كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "النَّجَاشىُّ" (¬32) هُوَ السُّلْطَانُ بِلِسَانِ الْحَبَشةِ، وَاسْمُهُ: أَصْحَمَةُ بْنُ أَبْحَرَ، وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ عَطيَّة (¬33)، (وَتُشَدَّدُ يَاؤُهُ وَتُخَفَّفُ، وَالتَّخْفِيفُ أَعْلَى وَأَفْصَحُ (¬34).
قَوْلُهُ: "اسْتَهَلَّ السِّقْطُ" (¬35) أَىْ: صَاحَ. وَأَصْلُهُ: مِنْ رُؤيَةِ الْهِلَالِ، وَسَيَأتِى ذِكْرُهُ (¬36)، وَالسِّقْطُ: الْوَلَدُ يُوْلَدُ قَبْلَ تَمَامِهِ. وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: سُقْطٌ بِضَمِّ السِّينِ، وَفَتْحِهَا، وَكَسْرِهَا (¬37). وَاشْتِقَاقُهُ: مِنَ السُّقُوطِ إِلَى الْأَرْضِ.
وَسُمِّىَ (¬38) الشَّهِيدُ: لِأَنَّهُ شُهِدَ (¬39) لَهُ بِالْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ. وَقِيلَ: لِأَنَّهُ شَاهَدَ الْجِنَانَ وَالْحُورَ الْعِينَ وَأَبْصَرَهَا.
قَوْلُهُ (¬40): "الْهَيْعَةَ" قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬41): الْهَائِعَةُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ. وَالْهَيْعَةُ: كُلُّ مَا افزَعَكَ مِنْ صَوْتٍ أوْ فَاحِشَةٍ تُشَاعُ. قَالَ قَعْنَبٌ (¬42):
إِنْ يَسْمَعُوا (¬43) هَيْعَةً طَارُوا بِهَا فَرَحًا ... مِنِّى وَمَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا
قَوْلُهُ: "أهلِ الْبَغْىِ (¬44) " الْبَغْىُ: التَّعَدِّى، وَبَغَى الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ: اسْتَطَالَ عَلَيْهِ، وَكُلُّ مُجَاوَزَةٍ وإِفْرَاطٍ عَلَى الْمِقْدَارِ الَّذِى هُوَ حَدُّ الشَّىْءِ، فَهُوَ بَغْىٌ (¬45).
قَوْلُهُ: "مَعْرَكَةِ الْكُفَّارِ" (¬46) الْمَعْرَكَةُ وَالْمُعْتَرَكُ. مَوْضِعُ الْحَرْبِ وَالْقِتَالِ، وَكَذَلِكَ الْمَعْرَكُ وَالْمَعْرُكَةُ أيْضًا (بِضَمِّ الرَّاءِ) (¬47) وَاعْتَرَكُوا، أىْ: ازْدَحَمُوا فِى الْمُعْتَرَكِ. وَأَصْلُهُ: مِنْ عَرَكْتُ الشَّيْىَ أعْرُكُهُ عَرْكًا: إِذَا دَلَكْتَهُ وَيُقَالُ: عَرَكَت الْقَوْمَ الْحَرْبُ عَرْكًا، وَالْمُعَارَكَةُ: الْقِتَالِ (¬48). وَهُوَ مُشْتَق مِنْ عَرَكَت الرَّحَى الْحَبَّ: إِذَا طَحَنَتْهُ، أَرَادُوا أَنَّهُ يَطْحَنُ مَنْ فِيهِ كَمَا تَطْحَنُ الرَّحَى الْحَبَّ. قَالَ عَنْتَرَةُ (¬49):
. . . . . . . . . . . . . ... دَارَتْ عَلَى الْقَوْمِ رَحىً طَحُونٌ
وَقَدْ بَيَّنَهُ زُهَيْرٌ بِقَوْلِهِ (¬50):
فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا ... . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= الصحاح (نسق).
(¬32) فى المهذب 1/ 134: وتجوز الصّلاة على الميِّت الغائب، لما روى أبو هريرة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نعى النجاشي لأصحابه، وهو بالمدينة فصلّى عليه وصلوا خلفه.
(¬33) الإصابة 1/ 205، 206.
(¬34) ما بين القوسين ساقط من خ. وانظر المصباح والمغرب (نجش) والإصابة 1/ 205، 206.
(¬35) فى المهذب 1/ 134: إذا استهل السقط أو تحرك ثمّ مات غسل وصلّى عليه.
(¬36) ص 185.
(¬37) ع: السقط.
(¬38) قد. ابن قتيبة الضم: وتلاه بالكسر. أدب الكاتب 423، 531، 570. وانظر العين 5/ 71 وإصلاح المنطق 85. والمثلث لابن السيد 2/ 403. والدرر المبثثة 130، والصحاح والمصباح (سقط).
(¬39) ع: ويسمى، يشهد. وفى المهذب 1/ 134: فى السقط إن لم يشهل: لا يغسل كالشهيد.
(¬40) فى المهذب 1/ 135: فى شأن حنظلة بن الراهب: أنه جامع فسمع الهيعة فخرج إلى القتال. وفى خ: هيعة.
(¬41) فى المصباح "هيع".
(¬42) ع: معتب تحريف. والمثبت من خ واللسان (هيع 4737) وَهُوَ قَعْنَبُ بْن أُمِّ صَاحِبِ.
(¬43) ع: سمعوا: تحريف.
(¬44) فى المهذب 1/ 135: ومن قتل من أهل البغى فى قتال أهل العدل غسل وصلّى عليه.
(¬45) عن الصحاح "بغى".
(¬46) ومن قتل من أهل العدل فى حرب أهل البغى: قيل لا يغسل ولا يصلّى عليه؛ لأنه أشبه المقتول فى معركة الكفار.
(¬47) ما بين القوسين من ع.
(¬48) عن الصحاح (عرك) وعبارته: عركت القوم فى الحرب عركا والعاركة: القتال.
(¬49) ديوانه من زيادات البطليوسى ص 164 وروايته "رحى المنون" وصدره:
فَيَشْتَفِى مِمَّا بِهِ الْحَزِينُ ... . . . . . . . . . . . . .
(¬50) ديوانه 19 وعجزه:
. . . . . . . . . . . . . ... وَتَلْقَحْ كِشَافًا ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِم

الصفحة 131