كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

الْوَفْرَةِ (¬18). وَلَعَلَّهُ مُشْتَقٌ مِنْ جَمَّ الْمَاءُ: إِذَا كَثُرَ.
قَوْلُهُ: (ضَفَرْنَا نَاصِيَتَهَا) (¬19) أَيْ: لَوَيناهُ، وَالنَّاصِيَةُ: شَعَرُ مُقَدَّم الرَّأسِ. وَقَدْ ذُكِرَا (¬20).
قَوْلُهُ: (وَقَرَنَّاهَا ثَلَاثَةَ (¬21) قُرُون) الْقَرْنُ: الْخُصْلَةُ مِنَ الشَّعَرِ، وَالضَّفِيرَةُ، أَيْ: جَعَلْنَاهَا ثَلَاثَ ضَفَائِرَ (¬22)، وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِى سُفيَانَ (¬23) فِي الرُّوم: (ذَاتَ الْقُرُون) (¬24) قَالَ الأصْمَعِىُّ: أَرَادَ قُرُونَ شُعُورِهمْ (¬25) وَيُقَالُ: لِلرَّجُلِ قَرْنَانِ، أَيْ: ضَفِيرَتَان، قَالَ الأَسَدِىُّ (¬26):
كَذَبَتُمْ وَبَيْتِ الله لَا تَنْكِحُونَهَا ... بَنى شَابَ قَرْنَاهَا تُصَرُّ وَتُخلَبُ
أرَادَ: يَا بَنى الَّتى شَابَ قَرْنَاهَا، فَأضْمَرَ (¬27).
* * *
¬__________
(¬18) الوفر الشعر إلى الآذنين سمى بذلك لأنه وفر على الأذن أى: تم عليها واجتمع.
(¬19) في المهذب 1/ 129: روت أم عطية في وصف غسل بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ضفرنا ناصيها وقرناها ثلاث (كذا) قرون ثم ألقيناها خلفها.
(¬20) ص 28.
(¬21) ع: ثلاث كما في المهذب. والمثبت من خ.
(¬22) الصحاح (قرن) والنهاية 14/ 51.
(¬23) ع: أبي كبير: سهو: والمثبت من خ، والصحاح والنقل عنه، والنهاية 4/ 51 والفائق 3/ 174.
(¬24) من قوله للعباس (ر) لما روى طاعة المسلمين للرسول - صلى الله عليه وسلم -: ما رأيت كاليوم قط طاعة قوم ولا فارس الأركام ولا الروم ذات القرون.
(¬25) عن الصحاح (قرن).
(¬26) من شواهد سيبويه في الكتاب 2/ 85 وخزانة الأدب 2/ 97 والصحاح واللسان (قرن).
(¬27) في الصحاح واللسان: فأضمرة.
وَمِنْ بَابِ الْكَفَنِ
قَوْلُهُ: "يُكَفَّنُ مِنَ التَّركَةِ" (¬1) هُوَ تراثُهُ الَّذِى تَرَكَهُ بَعْدَهُ.
قَوْلُهُ: "إِزَارٍ وَلِفَافَتَيْنِ" (¬2) الإزَارُ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ: مَا يَأَتَزِرُ بِهِ الرَّجُلُ حَتَّى يُوَارِى عَوْرَتَهُ. وَاللِّفَافَةُ مَا يُلَفُّ عَلَى الْجَسَدِ، أَيْ: يغَطِّيهِ وَيَعُمُّهُ، والْجَمْعُ: لَفَائِفُ (¬3).
وَقَوْلُهُ (¬4): ثَلَاثَةُ أَثْوَابٍ بِيضٍ (¬5) سَحُولِيَّةٍ" فِيهِ رِوَايَتَانِ: فَتْحُ السِّينِ، وَضَمُّهَا. قَالَ الْقُتَيْبِىُّ (¬6): سُحُولٌ: جَمْعُ سَحْلٍ، وَهُوَ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، وَيُجْمَعُ عَلَى سُحُلٍ (¬7) أَيْضًا. وَقَالَ غَيرهُ: "سَحُولِيَّة" بِفَتْحِ السِّينِ. قَالَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ (¬8): بِيضٍ نَقِيَّةٍ، مِنَ الْقُطْنِ خَاصَّةً. وَالسَّحْلُ: الثَّوْبُ الأبْيَضُ النَّقِىُّ مِنَ الْقُطْنِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬9): رُوِىَ "فِي ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ" وَرُوِى "حَضُورِيَّيْنِ" وَسَحُولٌ وَحَضُورٌ: قرْيَتَانِ مِنْ قُرَى (¬10) الْيَمَنِ قَالَ طَرَفَةُ (¬11):
¬__________
(¬1) في المهذب 1/ 129: فإن قال بعض الورثة أنا أكفنه من مالى وقال بعضهم بل يكفن من التركة: كفن من التركة.
(¬2) والمستحب أن يكفن الرجل في ثلاثة أثواب إزار ولفافتين المهذب 1/ 130.
(¬3) الصحاح والمصباح (لفف).
(¬4) في المهذب 1/ 140: روت عائشة (ر) قالت: كفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة. وانظر الحديث في سنن النسائى 4/ 35 وفي صحيح الترمذى 4/ 217 وسنن ابن ماجة 1/ 472 "يمانية".
(¬5) بيض: ليس في خ.
(¬6) في غريب الحديث.
(¬7) خ: ويجمع سُحُلا أيضًا.
(¬8) ع: ابن الأنبارى وقد ذكر قريبا من ذلك في شرح القصائد السبع الطوال 185 والمثبت من خ وهو في تهذيب اللغة 4/ 306 عن ثعلب عن ابن الأعرابى: المسحل: الثوب النقى من القطن وعن أبي عبيد عن أبي عمرو: السحل: ثوب أبيض من قطن.
(¬9) في الفائق 2/ 159.
(¬10) قرى: ساقطة من ع.
(¬11) ديوانه 76.

الصفحة 127