصباح (ميل).
(¬10) خ: وبنيت.
(¬11) هذا القول غير موجود في هذا الباب.
(¬12) خ: واعلم عليه.
(¬13) كثيرًا: خطأ. وانظر تهذيب اللغة 7/ 303 واللسان (فرسخ 3381) والنهاية 3/ 429.
(¬14) تهذيب اللغة 7/ 303 واللسان (فرسخ 3381) والفائق 3/ 112 والنهاية 3/ 429 وكتاب الجيم 3/ 27.

الصفحة 104