كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

شَيْىءٍ تَفَرَّقَ فَهَوَ فَضَضٌ (¬20). قَالَ الْأزْهَرِىُّ (¬21): وَأصْلُهُ مِنْ فَضَضْتُ الشَّيْىءَ: إِذَا دَقَقْتَهُ وَكَسَرْتَهُ [وَالْفَضِيضُ] (¬22) الْمَاءُ السَّائِلُ.
قَوْلُهُ: "وُحْدَانًا" جَمْعُ وَاحِدٍ، مِثْلُ رَاعٍ وَرُعْيَانِ، وَنَاعٍ وَنُعْيَانٍ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ وَحِيدٍ، مِثْلَ جَرِيبٍ وَجُرْبَانٍ، وَيُقَالُ: رَجُلٌ وَحَدٌ وَوَحِدٌ وَوَحِيدٌ (¬24).
قَوْلُهُ: "الْخُطبْةُ" (¬26) مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْخِطَابِ، وَهُوَ الْكَلَامُ إِلَى الْحَاضِرِ، يُقَالُ: خَاطَبْتُهُ بِالْكَلَامِ مُخَاطَبَةً وَخِطَابًا، وَالْخُطبَةُ عَلَى المِنْبَرِ بِالضَّمِّ. وَخَطَبْتُ (¬27) الْمَرْاة خِطْبَةً بِالْكَسْرِ. وَخَطُبَ الرجُلُ بِالضَّمِّ (¬28) خَطَابَةً بِالْفَتْحِ: صَارَ خَطيبًا.
قَوْلُهُ: "كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ" (¬29) هُوَ الَّذِى يَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْجَيْشِ، فينْذِرُ النَّاسَ؛ لِئَلَّا [يُوقِعُوا] (¬30) بِهِمْ، وَأَصْلُهُ: الإبْلَاغُ وَاْلإِعْلَامُ بِالشَّيْىءِ يُحْذَرُ مِنْهُ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي التَّخْوِيفِ لَا غَيْرُ (¬31).
قَوْلُهُ: "كَهَاتَيْن" أَرَادَ إِصْبَعَيْهِ (¬32)، يُرِيدُ تَلَاصُقَهُمَا، وَاقْتِرَابُ [احْدَيْهِمَا] (¬33) مِنَ الأُخْرَى. قِيلَ: فَرَّقَ لِلتَفَاوُتِ بَيْنَهُمَا (¬34) فِي الطُّولِ، فَإِنَّهُ شَيْىءٌ يَسيرٌ قَلِيلٌ.
قَوْلُهُ: "وَخَيْرُ الْهَدْىِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (¬35) أَيْ: طَرِيقَتُهُ وَسِيرَتُهُ. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬36): يُقَالُ (¬37): هَدَى هَدْىَ فُلَانٍ، أَيْ: سَارَ سِيرَتَهُ، وَفِى الْحَدِيِثِ: "وَاهْدُوا (¬38) هَدْىَ عَمَّارٍ". وَيُرْوَى: "الْهُدَى" بِضَمِّ الْهَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ، وَهُوَ ضِدُّ الضَّلَالِ، وَأَصْلُهُ: مِنْ هَدَاهُ الطَّرَيقَ إِذَا دَلَّهُ عَلَيْهِ (¬39).
قَوْلُهُ (¬40): "شَرُّ الأُمْورِ مُحْدَثَاتُهَا" أَيْ: مُخْتَرَعَاتُهَا، وَمَا يُحْدِثُهُ الإِنْسَانُ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلُ؛ لِأنَّ الدِّينَ يُؤْخَذُ بِاتِّبَاعِ الأثَرِ وَالاقْتِدَاءِ بِالسَّلَفِ الصَّالِحِ.
قَوْلُهُ (¬41): "بِدْعَةٌ" الْبِدْعَةُ: الْحَدَثُ فِي الدِّينِ بَعْدَ الإِكْمَالِ، وَبَدَّعَهُ: نَسَبَهُ إِلَى الْبدْعَةِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى (¬42): {مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} (¬43).
¬__________
(¬20) ع: منفض والمثبت من خ والصحاح (فضض) والنقل عنه. وانظر مجاز القرآن 2/ 58 ومعانى الفراء 3/ 157 وتفسير غريب القرآن 466.
(¬21) تهذيب اللغة 11/ 473.
(¬22) ع، خ، والفضض. والمثبت من الصحاح واللسان (فضض 3427).
(¬23) في المهذب 1/ -110 قال الشافعى -رحمه الله- في إمام أحرم بالجمعة ثم أحدث إنهم يتمون صلاتهم وحدانا ركعتين.
(¬24) ع: وحد ووحيد وواحد. وفي خ: وحد ووحد ووحد. والمثبت من الصحاح واللسان (وحد) وفي المحكم 3/ 377: ورجل أحَدٌ وَوَحَدٌ وَوَحِدٌ وَوَحْدٌ وَوَحِيدٌ وَمُتَوَحِّدٌ ونقله في اللسان (وحد 4780).
(¬25) قوله: ليس في خ.
(¬26) في المهذب 1/ 111: إذا لم تجز الصّلاة قبل الوقت لم تجز الخطبة.
(¬27) ع: وخطب، والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(¬28) ع: هنا: وخطب زيادة مخلة والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(¬29) في المهذب 1/ 111: روى جابر (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يوم الجمعة. فحمد الله وأثنى عليه. ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته واشتد غضبه واحمرت وجنتاه كأنه منذر جيش ثم يقول بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه الوسطى والتى تلى الابهام ثمْ يقول: إن أفضل الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم -.
(¬30) ع: لئلا يقعوا، خ: لا يقعوا. والمثبت لاستقامة النص.
(¬31) النهاية 5/ 38 واللسان (نذر 4391) والصحاح (نذر).
(¬32) ع: بإصبعيه.
(¬33) ع، خ: إحداهما: خطأ.
(¬34) ح: قرب التفاوت: تحريف.
(¬35) خ: إن خير الهدى.
(¬36) في الصحاح (هدى).
(¬37) يقال: ساقط من ع.
(¬38) ع: فاهتدوا وخ: فاهدوا، والمثبت من الصحاح والنهاية 5/ 253.
(¬39) النهاية 5/ 253.
(¬40) - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الجمعة. المهذب 1/ 112.
(¬41) في خطبته - صلى الله عليه وسلم -: وكل بدعة ضلالة. المهذب 1/ 112.
(¬42) تعالى ليس في ع.
(¬43) سورة الأحقاف آية 9.

الصفحة 110