كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَالأُنْثَى: بُخْتِيَّةٌ، وَجَمْعُهُ: بَخَاتِىٌّ (غَيْرُ مَصْرُوفٍ) (¬35). وَأَمَّا الْعِرَابُ مِنَ الإِبِلِ، فَإِنَّ الْجَوْهَرِىَّ (¬36) قَالَ: هِىَ خِلَافُ (¬37) الْبَخَاتِىِّ، كَالْعِرَابِ مِنْ الْخَيْلِ خِلَافِ الْبَرَاذِينِ. وَقَالَ فى الشَّامِلِ (¬38): الْعِرَابُ: جُرْدٌ مُلْسٌ حِسَانُ الألْوَانِ كَرِيمَةٌ.
قَوْلُهُ: "لَا يُؤْخَذُ الرُّبَّى وَلَا الْمَاخِضُ (¬39) " الرُّبَّى: عَلَى وَزْنِ (¬40) فُعْلَى: هِىَ الْشَّاةُ الَّتِى وَضَعَتْ حَدِيثًا، وَجَمْعُهَا: رُبَابٌ بِالضَّمِّ، وَالْمَصْدَرُ: رِبَابٌ، بِالْكَسْرِ وَهُوَ (¬41): قُرْبُ الْعَهْدِ بِالْوِلَادَةِ. تَقُولُ (¬42): شَاةٌ رُبَّى بَيِّنَةُ الرِّبَابِ، وَأَعْنُزٌ رُبَابٌ -بِالضَمِّ- قَالَ الْأَمَوِىُّ: هِىَ رُبَّى مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ شَهْرَيْنِ (¬43) وَقَالَ أَبُو زَيْد: الرُّبَّى مِنَ الْمَعْزِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مِنَ الْمَعْزِ وَالضَّأْنِ جَمِيعًا، وَرُبَّمَا جَاءَ فى الإِبِلِ أَيْضًا (¬44). قَالَ فِى الْوَسِيطِ (¬45): هِىَ الَّتِى تُرَبِّى وَلَدَهَا.
وَالْمَاخِضُ: الْحَامِلُ وَالْمَخَاضُ: الْحَوَامِلُ مِنَ النُّوقِ. وَالْمَخَاضُ أَيْضًا: وَجَعُ الْوِلَادَةِ (¬46). قَالَ اللهُ [تَعَالَى]: {فَأَجَاءَهَا (¬47) الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} (¬48) وَأَصْلُهُ: تَحَرُّكُ الْوَلَدِ فِى الْبَطْنِ. يُقَالُ: امْتَخَضَ الْوَلَدُ: إذَا تَحَرّكَ فِى بَطنِ أُمِّهِ، وَتَمَخَّضَ اللَّبَنُ وَامْتَخَضَ: إِذَا تَحَرَّكَ فِى الْمِمْخَضَةِ (¬49).
ذَكَرَ الشَّيْخُ "حَزَرَات الْمَال": أَنَّهَا الَّتِى تَحْزُرُهَا الْعَيْنُ لِحُسْنِهَا (¬50). وَذَكَرَ فِى الشَّامِلِ (¬51) قَالَ أَبُو عُبَيْد (¬52) هُوَ الْمَالُ الَّذِى يَحْزُرُهُ الإنْسَان فِى نَفسِهِ، وَيَقصِدُهُ بِقَلْبِهِ، قَالَ الشَاعِرُ (¬53):
الْحَزَرَاتُ حَزَرَاتُ الْقَلْبِ ... الْلَّبُنُ الْغِزَارُ دُونَ اللُّجْبِ
اللُّجْبُ: جَمْعُ لُجْبَةٍ، وَهِىَ الَّتِى لَا لَبَنَ فِيهَا. وَقَالَ الآخَرُ (¬54):
[إِنَّ السَّرَاةَ رُوقَةُ الرِّجَالِ] ... وَحَزْرَةُ الْقَلْبِ خِيَارُ الْمَالِ
وَرُوِىَ (¬55): "حَرَزَاتٍ" (¬56) بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ، مِمَّا يُحْرِزُهُ الإِنْسَانُ، وَيَحْفَظُهُ لِجَوْدَتِهِ.
قَوْلُهُ: "وَلَا الْأكُوكةُ" (¬57) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬58): هِىَ الشَّاةُ الَّتِى تُعْزَلُ لِلأكْلِ (¬59)، بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ: لِغَلَبَةِ الاسْمِ عَلَيْهِ مِثْلُ الرَّكُوبَةِ، لِمَا يُرْكَب.
¬__________
(¬35) ع: وهو معروف: تحريف. والمثبت س خ والصحاح والنقل عنه.
(¬36) في الصحاح (عرب).
(¬37) خ: بخلاف والمثبت من ع والصحاح.
(¬38) وكذا ذكر الأزهرى فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 57.
(¬39) فى المهذب 1/ 150: ولا يؤخذ فى الفرائض الربي وهى التى ولدت ومعها ولدها ولا الماخص وهى الحامل.
(¬40) وزن: ليس فى ع.
(¬41) خ: وهى.
(¬42) خ: يقال. والمثبت من ع والصحاح.
(¬43) ع: الربي ما بينها وبين ولادتها شهران. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه، وانظر غريب الحديث لأبي عبيد 2/ 90.
(¬44) عن الصحاح (ربب).
(¬45)
(¬46) عن الصحاح (مخض) وانظر إبل الأصمعى 76، 142 وشرح ألفاظ المختصر - لوحة 53 والنهاية 4/ 306 وتهذيب اللغة 7/ 122 ومبادئ اللغة 143.
(¬47) ع: فجاءها: خطأ.
(¬48) آية 23 من سورة مريم وانظر معانى الفراء 2/ 164.
(¬49) عن الصحاح (مخض).
(¬50) قال أبو إسحاق فى المهذب 1/ 150: ولا يؤخذ فى الفرائض حزرات المال وهى خيارها التى تحزرها العين لحمنها.
(¬51) .....................................
(¬52) عبارة أبى عبيد فى غريب الحديث: الخزرة: خيار المال قال الشاعر: "الحزرات حزرات النفس" فيقول: لا تأخذ خيار أموالهم. ولعله يقصد الهروى.
(¬53) الراجز: مجهول قال الأزهرى: وأنشد شمر: الحزرات. . إلخ تهذيب اللغة 4/ 358.
(¬54) ذكره فى الصحاح بدون نسبة، وكذا فالأساس (حزر).
(¬55) ع: ويروى.
(¬56) النهاية 1/ 367: قال ابن الأثير: هكذا يروى بتقديم الراء على الزاى وهو جمع حرزة بسكون الراء. . والرواية المشهورة بتقديم الزاى على الراء. وانظر النهاية 1/ 377.
(¬57) فى المهذب 1/ 150: ولا تؤخذ الأكولة وهى السمينة التى أعدت للأكل.
(¬58) فى الصحاح (أكل).
(¬59) خ: فعولة بمعنى مفعولة وعبارة الجوهرى: وأما الأكيلة فهى المأكولة، يقال: هي أكيلة السبع وإنما دخلته الهاء، وإن كان بمعنى مفعولة لغلبة الاسم عليه.

الصفحة 147