كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

أَيْنَ الشِّظَاظَانِ وَأيْنَ الْمِرْبَعَهْ ... وَأيْنَ وَسْقُ النَّاقَةِ الْمَطَبَّعَهْ (¬18)
الشِّظَاظُ: الْعُودُ الَّذِى يُدْخَلُ فِى عُرْوَةِ الْجُوَالِق، يُقَالُ: شَظَظْتُ الْجُوَالِقِ، أَىْ: شَدَدْتُ عَلَيْهِ شِظَاظَهُ وَأَشْظَظْتُهُ: جَعَلْتُ لَهُ شِظَاظًا. وَالْمِرْبَعَةُ: عُصَيَّةٌ يَأْخُذُ الرَّجُلَانِ بِطَرَفَيْهَا، لِيَحْمِلَا الْحِمْلَ وَيَضَعَاهُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ، تَقُولُ مِنْهُ: رَبَعْتُ الحِمْلَ: إِذَا أَدْخَلْتَهَا تَحْتَهُ، وَأَخَذْتَ أَنْتَ بِطَرَفِهَا، وَصَاحِبُكَ بِطَرَفِهَا الآخَرُ، ثُمَّ [رَفَعْتُمَاهُ (¬19)] عَلَى الْبَعِيرِ. وَالْوَسْقُ: الحِمْلُ كَمَا ذَكَرْنَا (¬20). وَالمُطَبَّعَةُ: الْمُذَلَّلَةُ، فِى قَوْلِ بَعْضِهِمْ. وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬21): يُقَالُ: نَاقَةٌ مُطَبَّعَةٌ، أَىْ: مُثْقَلَة بِالْحِمْلِ.
قَوْلُهُ: "كَالنَّوَاضِحِ وَالدَّوَالِيبِ" (¬22) النَّاضِحُ: الْبَعِيرُ الَّذِى [يُسْتَقَى] (¬23) عَلَيْهِ، وَالأنْثَى: نَاضِحَةٌ وَسَانِيَةٌ، وَالنَّضَّاحُ: الَّذِى يَنْضَحُ عَلَى الْبَعِيرِ، أَىْ: يَسُوقُ السَّانِيَةَ، يَسْقِى (¬24) نَخْلًا. وَهَذِهِ نَخْلٌ تُنْضَحُ، أَىْ: تُسْقَى. وَالدَّوَالِيبُ: جَمْعُ دُولَابٍ- بِفَتْحِ الدَّالِ (¬25): وَهُوَ (¬26) الآلةُ الَّتِى [يُسْتَقَى] (¬27) بِهَا، وَهُوَ فَارِسىُّ مُعَرَّبٌ.
قَوْلُهُ: "بَعْلًا" وَرُوِىَ (¬28): "عَثَرِيًّا" (¬29) الْبَعْلُ: النَّخْلُ الَّذِى يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ، فَيَسْتَغْنِى عَنِ السَّقْىِ، يَقَالُ: قَد اسْتَبْعَلَ النَّخْلُ (29)، وَذَلِكَ يَكُونُ فِى أَمَاكِنَ قَرِيبَةِ الْمَاءِ (¬30)، فَيُسْقَى أَوَّلَ مَا يُغْرَسُ، فَإِذَا كَبُرَ وَبَلَغَتْ عُرُوقُهُ الْمَاءَ: اسْتَغْنَى عَنِ السَّقْى مِنْ مَاءِ المَطَرِ وَسِوَاهُ (¬31). وَالْعَثَرِىُّ -بالتَّحْرِيكِ- هُوَ: الْعِذْىُ وَهُوَ: الَّذِى لَا يَسْقِيهِ إِلَّا الْمَطَرُ (¬32). وَسُمىَ عَثَرِيًّا؛ لِأنَّهُ يُسْقَى بِعَاثُورٍ مِنْ خَشَبٍ أوْ حِجَارَةٍ كالرَّدْمِ؛ لِيَمِيلَ (¬33) الْمَاءُ عَنْ سَنَنِهِ الَى (¬34) الْمَوْضِعِ الَّذِى يُسْقَى. قَالَ فِى الشَّامِلِ (¬35): الْعَثَرِيُّ: هِىَ الأشْجَارُ الَّتِى تَشْرَبُ مِن مُجْتَمَع مِنَ الْمَطرَ فِى حُفرٍ، وَإِنَّمَا سُمىَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّه الْمَاشىَ يَتَعَثَّرُ بِهِ. وَقَالَ الَأزْهَرِىُّ (¬36): وَهُوَ أَتِىٌّ يُسَوَّى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ؛ يَجْرِى فِيهِ الْمَاءِ إِلَى الزَّرْعِ مِنْ مَسَايِلِ السَّيْلِ (¬37). سُمِّىَ (¬38)، عَاثُورًا لِأَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا مَرَّ عَلَيْه لَيْلًا عَثَرَ بِهِ وَسَقَطَ.
