كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

يُقَالُ: جَصَّ وَجِصَّ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (¬132) وَ "يُعْقَدَ عَلَيْهِ" أَىْ: يُبْنَى عَلَيْهِ عِقْدٌ، كَمَا يُفْعَلُ فِى أَبْوَابِ بَعْضِ الْمَسَاجِدِ وَبَيْنَ الأَسَاطِينِ وَالْقِبَابِ وَمِحْرَابِ الْقُبَّةِ.
قَوْلُهُ: "جَنِينٌ" (¬133) الْجَنِينُ: الْوَلَدُ مَا دَامَ فِى الْبَطْنِ، وَالْجَمْعُ: الأجِنَّةُ (¬134)، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} (¬135) وَسُمِّىَ بِذَلِكَ؛ لِاجْتِنَابِهِ وَاسْتِتَارِهِ (فِى بَطْنِ أُمِّهِ) (¬136) مَأَخُوذٌ مِنَ الْجُنَّةِ، وَهُوَ. ما اسْتَتَرْتَ بِلِا مِنْ سِلَاحٍ. وَالْجُنَّةُ: السُّتْرَةُ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْجِنُّ، لِاسْتِتَارِهِمْ. وَالْمِجَنُّ التُّرْسُ، وَالْجَمْعُ: الْمَجَانُّ بِالْفَتْحِ (¬137) لِأَنَّهُ يَسْتُرُ الْمُحَارِبَ.
* * *
¬__________
(¬132) ذكره ابن السكيت وقدم الكسر على أنه الأفصح إصلاح المنطق 32، 174 وتهذيب اللغة 10/ 448 وانظر المعرب 95 وأدى شير 38 وديوان الأدب 3/ 7 والمزهر 1/ 270، 271.
(¬133) فى المهذب 1/ 138: وإن ماتت امرأة وفى جوفها جنين حى شق جوفها؛ لأنه استبقاء حى باتلاف جزء من الميت.
(¬134) الصحاح (جنن).
(¬135) سورة النجم آية 32.
(¬136) ما بين القوسين من ع.
(¬137) عن الصحاح (جنن).
وَمِنْ بَابِ التَّعْزِيَةِ وَالْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ
أَصلُ الْعَزَاءِ: هُوَ الصَبْرُ، يُقَالُ: عَزَّيْتُهُ فَتَعَزَّى تَعْزِيَةً (¬1)، وَمَعْنَاهُ: التَّسْلِيَةُ لِصَاحِبِ (¬2) الْمَيِّتِ، وَنَدْبُهُ اِلَى الصَّبْرِ وَوَعْظُهُ بِمَا يُزِيلُ عَنْهُ الْحُزْنَ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللهِ فَلَيْسَ مِنَّا (¬3) قِيلَ: مَعْنَاهُ: التأَسِّي وَالتَّصَبْر عِنْدَ الْمُصيِبَةِ، فَإِذَا (¬4) أَصَابَتِ الْمُسْلِمَ مُصِيبَةٌ، قَالَ: {إنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (¬5) كَمَا أَمرهُ الله (¬6).
وَمَعْنَى "بعَزَاءِ اللهِ" أَىْ: بِتَعْزِيَةِ اللهِ إِيَّاهُ، وَكَذَا قَوْلُهُ: (عَلَيْهِ السَّلَامُ) (¬7): "مَنْ عَزَّى مُصَابًا" (¬8) أَىْ: صَبَّرَهُ وَسَلَّاهُ، وَدَعَا لَهُ.
قَوْلُهُ (¬9): "خَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ" قَدْ ذَكَرْنَا (¬10) أَنَّ الخَلَفَ: مَا جَاءَ بَعْدُ،: هُوَ خَلَفُ سَوْءٍ مِنْ أَبِيهِ، وَخَلَفُ صِدْقٍ مِنْ أَبيهِ - بِالتَّحْرِيكِ: إِذَا قَامَ مَقَامَهُ.
قَوْلُهُ (9): "وَدَرْكًا مِنْ كُلِّ فَائِتٍ" أَىْ: عِوَضًا. وَأَصْلُ الدَّرْكِ: اللُّحُوقُ، يُقَالُ: أَدْرَكَهُ، أَىْ: لَحِقَهُ، كَأَنَّهُ (¬11) لَحِقَ الْفَائِتَ وَمِنْهُ الدَّرْكُ (¬12) فِى الْبَيْعِ، وَهِىَ التَّبِعَةُ: يُقَالُ: مَا لَحِقَكَ مِنْ دَرَكٍ فَعَلَىَّ خَلَاصُهُ (¬13).
قَوْلُهُ: "أعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ" (¬14) أَىْ: جَعَلَهُ اللهُ عَظِيمًا (¬15).
¬__________
(¬1) نوادر أبى زيد 530 وتهذيب اللغة 3/ 97 والمحكم 2/ 161 والمصباح (عزا) واللسان (عزا 2934).
(¬2) خ: للميت.
(¬3) غريب أبى عبيد 1/ 303 والفائق 2/ 425 وغريب ابن الجوزى 2/ 94 والنهاية 3/ 233.
(¬4) خ: وإذا.
(¬5) سورة البقرة آية 156.
(¬6) وقيل: أى: لم يدع بدعوى الإسلام، فيقول: يالله، أو: يَالِلْمُسلمين، وانظر المراجع السابقة فى تعليق 3.
(¬7) ما بين القوسين: ليس فى ع.
(¬8) تتمته: فله مثل أجره. المهذب 1/ 138.
(¬9) فى المهذب 1/ 139: من تعزية الخضر - عليه السلام -: "إن فى الله سبحانه عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت".
(¬10) ع: ذكر.
(¬11) ع: أى مكان كأنه.
(¬12) يسكن ويحرك كما فى الصحاح (درك).
(¬13) عن الصحاح (درك).
(¬14) فى المهذب 1/ 139: ويستحب أن يدعو له وللميت، فيقول: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك.
(¬15) ع: جعله عظيما.

الصفحة 136