كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَعَمْقٌ (¬87).
وَمَعْنَى "بَسْطةٍ" أَن يَقْومَ فِى الْقَبْرِ الرَّجُلُ، وَيَبْسُطَ يَدَهُ الَى أَعلَاهُ، أَىْ: يَمُدَّهَا. وَالْبَسْطُ: ضِدُّ الْقَبْضِ، وَمِنْهُ: (¬88) {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (¬89) وَقَالَ فِى الشَّامِلِ (¬90): الْبَسْطَةُ: الْبَاعُ، وَهِىَ: الْقَامَةُ، وَقَدْرُ (¬91) ذَلِكَ: أَربَعُ أَذْرُع وَنِصْفٌ، وَذَلِكَ قَامَة وَبَسْطَةٌ.
قَوْلُهُ: "يحْتَاجُ الَى بَطْشٍ وَقُوَّةٍ" (¬92) أَصْلُ الْبَطْشِ: الأخْذُ بِشِدَّةٍ وَعُنْفٍ، وَأرَادَ - هَا هُنَا: الْجَلَدَ وَالْقُوَّةَ. يُقَالُ: بَطَشَ يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ (¬93).
قَوْلُهُ: رِجل الْقَبْرِ" (¬94) حَيْثُ يَكُونُ رِجْلُ الْمَيِّتِ كَرِجل السَّرَاوِيِل، حَيْت تَكُونُ الرِّجْلُ.
قَوْلُة: "ثُمَّ يُسَلُّ فِيهِ (¬95) سَلًّا" أَرَادَ: يُدْخَلُ إِدْخَالًا رَفِيقًا سَهْلًا، بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا شِدَّةِ جَذْبٍ. وَمِثْلُ ذَلِكَ: سَلَّ الشَّعَرَة مِنَ الْعَجِينِ: إِذَا أَخْرَجَهَا مِنْهُ بِرِفْقٍ، لِئَلَّا تَنْقَطِعَ.
قَوْلُهُ (¬96): "وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬97) الْمِلَّةُ: الدِّينُ وَالشَّرِيعَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِلةَ أبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} (¬98) أَىْ: دِينَهُ وَشَرِيعَتَهُ. قَالَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ: الْمِلَّةُ: مُعْظَمُ الدِّينِ. وَالشَّرِيعَةُ: الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ. قَالَ أبُو الْعَبَّاسِ: مُعْظَمُ الدِّينِ: جُمْلَةُ مَا جَاءَ بِهِ الرسُولُ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ: "فِى تَابُوتٍ" (¬99) هُوَ الصُّنْدُوقُ يُعْمَلُ مِنَ الْخَشَب، وَيُدْخَلُ فِيهِ الْمَيِّتُ. وَفِي قِرَاءَةِ أُبَي ابْن كَعْبٍ ({التَابُوهُ}) (¬100) بِالْهَاءِ، وَهِىَ لُغَةُ الأنْصَارِ، وَالتَّاءُ: لُغَةُ قُرَيْشٍ (¬101). قَالَ الجَوْهَرِىُّ (¬102): أَصْلُ (تَابُوت) تَابُوَةٍ، مِثْلُ تَرْقُوَةٍ، فَلَمَّا سَكَنَتْ الْوَاوُ انْقَلَبَتْ هَاءُ التَّأَنِيثِ تَاءً.
قَوْلُهُ: "وَيُنْصَبُ اللَّبِنُ نَصْبًا" (¬103) أَىْ: لَا يَكُونُ مَائِلًا فَيَسْقُطُ فِى اللَّحْدِ مَعَ الْمَيِّتِ.
"قَوْلُهُ" (¬104) "أَهيلُوا عَلَىَّ التُرَابَ" قَالَ الْجَوْهِرِىُّ (¬105): كُلُّ شَىْء أَرْسَلْتُهُ إرْسَالًا مِنْ رَمْلٍ، أَوْ تُرَابٍ أَوْ طَعَامٍ، (¬106) وَنَحْوِهِ قُلْتَ: هِلْتُهُ أَهِيلُهُ هَيْلًا، فَانْهَالَ، أَىْ: جَرَى وَانْصَبَّ. وَأهَلْتُ الدَّقِيقَ لُغَةٌ فِى هِلْتُ، فَهُوَ مُهَالٌ وَمَهِيلٌ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَثِيبًا مَهِيلًا} (¬107) أَىْ: مَصْبُوبًا سَائِلًا (¬108).
قَوْلُهُ: "شَفِيرِ الْقَبْرِ" (¬109) هُوَ: حَرْفُهُ وَجَانِبُهُ (¬110) الْمُشْرِفُ عَلَى الْحَفِيرِ، وَحَرْفُ كُلِّ شَىْءٍ:
¬__________
(¬87) الصحاح (عمق).
(¬88) بل: ساقطة من ع.
(¬89) سورة المائدة آية 64. وانظر معانى الزجاج 2/ 208، 209 ومعانى الفراء 1/ 315 ومعانى الأخفش 1/ 261.
(¬90) ..................................
(¬91) خ: قدر.
(¬92) فى المهذب 1/ 137: والأولى أن يتولى الدفن الرجال؛ لأنه يحتاج إلى بطش وقوة.
(¬93) الأوفق بالكسر والضم، وما ذكره عن الصحاح وفيه تقديم الكسر شكلا وقال الفيومى: من باب ضرب وبها قرأ السبعة وفى لغة من باب قل وقرأ بها الحسن البصرى وأبو جعفر المدنى. وانظر معانى الأخفش 309 ومجاز القرآن 2/ 100 والكسر مقدم.
(¬94) فى المهذب 1/ 137: والمستحب أن يضع رأس الميت عند رجل القبر ثم يسل فيه سلا.
(¬95) فيه: ليس فى خ.
(¬96) فى المهذب 1/ 137: ويستحب أن يقول عند إدخاله القبر: بسم الله وعلى ملة رسول الله.
(¬97) ما بين القوسين ليس فى ع.
(¬98) سورة الحج آية 78.
(¬99) فى المهذب 1/ 137: ويكره أن يجعل تحته مضربة أو مخدة أو فى تابوت.
(¬100) من قوله تعالى: {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} البقرة: 248 وقوله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ} [طه: 39].
(¬101) عن الصحاح (توب).
(¬102) السابق.
(¬103) فى المهذب 1/ 137: وينصب اللبن على اللحد نصبا.
(¬104) قوله: ليس فى خ وفى المهذب 1/ 137 روى عن سعد بن أبى وقاص: قال: اصنعوا بى كما صنعتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انصبوا على اللبن وأهيلوا على التراب.
(¬105) الصحاح (هيل).
(¬106) خ: أو والمثبت من ع والصحاح.
(¬107) {وَكَانَتِ الْجبَال كَثِيبًا مَهِيلًا} سورة المزمل آية 14.
(¬108) تفسير غريب القرآن 494 ومعانى القرآن 3/ 198 وتفسير غريب القرآن للعزيزى 166.
(¬109) فى المهذب 1/ 137: ويستحب لمن على شفير القبر أن يحثو فى القبر ثلاث حثيات من التراب.
(¬110) خ: والمشرف.

الصفحة 134