قَوْلُهُ: "بِالسَّيْحِ" (¬39) هُوَ الْمَاءُ الْجَارِى، يُقَالُ: سَاحَ الْمَاءُ يَسِيحُ: إِذَا جَرَى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ (¬40).
¬__________
(¬18) كذا رواية السرقسطى فى أفعاله 2/ 323 وفى التهذيب 3/ 369 والمحكم 7/ 421 وجمهرة اللغة 1/ 265 والصحاح شظظ (شظ 2266) الجلنفعة. وكذا ذكر الشطر الأول فى العين 6/ 215 والفرق لابن السيد 198. وفى كتاب الجيم 2/ 29 وأمالى القالى 1/ 145 وكلها من غير نسبة.
(¬19) ع: رفعته خ: رفعتها والمثبت من الصحاح والنقل عنه.
(¬20) ع: ذكرناه.
(¬21) فى الصحاح (طبع).
(¬22) خ: يسقى بالنواضح والدواليب. وفى المهذب 1/ 154: ونصف العشر فيما سقى بمؤنة ثقيلة كالنواضح والدواليب.
(¬23) خ، خ: يسقى والمثبت من الصحاح والنقل عنه.
(¬24) ع: ليسقى. وفى الصحاح. ويسقى والمثبت من خ.
(¬25) فى المصباح: بفتح الدال وضمها والفتح أفصح ولهذا اقتصر عليه جماعة. وقال أدى شير: مركب من دولا بمعنى: الإناء ومن آب أى: الماء. الألفاظ الفارسية المعربة 65.
(¬26) ع: وهى.
(¬27) ع، خ: يسقى.
(¬28) خ: أو. وفى المهذب 1/ 154 روى ابن عمر (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فرض فيما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان بعلا. وروى "عثريًا" العشر.
(¬29) عن الصحاح (بعل) ونقل أبو عبيد عن الأصمعى: البعل: ما شرب بعروقه من الأرض من غير سقى سماء ولا غيرها. غريب الحديث 1/ 67 وفسره الشافعى بأنه: ما رسخ عروقه فى الماء فاستغنى عن أن يسقى. تهذيب اللغة 2/ 414.
(¬30) ع: من الماء.
(¬31) المراجع السابقة والغريبين 1/ 188 والفائق 1/ 119 والنهاية 1/ 141.
(¬32) فى الصحاح (عثر): والعثرى بالتحريك: هو الزرع الذى لا يسقيه إِلا ماء المطر. وكذا فى غريب أبى عبيد 1/ 69 والفائق 2/ 394 والنهاية 3/ 132.
(¬33) ع: فيميل.
(¬34) ع: إِلا: تحريف.
(¬35) .................................
(¬36) فى تهذيب اللغة 1/ 324.
(¬37) ع: النيل: تحريف.
(¬38) ع: يسمى.
(¬39) فى المهذب 1/ 155: إن كان يسقى نصفه بالناضح ونصفه بالسيح ففيه ثلاثة أرباع العشر.
(¬40) غريب الحديث

الصفحة 150