كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ الاسْتِسْقَاءِ
الاسْتِسْقَاءُ (¬1): طَلَبُ السُّقْيَا (¬2)، وَهُوَ: اسْتِفْعَالٌ مِنْ سَقَى (¬3)، يُقَالُ: سَقَيْتُهُ وَاسْقَيْتهُ بِمَعْنىً (¬4)، وَقَدْ جَمَعَهَا لَبِيدٌ فِي قَوْلِهِ (¬5):
سَقَى قَوْمِى بَنِى مَجْدٍ وَأَسْقَى ... نُمَيْرًا وَالْقَبَائِلَ مِنْ هِلَالِ
وَيُقَالُ: سَقَيْتُهُ لِشَفَتِهِ؛ وَأسْقَيْتُهُ لِمَاشِيَتِهِ وَأرضِهِ، وَالاسْمُ: السِّقْىُ بِالْكَسْرِ (¬6).
قَوْلُهُ (¬7): (قُحُوطُ الْمَطَرِ) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬8)، قَحَطَ الْمَطَرُ يَقْحَطُ قُحُوطًا: إِذَا احْتُبِسَ، وَأقْحَطَ الْقَوْمُ: إِذَا أَصَابَهُمُ الْقَحْطُ، وَقُحِطُوا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَالْقَحْطُ: الْجَدْبُ وَالْغَلَاءُ.
قَوْلُهُ (¬9): (إِذَا بُخِسَ الْمِكْيَالُ) أَيْ: نُقِصَ {وَشَرَوْهُ بِثَمَنِ بَخْسٍ} (¬10) أَيْ: نَاقِصٍ (¬11)، وَقَدْ بَخَسَهُ حَقَّهُ يَبْخَسُهُ بَخْسًا: إِذَا نَقَصَهُ.
قَوْلُهُ (¬12): {يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (¬13) قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَيْ (¬14): أَبْعَدَهُمُ اللهُ مِنْ رَحْمَتِهِ. وَالَّلعْنُ: الطردُ وَاْلإِبْعَادُ (¬15) وَكَانَت الْعَرَبُ إِذَا تَمَرَّد الرَّجُلُ: أَبْعَدُوهُ مِنْهُمْا، وَطَرَدُوهُ؛ لِئَلَّا تَلْحَقُهُمْ جَرَائِرُهُ (¬16)، وَالَّلاعِنُونَ: هُمْ دَوَابُّ الْأرْضِ تَلْعَنْهُمْ كَمَا (¬17) ذُكِرَ في الْكِتَابِ (¬18).
قَوْلُهُ (¬19): (تَوَسَّلْنَا إِلَيْك بِنَبِيِّنَا) (¬20) أَيْ: تَقَرَّبْنَا وَتَشَفَّعْنَا. وَالْوَسِيلَةُ: الْقُرْبَةُ، فُسِّرَ فِيمَا تَقَدَّمَ (¬21).
قَوْلُهُ: فِي الْحَدِيثِ (¬22): (وَعِبَادُ اللهِ رُكَّعٌ) وَرُوِىَ: (شُيُوخٌ) أَيْ: مُنْحَنُون (¬23). وَالرُّكُوعُ:
¬__________
(¬1) ع: هى طلب السقيا.
(¬2) خ: الاستسقاء: طلب السقى.
(¬3) في النهاية 2/ 381 وهو استعمال من طلب السقيا.
(¬4) الكتاب 4/ 59 والخصائص 1/ 370: فعلت: أفعلت للزجاج 50 والمحكم 6/ 301.
(¬5) في ديوانه 111: الخصائص: وفعلت وأفعلت، والصحاح (سقى).
(¬6) عن الصحاح (سقى).
(¬7) في المهذب 1/ 123: روت عائشة (ر) قالت: شكا الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى.
(¬8) في الصحاح (قحط). وانظر تهذيب اللغة 4/ 29 والفائق 3/ 164 والنهاية 4/ 17.
(¬9) في المذهب 1/ 123: المظالم والمعاصى تمنع القطر، والدليل عليه ما روى أبو وائل عن عبد الله أنه قال: إذا بخس المكيال القطر.
(¬10) سورة يوسف آية 20.
(¬11) أبو عبيدة: أى: باعوه. بخس: أى نقصان ناقص منقوص، يقال: بخسنى حقى، أى: نقصنى وهو: مَصْدَر بَخَسْت، فوصفوا به وقد تفعل العرب ذلك. مجاز القرآن 1/ 304 وانظر معانى القرآن للفراء 2/ 40 وتفسير غريب القرآن 214 والغريبين 1/ 135، 136 وإصلاح المنطق 184، وتهذيب اللغة 7/ 190.
(¬12) في المهذب 1/ 123:: قال مجاهد في قوله -عز وجل- {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} قال: دواب الأرض- تلعنهم.
(¬13) سورة البقرة آية 159.
(¬14) أى: ليست في ع.
(¬15) تفسير الطبرى 3/ 253، 254 ومعانى الفراء 1/ 95، 96،: تفسير غريب القرآن 67 ومعانى الزجاج 1/ 218، 219.
(¬16) ع: جرائمه.
(¬17) كما: ليس في خ.
(¬18) يعنى في المهذب انظر تعليق 12.
(¬19) من دعاء الاستقساء: اللهم إنا كنا إذا قحطنا توسلنا إلك بنبينا، وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا .. المهذب 1/ 123.
(¬20) ح: بنبيك - صلى الله عليه وسلم -. والمثبت من ع والمهذب.
(¬21) ص 64.
(¬22) ويستسقى بالشيوخ والصبيان لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا صبيان رضع وبهائم رتع وعباد الله ركع لصب عليهم العذاب صبا. المهذب 1/ 124.
(¬23) خ: أى منحنيين: خطأ.

الصفحة 119