كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَكَانَ تَكَلُّمُ الْأبْطَالِ رَمْزًا ... وَغَمْغَمَةً بِهَا مِثْلُ الْهَرِيرِ
وَأَصلُهُ: الصَّوْتُ الْمَكْرُوهُ. يُقَالُ: كَثُرَ فِيهَا الْقَتْلَى، كُلَّمَا قُتِلَ قَتِيل كَبَّرَ عَلِىٌّ، فَبَلَغَ تَكْبِيرَاتُهُ سَبْعَمِائَةٍ فَصَارَتْ مَثَلًا فِي الشِّدَّةِ (¬12). وَيُقَالُ: هَرَّ الْكَلْبُ يَهِرُّ هَرِيرًا، وَهُوَ صَوْتُهُ دُونَ نُبَاحِهِ مِنْ قِلَّةِ صَبْرِهِ عَلَى الْبَرْدِ (¬13). قَالَ اْلأعْشَى (¬14):
وَتَسْخُنُ (¬15) لَيْلَةَ لَا يَسْتَطِيعُ ... نُبَاحًا بِهَا اْلكَلْبُ إِلا هَرِيرًا
وَهَرَّ فُلَانٌ الْكَأْسَ وَالْحَرْبَ: إِذَا كَرِهَهَا (¬16) هَرِيرًا. قَالَ عَنْتَرَةُ (¬17):
. . . . . . . . . . . . ... [نُزَايِلُهُمْ] (¬18) حَتَّى يَهِرُّوا (¬19) الْعَوَالِيَا
قَوْلُهُ (¬20): {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} (¬21) جَمْعُ رَاجِل، مِثْلُ صَاحِب وَصِحَابٍ (¬22).
قَوْلُهُ: "رَأوْا سَوَادًا" (¬23) السَّوَادُ: الشَّخْصُ، وَجَمْعُهُ: أَسْوِدَةٌ (¬24). وَسَوَادُ اْلعَسْكَرِ: مَا فِيهِ مِنَ الآلةِ وَغَيْرِهَا (¬25).
قَوْلُهُ: "عَلَى قَصدِهِ" أَيْ: عَلَى [طَرِيقتِهِ] (¬26) الَّتىِ يَقْصِدُهَا وَيَأْتِيهَا. يُقَالُ: قَصَدَ الشَّيْىءَ: إِذَا أَتَاهُ وَقَصَدَ إِلَيْهِ (¬27).
قَوْلُهُ: "بَيْنَهُمْ حَاجِزٌ" (¬28) الْحَاجِزُ: مَا يَكُونُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وَسُمَىَ الْحِجَازُ، لِأَنَّهُ حَجَزَ بَيْنَ نَجْدٍ وَالْغَوْرِ (¬29). وَهُوَ مَأخُوذٌ مِنْ حَجَزَهُ يَحْجُزُهُ حَجْزًا، أَيْ: مَنَعَهُ وَكَفَّهُ، كَأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ وُصُولِ أَحَدِ اْلجَانِبَيْنِ إِلَى اْلآخَرِ.
الْخَنْدَقُ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ: حَفِيِرٌ فِي اْلأرْضِ يُدَارُ عَلَى الْبَلَدِ يَمْنَعُ مِنَ الْعَدُوِّ.
¬__________
(¬12) لعله يريد قولهم: "شر أهر ذا ناب".
(¬13) الصحاح (هرر).
(¬14) ديوانه 145.
(¬15) تسخن: ساقطة من ع والمثبت من خ والصحاح.
(¬16) ع: ذكرها: تحريف.
(¬17) ديوانه 158 وصدره: حَلَفْنَا لَهْم وَالخَيْلُ نَرْدِى بِنَا مَعًا ... . . . . . . . . . . . .
(¬18) ع، خ: ونترككم تحريف. رواية اللسان "نزايلكم" والديوان "نزايلهم".
(¬19) ع: نهر.
(¬20) في المهذب 1/ 107: وإن اشتد الخوف صلوا رجالا أو ركبانا لقوله -عز وجل- {فَإِنْ خِفتُمْ فَرِجَالًا أوْ رُكْبَانًا}.
(¬21) سورة البقرة آية 239.
(¬22) معانى الزجاج 1/ 316 وتفسير غريب القرآن 92 وتفسير الطبرى 5/ 244 - 247.
(¬23) خ: وإِن رأوا سرادا. وفي المهذب 1/ 107: إذا رأوا سوادًا فظنوه عدوا صَلُّوا صلاة شدة الخوف.
(¬24) كلّ شخص من إنسان وغيره يسمى سوادًا وجمعة أسودة مثل جناح وأجنحة ومتاع وأمتعة انظر غريب أبي عبيد 4/ 134 والصحاح والمصباح (سود).
(¬25) اللسان (سود 2142).
(¬26) ع، خ: طريقه: تحريف.
(¬27) الصحاح والمصباح (قصد).
(¬28) خ: بينهما. وفي المهذب 1/ 107 ثم بَانَ أنّه كان بينهم جبز من خندق أو ماء. . . إلخ.
(¬29) الصحاح (حجز) والعين 3/ 70 وتهذيب اللغة 4/ 122 والمحكم 3/ 42 وانظر أسماء وجبال تهامة وسكانها 2/ 224 من نوادر المخطوطات.

الصفحة 107