كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

الرَّأْس (¬111). وَذَكَرَ فِي الشَّامِلِ (¬112)، أنَّ قِلَالَ هَجَرَ تُعْمَلُ بِالْمَدِينَةِ، وَهَجَرُ الَّذِى تُنْسَبُ إلَيْهِ: مَوْضِعْ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ، لَيْسَ بِهَجَرِ البَحْرَيْنِ، وإنَّمَا نُسِبَتْ إِلَى هَجَرَ؛ لِأنَّ ابْتِدَاءَ عَمَلِهَا كَانَ بِهَجَرَ، ثُم عُمِلَتْ بِالمَدِينَةِ. هَكَذَا ذَكَرَهُ.
قَوْلُهُ: "لَا يْحْمِلُ الْخَبثَ" أيْ: لَا يَقْبَلُ حُكْمَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} (¬113) أيْ: كُلِّفُوا أحْكَامَهَا، فَلَمْ يَقْبَلُوهَا. وَالْخَبَثُ- هَا هُنَا: النَّجَسُ. وَالْخَبِيثُ فِي اللُّغَةِ: كُلُّ مُسْتَقْذَرٍ، وَمَكْرُوهٍ، مِنْ جسْمٍ أو فِعْلٍ أوْ قَوْلٍ، كَالْغَائِطِ وَالبَوْلِ وَالْكَلْبِ وَالْخِنْزِيرِ. وَلِهَذَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "الْكَلْبُ خَبيثٌ خَبِيث ثَمَنُه ".
قَوْلُهُ: "رِطْلٌ" (¬114) الرَّطْلُ: نِصْف مَنا (¬115). يُقَالُ بِكَسْرِ الراءِ وَبِفَتْحِهَا (¬116)، وَهُوَ أَيْضًا: عَشْرُ أَواقِيَّ (¬117).
قَؤْلُهُ: "احتياطًا" (¬118) يُقَالُ: احْتَاطَ الرجُلُ لِنَفْسِهِ، أَيْ: أخَذَ بِالثِّقَةِ، وَأَصْلُهُ: مِنْ حَاطَهُ يَحُوطُهُ: إذَا كَلاهُ وَرَعَاهُ. وَاحاطَتْ بِهِ الْخَيْلُ، أَيْ: أَحدَقَتْ بِهِ (¬119).
قَوْلُهُ: "لا يُمْكنَ الاحْتِرَازُ مِنْهَا" (¬120) أي: التَّحَفُّظُ، وَأصْلُهُ: مِنَ الحِرْزِ الَّذِي يَمْنَعُ وُصُولَ مَا يُكْرَهُ.
قَوْلُهُ: "كَغُبَارِ السِّرْجِين" بِالكَسْرِ، فَارِسيٌّ مُعَرَّبٌ (¬121)، وَيُقَالُ: "سِرْقِين" بالْقَافِ أَيْضًا (¬122). وَهُوَ مَا يُخْرِجُهُ ذَوَاتُ الْحَافِرِ (¬123).
قَوْلُهُ: "حُكْمُ سَائِرِ النَّجَاسَاتِ" (¬124) قَالَ فِي الفَائِقِ (¬125) مَا فِي مَعْنَاهُ (¬126): بَاقِي النَّجَاسَاتِ، اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ سَأرَ، إذَا بَقَّى، وَهَذَا مِمَّا تَغْلَطُ فِيهِ الْخَاصَّةُ، فَتَضَعُهُ مَوْضِعَ الْجَمِيعِ (¬127).
قَوْلُهُ: "فِي الْحَدِيثِ" (¬128): "إذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إنَاءِ أحَدِكُمْ فَامْقْلُوهُ" (¬129) يَعْني: فَاغمِسُوهُ فِي الطَّعَام أو الشرَّاَب. (وَالْمَقْلُ: الْغَمْسُ) (¬130). (يُقَالُ: مَقَلْتُ الشَّىْءَ: غَمَرتُهُ) (¬131) [وَ] يُقَالُ لِلرجُلَيْنِ إذَا تَغَاطَّا فِي الْمَاءِ: هُمَا يَتَمَاقَلَانِ (¬132) وَيُقَالُ: مَقَلَ يَمْقُل: إذَا غَاص فِى المَاءِ (وَقَدْ مَقَلْتُهُ لَازِمٌ
¬__________
(¬111) ذكره في الفائق 3/ 184.
(¬112) ...................
(¬113) سورة الجممة آية 5.
(¬114) في المهذب 1/ 6 والقلتان: خمسمائة رطل بالبغدادي.
(¬115) ع: من وهو كذلك في لغة تميم وهو الذى يكال به السمن وغيره. وقيل: الذى يوزن به. المصباح (منو).
(¬116) ع: وفتحها. كذا في إصلاح المنطق 32، 174 وقال الفيومي: كسره أشهر من فتحه.
(¬117) ع أوق. وعن ابن الأعرابي: الرطل ثنتا عشرة أوقية بأواقى العرب. وعن الليث: الرطل مقدار من. اللسان (رطل 1665) وكذا المصباح (رطل) وقيده بأواقى بغداد.
(¬118) في المهذب 1/ 6: جعل الشافعي الشىء نصفًا احتياطًا.
(¬119) عن الصحاح (حوط) وانظر العين 3/ 276 وتهذيب اللغة 5/ 184 والمحكم 3/ 372 والمصباح (حوط).
(¬120) في المهذب 1/ 6: فإن كانت النجاسة مما لا يدركها الطرف. . . . . . . . لا حكم لها؛ لأنها لا يمكن الاحتراز منها، كغبار السرجين.
(¬121) المعرب 186 وشفاء الغليل 144 والألفاظ الفارسية المعربة 89.
(¬122) أيضًا: ليس في خ.
(¬123) هذه الفقرة وقعت في ع يعد فارسى معرب.
(¬124) في المهذب 1/ 6: ما لا يمكن الاحتراز منه قيل حكمه حكم سائر النجاسات.
(¬125) 1/ 41.
(¬126) ع: معناه. وقد ذكره الزمخشري في تفسير "نجا مها ثلاث وهلك سائرها".
(¬127) وكذا ذكر ابن الأثير في النهاية 2/ 327 والصواب أنه يتحصل بمعنى الجميع وانظر الصحاح (سأر وسير) وتقويم اللسان 142 وتصحيح التصحيف 180 ودرة الغواص 4.
(¬128) في المهذب 1/ 6.
(¬129) سنن ابن ماجة 2/ 1159 ومسند الإمام أحمد 3/ 24، 67 وغريب الحديث 214/ 2، 215 والفائق 3/ 380 وغريب ابن الجوزى 2/ 368 والنهاية 4/ 237.
(¬130) ما بين االقوسين ساقط من ع.
(¬131) ما بين القوسين زيادة من ع.
(¬132) غريب الحديث 15/ 22 =

الصفحة 14