كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

يَقْرَبَهَا وَيَزُولُ عَنْهَا، وَالإِقْلَاعُ عَنِ الْأمْرِ: الْكَفُّ عَنْهُ، يُقَالُ: أقْلَعَ فُلَانٌ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ (¬16).
قَوْلُهُ (¬17): (حَتَّى بَلَّ الثَّرَى) أصْلُ الثَّرَى: التُّرابُ النَّدِىُّ (¬18)، وَأرْضٌ نَدِيَةٌ (¬19): ذَاتُ نَدَّىً (وَثَرىً) (¬20) ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ حَتَّى قِيلَ: الثَّرَى في النَّدِىِّ وَالْيَابِسِ.
قَوْلُهُ: (عِيَادَةُ الْمَرِيضِ) (¬21) مُشْتَقَّةٌ (¬22) مِنْ عَادَلَهُ بَعْدَ مَا كَانَ أعْرَضَ عَنْهُ، كَأَنَّهُ اعرَضَ عَنْهُ يَوْمَ كَانَ صَحِيحًا وَعَادَ إِلَيهِ يَوْمَ كَانَ مَرِيْضًا.
قَوْلُهُ: (مَنْزُولًا به) (¬23) أَيْ: نَزَلَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ وَأَعْوَانُهُ. وَمَعْنَاهُ: مَعْنَى قَوْلِهِ فِي آخِرِ الْبَابِ (¬24): (وَقَدْ نَزَلَ بِد وَأنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ).
قَوْلُهُ: (يُلَقِّنُهُ قَوْلَ: لَا إِلَهَ إلَّا الله) التَّلْقِينُ كَالتَّفْهِيمِ. وَغُلَامٌ لَقِنٌ: سَرِيعُ الْفَهْمِ. وَلَقِنْتُ الْكَلَامَ بِالْكَسْرِ: فَهِمْتُهُ وَتَلَقَّنْتُهُ: أَخَذْتُهُ لَقَانِيَةً، وَالاسْمُ: الَّلقَانَةُ (¬25).
قَوْلُهُ: (الْهَوَامُّ) (¬26) صِغَارُ دَوَابِّ الْأرْضِ (¬27).
قَوْلُهُ: (سُجِّىَ بِثَوْبٍ) (¬28) أَيْ: غُطِّىَ، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬29): سَجَّيْتُ الْمَيِّتَ تَسْجِيَةً: إِذَا مَدَدْتَ عَلَيهِ ثَوْبًا. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ (¬30): هُوَ مِنَ اللَّيْلِ السَّاجِى؛ لِأنَّهُ يُغَطِّى بإِظْلَامِهِ.
(وَالْحَبِرَةُ): ثَوْبٌ فِيهِ خُطُوطٌ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬31).
قَوْلُهُ (¬32): (نَّفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَة بِدَيْنِهِ) النَّفْسُ هَا هُنَا عَلَى (33) أَرْبَعَةِ مَعَانٍ (¬33)، أَحَدُهُمَا: بَدَنُهُ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} (¬34) وَالنَّفْسُ (¬35): الرُّوحُ الَّذِى (¬36) إِذَا فَارَقَ الْبَدَنَ لَمْ تَكُنْ بَعْدَهُ (¬37) حَيَاةٌ، وَهُوَ الَّذِى (¬38) أَرادَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - بِقَوْلِهِ (¬39): "كَأَنَّ رُوحَهُ يُعَذَّبُ بِمَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ حَتَّى يُؤَدَّى عَنْهُ". وَالنَّفْسُ: الدَّمُ فِي جَسَدِ الْحَيَوَانِ. وَنَفْسُ الشَّىْءِ: ذَاتُهُ، مِثْلُ: جَاءَنِى زَيْدٌ نَفْسُهُ، أَيْ: ذَاتُهُ (¬40).
قَوْلُهُ: (يُبَادَرُ (¬41) إِلَى تَجْهِيزِهِ) هُوَ: غَسْلُهُ وَتَكْفِينُهُ وَدَفْنُهُ، مِنْ جَهَّزْتُ الْعَرُوسَ: إِذَا أَخَذْتَ فِيمَا
¬__________
(¬16) الصحاح (قلع).
(¬17) في المهذب 1/ 126: روى البراء بن عازب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أبصر جماعة يحفرون قبرا فبكى حتّى بل الثرى بدموعه وقال إخوانى لمثل هذا فَأْعِدُّوا.
(¬18) كذا في مبادىء اللغة 29 وجمهرة اللغة 3/ 218 وشرح السبع الطوال 562 وأمالى القالى 1/ 126 وقال الهروى: هو التراب الندى الذى تحت التراب الظاهر. الغريبين 1/ 279 وقال الزمخشرى البرى: التراب الذى على وجه الأرض والثرى: الندى تحت البرى. الفائق 1/ 103.
(¬19) خ: ثرية. وفي الصحاح: فرض نَدِيَة عَلَى فَعِلَةٍ بِكسر العين، ولا تقل نَدِيَّةٌ وذكره ابن السكيت في إصلاح المنطق 181.
(¬20) في المهذب 1/ 126: ويستحب عيادة المريض.
(¬21) خ: مشتق.
(¬22) في المهذب 1/ 126: وإن رآه منزولا به فالمستحب أن يلقنه قول لا إله إِلَّا الله.
(¬23) من ع.
(¬24) في المهذب 1/ 133 في الدعاء للميت.
(¬25) عن الصحاح (لقن).
(¬26) في المهذب 1/ 127: وربما دخل إلى فيه شيىء من الهوام.
(¬27) قال الجوهرى: ولا يقع هذا الأسم إِلا على الخوف من الأحناش (الصحاح - هم) وفي العين 3/ 357: الهوام: ما كان من خشاش الأرض نحو العقارب وشبهها، الواحدة: هامة؛ لأنّها تهم أى تدب. وقد تطلق على ما لا يقتل من الحشرات. أنظر المصباح (همم).
(¬28) في المهذب 1/ 127: ويسجى بثوب؛ لما روت عائشة (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجى بثوب حبره.
(¬29) الصحاح (سجا).
(¬30) في الفائق 2/ 156.
(¬31) ص 116.
(¬32) في المهذب 1/ 127: روى أبو هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى".
(¬33) على، ومعان: ليس في خ.
(¬34) سورة المائدة آية 45.
(¬35) النفس: ساقطة من ع.
(¬36) الذى: ساقطة من ع.
(¬37) ع: بعدها.
(¬38) ع: وهى التى.
(¬39) المهذب 1/ 127.
(¬40) الصحاح (نفس).
(¬41) خ: بَادَر وفي المهذب 1/ 127: ويبادر إلى تجهيزه؛ لما روى على (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاث لا تؤخروهن الصّلاة والجنازة والأيم إذا وجدت كفؤا".

الصفحة 124