كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: (طَبَقًا) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬49): طَبَّقَ الْغَيْمُ تَطْبِيقًا: إِذَا أَصْابَ مَطرهُ جَمِيعَ الْأَرْضِ، وَيُقَالُ: سَحَابَةٌ مُطْبِقَةٌ. وَقَالَ (¬50) الْهَرَوِىُّ (¬51): (طَبَقًا) أَيْ: مَالِئًا لِلْأَرْضِ، يُقَالُ: هَذَا مَطَرٌ طَبَقُ الأرْضِ (¬52): إِذَا طَبَّقَهَا، أَيْ: مَلَأهَا، وَالْغَيْثُ الطَّبَقُ (¬53): هُوَ الْعَامُّ الْوَاسِعُ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْس (¬54):
دِيمَةٌ هَطْلَاءُ فِيهَا وَطَفٌ ... طَبَقُ الأرْضِ تَحَرِّى (¬55) وَتَدُرُّ
قَوْلُهُ: (سَحًّا) أَيْ: صَبًّا. يُقَالُ: سَحَّت السَّمَاءُ تَسُحُّ: إِذَا صَبَّت. قَالَ الْأزْهَرِىُّ (¬56) السَّحُّ الْكَثِيرُ الْمَطَرِ الشَّدِيدُ الْوَاقْعِ (¬57) عَلَى الْأرْض. يُقَالُ: سَحَّ الْمَاءُ يَسُحُّ: إِذَا سَالَ مِنْ فَوْق. وَسَاحَ يَسِيحُ: إِذَا جَرَى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ (¬58).
قَوْلُهُ: (دَائِمًا) مِنْ دَامَ يَدومُ: إِذَا بَقِىَ وَلَمْ يَمْضِ، يُقَالُ: دَامَ الشَّىْءُ يَدومُ وَيَدَامُ دَوْمًا وَدَوَامًا وَدَيْمُومَةً (¬59).
قَوْلُهُ: (الْقَانِطِين) أَيْ: الْيَائِسِين. وَالْقُنُوطُ: الْيَأْسُ. وَقَدْ قَنَطَ يَقْنِطُ، وَقَنَطَ يَقْنُطُ قُنُوطًا، فَهُوَ قَانِطٌ. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثةٌ: قَنِطَ يَقْنَطُ قَنَطًا. وَقَنِطَ يَقْنِطُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا عَنِ الأخْفَشِ (¬60).
قَوْلُهُ: (الَّلاوَاءُ) (¬61) هِىَ الشِّدَّةُ وَالْجُهَدُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ (¬62) مَنْ صَبَرَ عَلَى لَأوَاءِ (الْمَدِيَنةِ) (¬63) أَيْ: ضِيقِ عَيْشِهَا وَشِدَّتِهِ. وَكَذَا (الضَّنْكُ) هُوَ أَيْضًا: الضِّيقُ وَالشَّدَّةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَعِيشَةً ضَنْكًا} (¬64).
قَوْلُهُ: (الْجَهْدُ) بِفَتْح الْجِيمِ: النَّصَبُ (¬65). وَالْجهْدُ بِالضَّمِّ: الْمُبَالَغَةُ وَالْغَايَةُ. قالَ الشَّعْبِىُّ: الْجَهْدُ فِي الْقِيتَةِ (¬66)، وَالْجُهْدُ فِي الْعَمَل (¬67) يُقَالُ: جُهِدَ فَهُوَ مَجْهُودٌ، أَيْ: هُزِلَ.
قَوْلُهُ: (مَدْرَارًا) (¬68) أَيْ: كَثِيرَةَ (¬69) المَطَرِ، يُقَالُ: مَطَرٌ مِدْرَارٌ: إِذَا كَانَ كَثِيرَ الدَّرِّ (¬70) مِفْعَالٌ مِنْ دَرَّ يَدُرُّ.
قَوْلُهُ: (وَإِنْ كَانَ مُدَوَّرًا) (¬71) الْمُدَوَّرُ: هُوَ السَّاجُ، وَهُوَ: الطَّيْلَسَانُ الْمُقَوَّرُ (¬72) يُنْسَجُ كَذَلِكَ وَجَمْعُهُ: سِيجَان.
¬__________
= والنهاية 1/ 289: ومنال الطالب 110 ومتخير الألفاظ 308 وشرح ألفاظ المختصر لوجه 47.
(¬49) الصحاح (طبق).
(¬50) ع: قال.
(¬51) في الغريبين 2/ 207.
(¬52) ع - للأرض تجريف.
(¬53) ع: المطبق: تحريف.
(¬54) ديوانه 144.
(¬55) ع: للأرض تجرى تحريف.
(¬56) في شرح ألفاظ المختصر لوحة 46.
(¬57) ع: الواقع: تحريف.
(¬58) تهذيب اللغة 3/ 411 عن الأصمعى.
(¬59) الصحاح: المصباح (دوم).
(¬60) عن الصحاح "قنط" وانظر المصباح "قنط" واللسان (قنط 9/ 262) وقال الجوهرى وأما قَنَطَ يَقَنَطُ بالفتح فيهما، وقَنَطَ يَقَنَطُ بالكسر فيهما فَإنما هو على الجمع بين اللغتين قال الأخفش.
(¬61) في المهذب 1/ 124 في الدُّعاء: "اللهم إن بالعباد: البلاد من اللأواء، والضنك والجهد مالا تشكو إِلا اليك: اللهم أنبت لنا الزرع وأدرَّ لنا الضرع واسقنا من بركات السماء: وأنبت لنا بركات الأرض: اللهم ارفع عنا الجهد: الجوع والعرى واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك. . . إلخ.
(¬62) الآخر ليس في غ.
(¬63) في صحيح مسلم 4/ 119 الحجِّ: من صبر على لَأوَائِهَا وشدتها كنت له شفيعا يوم القيامة "وانظر مسند أحمد 1/ 181 والنهاية 4/ 221.
(¬64) سورة طه آية 124 وانظر مجاز القرآن 2/ 32 ومعانى الفراء 2/ 194 وتفسير غريب القرآن 283.
(¬65) خ: التعب.
(¬66) غ: الفيئة: تحريف، والمثبت من خ والغريبين 1/ 426 والنقل عنه.
(¬67) قال الفراء: والجُهد لغة أهل الحجاز ولغة غيرهم: الجهد والجوع معانى القرآن 1/ 447 وقال أبو عبيدة: مضموم ومفتوح: سواء، ويقال: جَهْدُ المُقِل وَجُهْدُةُ. مجاز القران 1/ 264: وكذا الزجات في المعانى 2/ 512.
(¬68) في المهذب 1/ 125: في الدُّعاء: اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا فأرسل السماء علينا مدرارًا.
(¬69) ع: كثير.
(¬70) خ: كثيرا دارا.
(¬71) في المهذب 1/ 125 فإن كان الرداء مدورا اقتصر على التحويل.
(¬72) ع: نسج والمثبت من خ والنهاية 2/ 432 واللسان (سوج 2140) وانظر الفائق 2/ 210 ومبادىء اللغة للاسكافى 44.

الصفحة 121