كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "كَرَأئِمُ أَمْوَالِهِمْ" (¬60) هِىَ أَحْسَنُهَا وَأَنْجَبُهَا وَأَغْزَرُهَا أَلْبَانًا. قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬61): الْكَرِيمُ: الْمَحْمُودُ، يُقَالُ: نَخْلَةٌ كَرِيمَةٌ: إِذَا طَابَ حَمْلُهَا، وَشَاةٌ كَرِيمَةٌ: أَىْ: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ.
قَوْلُهُ: "وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ" (¬62) أَىْ: بِنَمَاءِ الْمَال وَكَثْرَتِهِ وَدَوَامِهِ.
* * *
¬__________
(¬60) فى المهذب 1/ 150: روى ابن عبّاس (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذًا إلى اليمن فقال له: "إياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم".
(¬61) فى الغريبين 3/ 150.
(¬62) من حديث النبى - صلى الله عليه وسلم -: "فإن تطوعت بخير آجرك الله فيه وقبلناه منك. فقال: فها هى ذى فخذها فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبضها ودعا له بالبركة. . .
مِنْ بَابِ زَكَاةِ الْخُلْطَةِ
" حَتَّى يَشْتَرِكَا فِى المُرَاحِ وَالْمَسْرَحِ وَالْمَحْلَبِ" (¬1) الْمُرَاحُ: بِضَمِّ الْمِيمِ: الْمَوْضِعُ الَّذِى تَأْوِى إِلَيْهِ (¬2)، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ (¬3) إِلَّا بَعْدَ الزَّوَالِ، يُقالُ: أَرَاحَ إِبلَهُ: إِذَا رَدَّها إِلَى الْمُرَاحِ، وَكَذَلِكَ التَّرْوِيحُ. وَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرَ أَرَاحَهُ (¬4) يُرِيحُهُ، مِنَ الرَّاحَةِ الَّتِى هِىَ ضِدُّ التَّعَبِ. وَالْمَسْرَحُ: الْمَوْضِعُ الَّذِى تَسْرَحُ فِيهِ لِلرَّعْىِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} (¬5) يُقَالُ: سَرَحْتُ الْمَاشِيَةَ، بِالتَّخْفِيفِ - هَذِهِ وَحْدَهَا بِلَا هَمْزَةٍ - سَرْحًا (¬6). وَسَرَحَتْ هِىَ بِنَفْسِهَا سَرُوحًا.
قَوْلُهُ: "وَيُشْتَرَطُ حَلَبُ لَبَنِهَا" بِالْتَّحْرِيكِ وَلَا يُسَكَّنُ" [وَالْمِحْلَبُ وَالْحِلَابُ: هُوَ الإِنَاءُ الَّذِى يُحْلَبُ فِيهِ] (¬7).
قَوْلُهُ: "يَرْتَفِقُ" (¬8) أَىْ: يَنْتَفِعْ، وَالارْتِفَاقُ: الانْتِفَاعُ، وَارْتَفَقْتُ بِهِ: انْتَفَعْتُ بِهِ.
قَوْلُهُ: "بِغَيْرِ تَأَوِيلٍ" (¬9) التَّأَويلُ: تَفْسِيرُ مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ الشَّىْءُ، مِنْ آل: إِذَا رَجَعَ. وَقَدْ أَوَّلْتُهُ تَأْوِيلًا وَتَأَوَّلْتُهُ بِمَعْنَى (¬10). وَمَعْنَى الْكَلَام: أَنَّهُ أَخَذَهَا بِغَيْرِ حُجَّةٍ وَدَلِيل يَؤُولُ إِلَيْهِ وَيَرْجِعُ.
¬__________
(¬1) فى المهذب 1/ 151: تجب الزكاة فى الخلطة بشروط منها: أن لا يتميز مال أحد الشريكين عن الآخر فى المراح والمسرح والمحلب.
(¬2) الإبل والغنم بالليل.
(¬3) ع: ذاك والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(¬4) ع: راحة: تحريف.
(¬5) سورة النحل آية 6.
(¬6) خ: همز وفى الصحاح: هذه وحدها بلا ألف. ويعبر هنا بالهمزة عن الألف. وهو من الأفعال المتعدية اللازمة والمعنى أنها تتعدى بغير ألف وانظر تهذيب اللغة 4/ 297 والمصباح (سرح) واللسان (سرح 1984).
(¬7) ما بين المعقوفين ساقط من خ. وفى المهذب 1/ 151: لا يجوز شرط حلب إحداهما فوق الآخر؛ لأن لبن إحداهما قد يكون أكثر من لبن الآخر.
(¬8) فى المهذب 1/ 152: لأن المالك فى المحرم لم يرتفق بالخلطة فلا يرتفق المالك فى صفر.
(¬9) فى المهذب 1/ 153: وإن أخذ المصدق أكثر من الفرض بغير تأويل لم يرجع بالزيادة؛ لأنه ظلمه، فلا يرجع به على غير الظالم.
(¬10) عن الصحاح (أول) وفيه: وَتَأْوَّلْتُهُ تَأْولاً.

الصفحة 148