كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَالبَاقِلَاءُ يُخَفَّفُ فَيُمْدُّ، وَيُشَدَّدُ فيقْصَرُ (¬88)، وَمَاؤُهُ: مَا يَخْرُجُ مِنهُ عِنْدَ طَبْخِهِ أو عَصْرِهِ.
قَوْلُهُ: "يُدْرِكُهَا الطَّرْفُ" (¬89) أرَادَ النَّاظِرَ، أيْ: يُدْرِكُهَا الِإنْسَانُ بِنَظَرِهٍ وَيُبْصِرُهَا بِعَيْنِهِ، وَالطَّرْفُ: الْعَيْنُ، وَلَا يُجْمَعُ؛ لِأنَّهُ فِي الأصْلِ مَصْدَر، وَيَكُونُ وَاحِدًا، وَيَكُونُ جَمَاعَةً، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} (¬90).
قَوْلُهُ "نَفْسٌ سَائِلَة" النَّفْسُ هَا هُنَا: الدَّمُ، يُقَالُ: سَالَت نَفْسُهُ، أيْ: دَمُهُ (¬91)، وَيُقَالُ: نَفِسَتِ المْرأةُ: إذَا حَاضَتْ، بِفَتْحِ النُّونِ (¬92)، أيْ: سَالَ دَمُهَا، فَهِيَ نَافِسٌ. وَنُفِسَتْ بِضَم النُّونِ (¬93)، فَهِيَ نُفَسَاءُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: إِذَا وَلَدَتْ.
وَسَائِلَةٌ (¬94)، أَيْ: جَارِيَة، مِنْ سَالَ الْمَاءُ: إِذَا جَرَى. وَسُمِّيَتِ الْوِلَادةُ نِفَاسًا، لِأنَّهُ يَصْحَبُهَا خُرُوج النَّفْسِ، وَهُوَ: الدَّمُ. وَالْوَلَدُ: مَنْفُوسٌ (¬95).
قَوْلُهُ (¬96): "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ فَإنَّهُ لَا يَحْمِلُ الْخَبَثَ" قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬97): الْقُلَّةُ إِنَاءٌ لِلْعَرَبِ (¬98)، كَالْجَرةِ الْكَبِيرَةِ، وَقَدْ تُجْمَعُ عَلَىْ قُلَلٍ، قَالَ (¬99):
وَظَلِلْنَا (¬100) بِنِعْمَةٍ وَاتَّكَأْنَا ... وَشَرِبْنَا الْحَلَالَ مِنْ قُلَلِهِ
وَقِلَالُ هَجَرَ شَبِيهَةٌ (¬101) بِالحِبَابِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ (¬102) فِي الحديث: يَعْني هَذِهِ الحِبَابَ العِظَامَ: جَمْعُ حُبٌّ (¬103)، يُقَالُ لواحدَتهَا (¬104) قُلُّةٌ، وَهيَ مَعْرُوفَة بالححَاز، وَالْجَمْعُ: قلَالْ. وَمنْهُ الْحَديث، وَذَكَرَ نَبِقَ الْجَنَّةِ فَقَالَ: مِثْل قِلَالِ هَجَرَ" (¬105) - قَالَ (¬106):
وَمُكَدَّمٍ فِي عَانَةٍ قَدْ كَدَّحَتْ ... مَتْنَيْهِ حَمْلُ حَنَايِم وَقِلَالَ (¬107)
(وَهَجَرُ: قَرْيَةٌ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَدِينَةِ (¬108)، تَأَخُذُ الْقُلَّةُ مِنْ قِلَالِهَا مَزَادةً) (¬109) سُميَتْ بهَا؛ لِأنَّها تُقَل، أيْ: تُرفعُ. يُقَالُ: أقَل الشَّىْءَ إِقْلَالًا: إذَا حَمَلَهُ وَرَفَعَهُ. وَقِيلَ (¬110) هِيَ: قَامَةُ الرَّجُلِ، مَأخُوذَة مِنْ قُلَّةِ
¬__________
= صحيح البخارى 9/ 21 وغريب الحديث 1/ 266 والفائق 3/ 355 والنهاية 4/ 320 وغريب ابن الجوزي 2/ 354.
(¬88) إصلاح المنطق 183 وتهذب اللغة 9/ 172 والمقصور والممدود لابن ولاد 15 وحكى عن أبي حنيفة التخفيف والقصر المحكم 6/ 267.
(¬89) في المهذب 1/ 5: إذا وقعت في الماء نجاسة. . . فإن كانت نجاسة يدركها الطرف من خمر أو بول أو ميتة لها نفس سائلة. . . فإذا تغير فهو نجس.
(¬90) سورة إبراهيم آية 43.
(¬91) تهذيب اللغة 13/ 11 والمخصص 1/ 21 والفائق 4/ 15 والنهاية 5/ 96.
(¬92) ويقال بالضم أيضًا كما روى عن الأصمعي في تهذيب اللغة 13/ 11.
(¬93) ويقال بالفتح أيضًا عن الأصمعي في تهذيب اللغة 13/ 11 وذكرها في ديوان الأدب 2/ 237 وخلق الإنسان 8 وأفعال ابن القطاع 3/ 220 وعن ابن الأعرابى في المخصص 1/ 21.
(¬94) خ: سائلة.
(¬95) منفوس: ساقطة من ع.
(¬96) في المهذب 1/ 6: لقوله - صلى الله عليه وسلم -:. . . الحديث. وانظر مسند الشافعي 7 والجامع الصحيح مسند الربيع 1/ 33 وغريب الحديث 2/ 236.
(¬97) ع: الهروى: تحريف.
(¬98) ع: معروف يجمع على قلل والمثبت من خ والصحاح (قلل).
(¬99) جميل بن معمر ديوانه 106.
(¬100) ع: فظللنا وكذا رواية الديوان واللسان (قلل 3727) والمثبت من خ والصحاح (قلل).
(¬101) ع: تسمى، وخ: مشبهة ومصححة شبيهة. وفي الصحاح: شبيهة.
(¬102) في غريب الحديث.
(¬103) خ: الحب والمثبت من ع وغريب الحديث من هامش الأصل. انظر 2/ 236.
(¬104) ع: لواحدها.
(¬105) الفائق 3/ 224 والنهاية 4/ 104 وغريب الحديث لابن الجوزي 2/ 263.
(¬106) الأخطل، كما في غريب أبي عبيد 2/ 237 والفائق 3/ 184 واللسان (قلل 3727) وروايتهم:
يَمْشَوَنَ حَوْلَ مُكَدَّمٍ قَدْ كَدَّحَتْ ... . . . . . . . . . .
ورواية الديوان: يمشون حول مخدم قد سحجت ... متنيه عدل حناتم وسخال
(¬107) الشاهد ليس في ع.
(¬108) النهاية 4/ 104 والمشترك وضعا والمفترق صقعا 438 ومعجم ما استعجم 1346 والمصباح (هجر).
(¬109) ما بين القوسين من ع.
(¬110) النهاية 4/ 104.

الصفحة 13