كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَمِنْ (¬1) بَابِ زَكَاةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
سُمِّىَ (الذَّهُبُ) (¬2) ذَهَبًا؛ لِأَنَّهُ يَذْهَبُ وَلَا يَبْقَى، وَسُمِّيَتْ الْفِضَّةُ فِضَّةً؛ لِأنَّهَا (¬3) تَنْفَضُّ وَتَتَفَرَّقُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ (¬4) يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬5) الْكَنْزُ: الْمَالُ الْمَدْفُونُ، وَقَدْ كَنَزْتُهُ أَكْنِزُهُ. وَفِى الْحَدِيثِ: "كُلُّ مَالٍ لَا تُؤَدَّى زَكَاتُهُ فَهُوَ كَنْزُ" (¬6).
قَوْلُهُ: {وَلَا يُنْفِقُونَهَا} وَلَمْ يَقُلْ: وَلَا يُنْفِقُونَهُمَا (¬7): ذَهَبَ إِلَى مَعْنَى الأمْوَالَ؛ لِأنَّ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ يَدُلُّ عَلَيْهَا (¬8).
قّوْلُهُ [تَعَالَى] {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} أَىْ: الَّذِى يَقُومُ مُقَامَ البِشَارَةِ: عَذَابٌ ألِيمٌ؛ لأَنَّ الْبِشَارَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا بِالْخَيْرِ، وَمَا يُسْتَرُ (¬9) بِهِ.
الأُوقِيَّةُ (¬10): بِضَّمِّ الْهَمْزَةِ وِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَجَمْعُهَا: أَواقِىُّ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَهِىَ أَربَعُونَ دِرْهَمًا لَا تُنَوَّنُ وَلَا تُخْفضُ، وَهِىَ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ، وَحُكِىَ فِيهِ (¬11) التَّخْفِيفُ، قَالَ (¬12) الزَّمَخْشَرِىُّ (¬13) هِىَ اُفْعُولَةٌ مِنْ وَقَيْتُ -قُلِبَت الْوَاوُ يَاءً لِسَبْقِهَا سَاكِنَةً، ثُمَّ ادغِمَتِ الْيَاءُ- (وَكُسِرَت الْقَافُ؛ لِتَصِحَّ الْيَاءُ) (¬14) - لِأَنَّ الْمَالَ مَخْزُونٌ مَصُونٌ، أَوْ لِأَنَّهُ يَقِى الْبَأَسَ وَالضُّرَّ.
قَوْلُهُ: "فِى الرِّقَةُ رُبْعُ الْعُشْرِ (¬15) بِالتَخْفِيفِ: الفِضَّةُ، وَجَمْعُهَا [رِقُون] (¬16) يُقَالُ: "وُجْدَانُ الرِّقِين يُغَطِّى أَفْنَ الأفيِنِ" وَالْهَاءُ فِى الرِّقَةِ: عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ السَّاقِطَةِ مِنْ أَوَّلِهِ (¬17).
قَوْلُهُ: "وَفِى الرَّدِىءِ" (¬18) الرَّدِىءُ: مَهْمُوزٌ مَمْدُودٌ، وَهُوَ فَعِيلٌ مِنْ (رَدُؤَ الشَّىْءُ يَرْدُؤُ رَدَاءَةً، فَهُوَ رَدِىءٌ أَىْ: فَاسِدٌ) (¬19).
¬__________
(¬1) ومن ليس فى ع.
(¬2) الذهب: ساقط من خ.
(¬3) ع: لأنه: تحريف.
(¬4) خ: إن الذين: تحريف.
(¬5) سررة التوبة آية 34.
(¬6) سنن أبى داود 1/ 358 والنهاية 4/ 203. وانظر الصحاح (كنز) ومقاييس اللغة والمصباح (كنز) وغريب الحديث 1/ 284.
(¬7) ع: لم يقل ينفقونهما.
(¬8) معانى القرآن للفراء 1/ 434 ومعانى القرآن للزجاج 2/ 492. قال الفراء: إن شئت وجهت الذهب والفضة إلى الكنوز، وإن شئت بذكر أحدهما (أى: ولا ينفقون الفضة. وحذف الذهب).
(¬9) يُفْتَعَلُ من السرور. وفى ع: مَا يُسَّرُ.
(¬10) فى المهذب 1/ 158: روى بن عمر (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا بلغ مال أحدكم خمس أواق مائتى درهم ففيه خمسة دراهم".
(¬11) ع: فيها. وانظر الصحاح (وقى) وشرح ألفاظ المختصر لوحة 62 ويقال فيها: الوُقِيَّةُ بالضم والوَقِيَّة بالفتح فى لغة العامة. المصباح (وقى).
(¬12) ع: وقال.
(¬13) فى الفائق 4/ 74.
(¬14) ما بين القوسين: زيادة من ع وما بين الحاصرتين: ليس فى الفائق.
(¬15) فى المهذب 1/ 158: قوله - صلى الله عليه وسلم - فى كتاب الصدقات: "فى الرقة ربع العشر".
(¬16) خ، ع: رقين خطأ. وفى الصحاح: ويجمع رقين مثل إرة وارين، ومنه قولهم: إن الرقين تغطى أفن الأفين، وتقول فى الرفع: هذه الرقون.
(¬17) عن الصحاح (ورق).
(¬18) ع: فى الردىء، وفى المهذب 1/ 158 فى الزكاة: ويجب فى الجيد الحيد وفى الردىء الردىء.
(¬19) الصحاح (ردأ) وما بين القوسين ساقط من ع وبدله: من الرداءة.

الصفحة 153