كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "وَإِنْ حَجَرَ عَلَيْهِ فِى الْمَالِ" (¬16) أَصْلُ الْحَجْرِ: الْمَنْعُ، وَاهمَحْجُورُ: الْمَمْنُوعُ، قَال اللهُ تَعَالَى: {حِجْرًا مَحْجُورًا} (¬17).
وَالسَّفِيهُ (¬18): الْمُبَذِّرُ. يُقَالُ: سَفُهُ يَسْفَهُ سَفَهًا وَسَفَاهَةً (¬19). وَأَصْلُهُ: الْخِفَّةُ وَالْحَرَكَةُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ (¬20):
مَشَيْنَ كَمَا اهْتَزَّتْ رِمَاحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعَالِيهَا مَرُّ الرِّيَاحِ النَّوَاسِمِ (¬21)
قَوْلُهُ: "نِصَابٌ مِنَ السَّائِمَةِ" (¬22) سُمىَ نِصَابًا؛ لِأنَّهُ أَصْل فِى الزَّكَاةِ. وَالنِّصَابُ وَالْمَنْصِبُ: الْأَصْلُ (¬23) وَقَالَ الْخَلِيلُ (¬24): النِّصَابُ: أَصْلُ الشَّىْء وَمَرْجِعُهُ.
قَوْلُهُ: "رَتَعَتِ الْمَاشِيَةُ" (¬25) (يُقَالُ: رَتَعَت الْمَاشِيَةُ) تَرْتَعُ رُتُوعًا: إِذَا أكَلَتْ مَا شَاءَتْ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {نَرْتَعْ وَنَلْعَبْ} (¬27) وَمَعْنَاهُ: نَلْهُو وَنَفْعَلُ مَا نَشَاءُ.
قَوْلُهُ: "نُتِجَتْ وَاحِدَةٌ" يُقَالُ: نُتِجَتْ (¬28) الْمَاشِيَةُ عَلَى مَا لَم يُسَمِّ فَاعِلُهُ. وَلَا يُقالُ: نَتَجَتْ بِالْفَتْحِ. وَالْمُسْتَقْبَلُ تُنْتِجُ نَتَاجًا وَأَنْتَجَهَا أَهْلُهَا نَتْجًا (¬28).
قَوْلُهُ: "حَتَى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ" (¬29) سُمِّىَ حَوْلًا؛ لِأَنَّ الشَّخْصَ يَحُولُ فِيهِ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ.
قَوْلُهُ: "ضُمَّتْ إِلَى الأُمَّهَاتِ (¬30) وَأَصْلٌ أُمٍّ: أُمَّهَةٌ. قَالَ قُصَىُّ (¬31):
. . . . . . . . . . . ... أُمَّهَتِى خِنْدِفٌ وَإِلْيَاسُ أَبِى
وَالصَّوَابُ عِنْدَ أَكْثَرَ أَهْلِ اللّغَةِ: أَنْ يُقَالَ فِى الآدَمِيِّينَ: أُمَّهَاتٌ، وَفِى الْبَهَائِمِ: أُمَّاتٌ. قَالَ الرَّاعِى (¬32).
كَانَتْ نَجَائِبَ مُنْذِرٍ وَمُحَرِّقٍ ... أُمَّاتُهُنَّ وَطُرْقُهُنَّ فَحِيلَا
هَذَا هُوَ الأَفْصَحُ عِنْدَهُمْ. وَقَدْ يَجِىءُ أَحَدُهُمْ مَكَانَ الآخَرِ، قَالَ الشَّاعِرُ:
¬__________
= ينقصُ المال عن النصاب قيل: لا تجب الزكاة فيه.
(¬16) فى المهذب 1/ 142: وإن حجر عليه فى المال ففيه ثلاث طرق أحدها إن كان المال ماشية وجبت فيه الزَّكاة؛ لأنه قد حصل له النماء.
(¬17) {وَيَقولُوُنَ حِجْرًا مَحْجُوْرًا} الفرقان: 22. وانظر مجاز القرآن 2/ 73 ومعانى الفراء 2/ 260 وتفسير غريب القرآن.
(¬18) فى المهذب 1/ 142 والثانى: أنه تجب فيه الزكاة قولًا واحدًا لأن الحجر لا يمنع وجوب الزكاة كالحجر على السفيه والمجنون.
(¬19) فى المصباح: سفه سفها من باب تعب، وسفه بالضم سفاهة.
(¬20) ديوانه 2/ 754 والمحكم 1/ 159 والصحاح (سفه) واللسان (سفه 2034).
(¬21) خ: الرواسم.
(¬22) خ: نصاب من المال. وفى المهذب 1/ 142: وإن كان عنده نصاب من السائمة فغصبه غاصب وعلفه ففيه طريقان. . . إلخ.
(¬23) الصحاح (نصب).
(¬24) العين 7/ 137 وعبارته: ونصاب كل شيىء: أصله ومرجعه الذى يرجع إليه.
(¬25) فى المهذب 1/ 143: لو رتعت الماضية لنفسه لم تجب فيها زكاة.
(¬26) ما بين القوسين ساقط من ع.
(¬27) سورة يوسف آية 12 على قراءة من قرأ (نرتع ونلعب) بالنون. أنظر الكشف 2/ 5 - 7.
(¬28) فى المهذب 1/ 143 وأن نتجت واحدة ثم هلكت واحدة لم ينقطع الحول.
(¬28) الصحاح (نتج) وانظر تهذيب اللغة 11/ 6. وإصلاح المنطق 255 وشرح السبع الطوال 268، 269 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 57.
(¬29) خ: ولا تجب حتى يحول عليه الحول. وفى المهذب 1/ 143: ولا تجب الزكاة فيه حتى يحول عليه الحول.
(¬30) خ: ولا تضم إلى الأمهات وفى المهذب 1/ 142: إذا كان عنده نصاب من الماضية فتوالدت فى أثناء الحول حتى بلغ النصاب الثانى ضمت إلى الأمهات فى الحول.
(¬31) كذا فى الصحاح (أمه) واللسان (أمه 45) والبيت فى أنساب الأشراف 48:
أنَا الَّذِى أعَانَ فِعْلِى حَسَبِى ... وَخِنْدِفُ أُمِّى وَإلْيَاسُ أَبِى
(¬32) ديوانه 48 وجمهرة أشعار العرب 173 وديوان الأدب 1/ 420 والمخصص 17/ 84 وجمهرة اللغة 2/ 176.

الصفحة 142