كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

فِى الْخَامِسَةِ (¬11) وَقَالَ فِى الْبَيَانِ (¬12): سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا تُجْذِعُ سِنَّهَا. وَقَالَ فِى الشَّامِلِ (¬13): إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّهَا تُجْذِعُ: إِذَا سَقَطَتْ سِنُّهَا، أَىْ: بِذَلِكَ (¬14) وَالثَّنِىُّ: الَّذِى أَلْقَى ثَنِيَّتهُ (¬15) وَالرَّبَاعُ: الَّذِى أَلْقَى رَبَاعِيَتَهُ (¬16). وَيُسَمَّى التَّبِيعُ تَبِيعًا (¬17)، فِى زَكَاةِ الْبَقَرِ؛ لِأَنَّهُ لَا يزالُ يَتْبَعُ أُمَّهُ. وَقِيلَ: لِأنَّ قَرْنَيْهِ تَبِعَا أُذُنَيْهِ (¬18) لِتَسَاوِيهِمَا وَسُمِّىَ الْفَصِيلُ فَصِيلًا (¬19)؛ لِأَنَّهُ يُفْصَلُ عَنْ أُمِّهِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كَمَا يُقَالُ: خَضِيبٌ بِمَعْنَى مَخْضُوبٍ.
قَوْلُهُ: " (¬20) فَلَا يُعْطَهُ" أَىْ: لَا يُعْطَى الزَّائِدَ. وَقِيلَ: لَا يُعْطَى الْوَاجِبَ؛ لِتَعَدِّيهِ. وَفِيهِ (¬21) رِوَايَتَانِ: كَسْرُ الطَّاءِ وَفَتْحُهَا، عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ (¬22).
قَوْلُهُ: "الْأوْقَاصُ الَّتِى بَيْنَ النُّصُبِ" (¬23) الْوَاحِدُ: وَقْصٌ - بِسُكُونِ الْقَافِ (¬24)، وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَحُهَا، وَاحتَجَّ بِأَنَّ جَمْعَهُ (¬25) أَوقَاصٌ، فَإِذَا كَانَ جَمْعُهُ عَلَى أَفَعَالٍ، كَانَ وَاحِدُهُ: فَعَلٌ، مثْلُ جَمَلِ وَأَجْمَالٍ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو (¬26): الْوَقَصُ: مَا وَجَبَتْ فِيهِ الْغَنَمُ مِنْ فَرائِضِ الصَّدَقَةِ فِي الإبِلِ، مَا بَيْنِ الخَمْسِ إلَى الْعِشْرِينِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ مَا (¬27) بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ، وَهُوَ: مَا زَادَ عَلَى الْخَمْسِ إِلَى التِّسْعِ، وَجَمْعُهُ: أَوقَاصٌ. وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْوَقْصِ، وَهُوَ الْكَسْرُ، كَأَنَّهُ كُسِرَ فَلَمْ يَبْلُغْ النِّصَابَ.
قَوْلُهُ: "بِالْقِسْطِ" (¬28) أَىْ: مَا يَخُصُّهُ (¬29)، قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةُ (¬30): الْقِسْط: الْمِيزَانُ (¬31)؛ لِأنَّ الْمِيزَانَ يَقَعُ بِهِ الْعَدْلُ فِى الْقِسْمَةِ (¬32).
قَوْلُهُ: "الْمُصَدِّقُ" (¬33) بِتَخفِيِفِ الصَّادِ: هُوَ الَّذِى يَجْبِى الصَّدَقةَ، وَبِتَشْدِيد الصَّادِ: هُوَ الْمُتصَدَقْ، وَهُوَ الَّذِى يُعْطِى الصَّدَقَةَ، فَأُدْغِمَتِ التَّاءُ فِى الصَّادِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ} (¬34) أَصْلَهُ: فَأتَصَدَّقَ.
قَوْلُهُ: "وَالْجُبْران" (¬35) هُوَ: الإِتْمَامُ وَالإكْمَالُ، مِنْ جَبَرَ الْكَسِيرَ: إِذَا رَدَّهُ، كَأَنَّهُ كَانَ نَاقِصًا فَكَمَّلَهُ (¬36).
¬__________
= وقت وليس بسن، ومثله فى المحكم 1/ 185 والمصباح (جذع).
(¬11) الإبل للأصمعى 142 وغريب أبى عبيد 3/ 72 وتهذيب اللغة 1/ 351.
(¬12) ..........................
(¬13) ...........................
(¬14) ع: أى بذلك: تحريف.
(¬15) إبل الأصمعى 142 وغريب أبى عبيد 3/ 72.
(¬16) السابقان.
(¬17) ولد البقر الذكر فى أول سنة. أنظر العين 2/ 78 وتهذيب اللغة 2/ 283 والمحكم 2/ 42 ومنال الطالب 63 والنهاية 1/ 179 والصحاح والمصباح (تبع).
(¬18) ع: أذنه.
(¬19) الصحاح والمصباح (فصل) ومنال الطالب 62.
(¬20) خ: ولا، وفى المهذب 1/ 145: من أبى بكر (بى): فمن سالها على وجهها فليعطها ومن سأل فرقه فلا يعطه".
(¬21) ع: وفيها.
(¬22) بكسر الطاء، أى: لا يعطى المتصدق، وبفتح الطاء، أى: لا يعطى المصدق، وهو الذى يحيى الصدقة.
(¬23) فى المهذب 1/ 145: وفى الأوقاص التى بين النصب قولان. . . إلخ.
(¬24) صوابه بالتحريك، فقد وضعه الفارابى فى فعل ديوان الأدب 3/ 215 وكذا فى المحكم 6/ 322 والصحاح (وقص) وفى المصباح: الوَقَصُ بفتحتين وقد تسكن القاف وفى النهاية 5/ 214 بالتحريك وفى غريب أبى عبيد 4/ 142 جمع الوقص أوقاص وكذلك الشنق جمعه اشناق.
(¬25) ع: جمعها.
(¬26) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث 4/ 141.
(¬27) ع: ماكان بين الفريضتين والمثبت من خ وغريب الحديث.
(¬28) فى المهذب 1/ 146، وإن كانت الإبل مراضا ففى شاتها وجهان. . . قال أبو على بن خيران: تجب عليه شاة بالقسط فتقوم الإبل الصحاح والشدة؛ التى تجب فيها ثم تقوم الإبل المراض فيجب فيها شاة بالقسط.
(¬29) القسط: الحصة والنصيب، ذكره فى الصحاح (قسط) والنهاية 4/ 60.
(¬30)
(¬31) وذكر ابن قتيبة فى تفسير غريب القرآن أن القسط الْعَدْل فى 101، 143 وغيرهما. وكذا ذكر أبو عبيدة فى مجاز القرآن 1/ 156، 167، 274.
(¬32) خ: لأن القسط: الميزان وبالميزان يقع العدل بالقسمة. وفى الخطابى 1/ 684، وسمى الميزان قسطا؛ لأن القسط: العدل وبالميزان يقع العدل فى القسمة، فلذلك على الميزان قسطا.
(¬33) فى المهذب 1/ 146: وإن وجب عليه بنت مخاض أو بنت لبون أو حقه وليس عنده إِلا ما هو أعلى منه بسنة أخذ منه ودفع إليه المصدق شاتين أو عشرين درهما.
(¬34) سورة المنافقين آية 10.
(¬35) فى المهذب 1/ 147: وإن طلب الجبران فالمنصوص: إن يدفع إليه.
(¬36) فى المصباح (جبر) =

الصفحة 144