كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "فَإِن امْتَنَعَ بِمَنَعَةٍ" (¬45) بِالتَّحْرِيكِ: جَمْعُ مَانِع، مِثْلُ: كَافِرٍ وكَفَرَةٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِى عِزٍّ وَمَنَعَةٍ. بِالتَّحْرِيكِ وَقَدْ يُسَكَّنُ عَن ابْنِ السِّكيتِ. وَقَدْ مَنُعَ -بِالضَّمِّ- مَنَاعَة (¬46).
* * *
¬__________
(¬45) فى المهذب 1/ 141: وإن امتع بمنعة: قاتله الإمام؛ لأن أبا بكر الصديق (ر) قاتل مانعى الزكاة.
(¬46) عن الصحاح (منع) وإصلاح المنطق 173.
وَمِنْ (¬1) بَابِ صَدَقَةِ الْمَوَاشِى
السَّوْمُ: هُوَ إِرْسَالُ الْمَاشِيَةِ فِى الْأرْضِ تَرْعَى فِيهَا، يُقَالُ: سَامَت الْمَاشِيَةُ وَأَسَامَهَا مَالِكُهَا. قَالَا اللهُ تَعَالَى: {وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} (¬2) وَسَامَتْ تَسُومُ سَوْمًا: إِذَا رَعَتْ فَهِىَ سَائِمَةٌ. وَجَمْعُ السَّائِمَةِ وَالسَّائِمِ: سَوَائِمُ (¬3).
قَوْلُهُ: "يُطْلُبُ نَمَاؤُهَا" (¬4) أَىْ: زِيَادَتُهَا. وَقَدْ ذُكِرَ (¬5). وَأَصْلُ النَّمَاءِ: الزِّيَادَةُ. يُقَالُ: نَمَا الْمَالُ يَنْمِى، وَيَنْمُو: لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ (¬6). قَالَ الشَّاعِرُ (¬7):
يَا حُبَّ لَيْلَى لَا تَغَيَّرْ وَازْدَدِ ... وَانْمِ كَمَا يَنْمِى الْخِضَابُ فِى الْيَدِ
قَوْلُهُ: "كَالْعَقَارِ وَالأثَاثِ" (¬8) قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ (¬9) وَالْقُتَيْبِىُّ (¬10): يُقَالُ: مَالَهُ مَالٌ وَلَا عَقَارٌ - بالْفَتْحِ وَلَا يُقَالُ بِالْكَسْرِ. وَالْعَقَارُ: هُوَ الْأرْض وَالدُّورُ. وَالأثَاثُ: هُوَ مَا فِى الْبَيْتِ مِنَ الأَوَانِى وَالثِّيَابِ وَغَيْرِهَا. وَاحِدُهَا: أَثَاثَةٌ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الاُثَاثُ: الْمَالُ أَجْمَعُ (¬11).
قَوْلُهُ: "الْحَيْلُولَةُ" (¬12) الْحَائِلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. حَالَ الشَّىْءُ بَيْنِى وَبَيْنَكَ، أَىْ: حَجَزَ.
قَوْلُهُ: "بِيَدِ مُلْتَقِطٍ" هُوَ الَّذِى يَأْخُذُ اللُّقَطَةَ، وَهُوَ الْمَالُ الَّذِى يَنْسَاهُ صَاحِبُهُ، أَوْ يَضِلُّ عَلَيْهِ (¬13) وَيَأْتِى ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى (¬14).
قَوْلُهُ: "دَيْن يَسْتَغْرِقُهُ" (¬15) أىْ: يَسْتَوْعِبُهُ وَيُحِيطُ بِجَمِيعِهِ. وَالاسْتِغْرَاقُ: الاسْتِيعَابُ.
¬__________
(¬1) ومن: ليس فى ع.
(¬2) سورة النمل آية 10 وقال أبو عبيدة: أسَمْت إِبِلِى وَسَامَتْ هِىَ: أى رَعَيْتُهَا. وانظر معانى الفراء 2/ 98 وتفسير غريب القرآن 242 والصحاح (سوم).
(¬3) عن الصحاح (سوم).
(¬4) فى المهذب 1/ 141: الإبل والبقر والغنم يكثر منافعها ويطلب نماؤها بالدر والنسل فاحتملت المواساة بالزكاة.
(¬5) ص 139.
(¬6) فى الصحاح (نما): نَمَا المال وغيره يَنْمُو نَمَاء، وربما قالوا: يَنْمُو نُمُوًا، وأنماه الله. قال الكسائي ولم أسمعه بالواو إِلَّا من أخوين من بنى سُلَيْم. وحكى أبو عبيدة: نَمَا يَنْمُو وَيَنْمِى. وانظر إصلاح المنطق 138، 139.
(¬7) من غير نسبة فى فصيح ثعلب 260 وتصحيح الفصيح 1/ 116 وما تلحن فيه العامة للكسائى 139وأفعال السرقسطى 3/ 173 واللسان (نما 4552).
(¬8) فى المهذب 1/ 141: ولا تجب فيما سوى ذلك من المواشى كالخيل والبغال والحمير. . لأن هذا يقتنى للزينة والاستعمال لا للماء فلا يحتمل الزَّكاة كالعقار والأثاث.
(¬9) فى إصلاح المنطق 161، 383: ماله دار ولاعَقَار، ولا تقل عِقار.
(¬10) فى أدب الكتاب 61.
(¬11) عن الصحاح (أثث).
(¬12) فى المهذب 1/ 142: وَإِن أُسِرَ رب المال وحيل بينه وبين المال، قيل: هو كالمغصوب لأن الحيلولة موجودة بينه وبين المال.
(¬13) فى المصباح: ضل الرجل الطريق وضل عنه يضل من باب ضرب: إذَا غَاب عنه فلم يهتد إليه ومنه قيل للحيوان الضائع: ضالة. ويقال لغير الحيوان: ضائع ولقطه.
(¬14) تعالى: ليس فى خ.
(¬15) فى المهذب 1/ 142: وإن كان له ماشيه أو غيرها من أموال الزكاة وعليه دين يستغرقه أو =

الصفحة 141