كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

تَحْتَاجُهُ لِعُرْسِهَا. وَجَهَّزْتُ الْمُسَافِرَ: إِذَا هَيَّاتَ أهْبَةَ سَفَرِهِ مِنَ الزَّادِ وَالسِّقَاءِ وَالْحَمُولَةِ. يُقَالُ فِيهِ: جَهَازٌ وَجِهَازٌ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (¬42). وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "أنَّهُ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ" (¬43) أَيْ: أَنْفَقَ فِيمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ وَالْخَيْلِ وَالأزْوَادِ.
قَوْلُهُ: (الأَيِّمُ إِذَا وَجَدَتْ كُفْؤًا) الْأيِّمُ: الْمَرْأَةُ الَّتِى لَا زَوْجَ لَهَا، وَكَذَا الرَّجُلُ (¬44)، وَالْجَمعُ: أَيَامَى مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. وَأَصْلُهُ أَيَايِمٌ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ فِيهِ ثِقَلَانِ، وَهُمَا: جَمْعٌ؛ وَيَاءَانِ بَيْنَهُمَا أَلِفُ التَّكْسِيرِ (¬45) جُعِلَتْ لَامُهُ عَيْنًا وَعَيْنُهُ لَامًا، فَصَارَ أَيَامِى بِكَسْرِ الْمِيمِ، بِوزْنِ أفَالِع، بَعْدَ مَا كَانَ أفَاعِل، كَقَوَاضٍ (¬46)، ثُمَّ قُلِبَتْ كَسْرَةُ الْمِيمِ فَتْحَةً وَالْيَاءُ ألِفًا لَفْظًا؛ لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، فَصَارَ أيَامَى بَوزْنِ أفَالِع، تَقُولُ (¬47): رَجُلٌ أيِّمٌ سَوَاءٌ كَانَ تَزَوَّجَ مِنْ قَبْلُ أَوْ لَمْ يَتَزَوَّجْ. وَامْرَأَةٌ أيِّمٌ أيْضًا بِكْرًا كَانَتْ (أَوْ) (¬48) ثَيِّبًا. وَقَدْ آمَت الْمَرْأةُ مِنْ زَوْجِهَا تَئِيمُ أيْمَةً وَأَيْمًا وَأُيُومًا. وَفِى الْحَدِيثِ: "أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الأيْمَةِ" (¬49) وَتَأَيَّمَتِ الْمَرْأةُ، وَتَأَيَّمَ الرَّجُلُ زَمَانًا: إِذَا مَكَثَ لَا يَتَزَوَجُ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ:
كُلُّ امْرِىءٍ سَتَئِيم مِنْـ ... ـهُ الْعِرْسُ أَوْ مِنْهَا يَئِيمُ (¬50)
وَ (الْكُفْؤُ): المِثْلُ، وَمِنْهُ: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (¬51) بِضَمِّ الْفَاءِ وَإِسْكَانِهِ (¬52).
قَوْلُهُ: (فَجْأَةً) (¬53) أَيْ: بَغْتَةً مِنْ غَيْرِ مَرَضِ وَلَا سَبَبٍ. يُقَالُ: فَجِئَهُ الأمْرُ يَفْجَأُهُ، وَكَذَلِكَ فَجَأَةُ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، فُجَاءَةً، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ (¬54).
¬__________
(¬42) كذا في أدب الكاتب 544 والصحاح (جهز) وقال ابن السكيت في إصلاح المنطق 104 هو جهاز العروس. وقال بعضهم: هو جهاز العروس والكلام الفتح. وفي العين 3/ 385: وسمعت أهل البصرة يخطئون من يقول الجهاز بالكسر وذكره في التهذيب 6/ 35 وانظر اللسان (جهز 712).
(¬43) النهاية 3/ 235 وهو جيش غزوة تبوك، سمى بها؛ لأنه ندب الناس إلى الغزو في شدة القيظ وكان وقت إيناع الثمرة وطيب الظلال فعسر ذلك عليهم وشق. والعسر: ضد اليسر، وهو الضيق والشدة والصعوبة.
(¬44) ع: الزوج.
(¬45) ع: اجتمع فيه ألفان وياءان فيهما ألف تكسير.
(¬46) ع: كقاص: تحريف.
(¬47) خ: فقلبت؛ لأن الواحد رجل أيم. وليس لهذا معنى.
(¬48) ع، خ: أم والمثبت من الصحاح واللسان (أيم) والنقل عن الصحاح.
(¬49) الغريبين 1/ 115 والفائق 3/ 42 والنهاية 2/ 86 وغريب ابن الجوزى 1/ 49.
(¬50) ما سبق عن الصحاح "أيم" وانظر اللسان (أيم 191).
(¬51) سورة الإخلاص آية 4.
(¬52) مجاز القرآن 2/ 316 ومعانى الفراء 3/ 299 وانظر تفسير غريب القرآن 542 والسبعة في القراءات 701، 702 وفى ع: وإسكانها.
(¬53) في المهذب 1/ 127: فإن مات فجأة ترك حتى يتيقن موته.
(¬54) عن الصحاح (فجأ) وفي المصباح: فَجِئَةُ الْأمْرُ من باب تعب ونفع أيضا والاسم الفُجَاءَة بالضم والمد وعبارة ع: فجئة الأمر يفجؤه وكذلك فجاءة بالكسر والفتح وفجاءة بالضم والمد: تحريف.

الصفحة 125