كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

(قَوْلُهُ: "يَسْتَظْهِرُ" (¬20) أَصْلُ) (19) الاسْتِظْهَارُ (¬21): الاسْتِيثَاقُ مِنَ الأَمْرِ. يُقَالُ: اتَّخَذَ فُلَانٌ بِعَيرَيْنِ ظَهِيرَيْنِ (¬22) فِى سَفَرِهِ: إِذَا كَانَ يَحْمِلُ عَلَى أَبَاعِرَ لَهُ، وَسَاقَ مَعَهُ بَعِيرَيْنِ قَوِيِّيَنِ فَارِغَيْنِ وَثِيقَةً (¬23)؛ لِئَلَّا يُبْدَعَ (¬24) بِبَعِيرٍ مِنْ حَمُولَتِهِ فَلَا يَجِدُ لِحِمْلِهِ حَمُولَةً، فَوَضَعَ الاسْتِظْهَارَ مَوْضِعَ الْوَثِيقَةِ.
قَوْلُهُ: "لَوْ كَانَ حَلَفَ لَكَانَ بَارًّا" (¬25) أَىْ غَيْرَ حَانِثٍ يُقَالُ بَرِّ فِى يَمِينِه، بِفَتْحِ الْبَاءِ، فَهُوَ بَارٌّ، وَكَذَلِكَ فِى البِرِّ: ضِدُّ العُقُوقِ (¬26).
قَوْلُهُ: "الْنَّاضّ" (¬27) أَهْلُ الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الدَّرَاهِمَ وَالدَّنَانِيرَ: النَّاضَّ وَالنَّضُّ. قَالَ أبُو [عُبَيْدٍ] (¬28) إِنَّمَا يُسَمُّونَهَا نَاضًّا: اذَا تَحَوَّلَ عَينًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَتَاعًا؛ لِأَنَّهُ يُقَالُ: مَا نَضَّ بِيَدِى مِنْهُ شَىْءٌ، وَخُذْ مَا نَصَّ لَكَ مِنْ دَيْنٍ، أَىْ: تَيَسَّرَ (¬29). وَهُوَ يَسْتَنِضُّ (¬30) حَقَّهُ مِنْ فُلَانٍ، أَىْ: يَسْتَنْجِزُهُ، وَيَأَخُذُ مِنْهُ الشَّىْءَ بَعْدَ الشَّىءِ. مَأخُوذٌ مِنْ نُضَاضَةِ الْمَاءِ وَ (هِىَ) (¬31): بَقِيَّتُهُ، وَكَذَلِكَ النَّضِيضَةُ، وَجَمْعُهَا: نَضَائِضُ. ذَكَرَهُ الأزْهَرِىُّ (¬32).
قَوْلُهُ (¬33): "فِى الْحَدِيثِ" مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ (¬34) " بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالسِّينِ، تَثْنِيَةُ مَسَكَةٍ، وَهُوَ (¬35) السِّوَارُ، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ فِضَّةٍ أَوْ مِنْ (¬36) ذَهَبَ أَوْ ذَبْلٍ أَوْ عَاجٍ، قَالَ جَرِير (¬37).
تَرَى العَبْسَ الْحَوْلِىَّ جَوْنًا بِكُوعِهَا ... لَهَا مَسَكًا مِنْ غَيْرِ عَاجٍ وَلَا ذَبْلِ
قَوْلُهُ: "الْمِنْطَقَةُ" (¬38) مَعْرُوفَةٌ، يَشُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَسَطَهُ. وَفِى الْمَثَلِ: "مَنْ يَطُلْ هَنُ أَبِيهِ يَنَتَطِقُ بِهِ" (¬39) أَىْ: مَنْ كَثُرَ بَنُو أَبيهِ يَتَقَوَّى بِهِمْ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ النِّطَاقِ لِلْمَرْأَة، الَّذِى (¬40) تَشُدُّ بهِ وَسَطَهَا أَيْضًا، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ أَسْمَاءُ: ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬41): هُوَ أَنْ تَشُدَّ وَسَطهَا، ثُمَّ تُرْسِلَ الأَعْلَى عَلَى الأسْفَلِ إِلَى الرُّكْبَةِ وَالأسْفَلُ يَنْجَرُّ عَلَى الأرْضِ، فَلَيْسَ لَهَا حُجْرَةٌ (¬42)، وَلَا نَيْفَقٌ (¬43) وَلَا سَاقَانِ، وَالْجَمْعُ: نُطقٌ.
قَوْلُهُ: "مُعَدٌّ لِلإِجَارَةِ" (¬44) أَىْ: مُرْصَدٌ لَهَا، يُقَالُ: أعَدَّ لِهَذَا الْأمْرِ عُدَّتَهُ" أَىْ: أَخَذَ أُهْبَتَهُ.
¬__________
(¬20) فى المهذب 1/ 158: وإن شاء أخرج واستظهر ليسقط الفرض بيقين.
(¬21) ع: والاستظهار.
(¬22) ع: ظهيرتين.
(¬23): وثيقة: ساقط من ع.
(¬24) يبدع من أبدعت الراحلة: إذا انقطعت عن السير بكلال أو ظلع. غريب الحديث 1/ 9 وتهذيب اللغة 2/ 242: الفائق 1/ 84 والصحاح (بدع).
(¬25) ع: قوله كان بارا. وفى المهذب 1/ 158: إن له دين مؤجل. . فإذا قبضه استقبل به الحول؛ لأنه لا يستحقه، ولو حلف أنه لا يستحقه كان بارًا.
(¬26) تقول: بَرِرْت والدى بالكسر أَبَرُّهُ بِرًا فأنا بَرٌّ به وبارٌّ الصحاح (برر).
(¬27) هذا القول ليس موجود بها فى المهذب فى هذا الموضع.
(¬28) ع، خ: أبو عبيدة. والمثبت من الصحاح (نضف) والنقل عنه. ومثله فى المصباح.
(¬29) ع: يسر والمثبت من خ والصحاح.
(¬30) ع: فى حقه والمثبت من خ والصحاح.
(¬31) خ: وهو والمثبت من ع وشرح ألفاظ المختصر لوحة 63 والنقل عنه.
(¬32) المرجع السابق.
(¬33) قوله: ليس فى ع.
(¬34) فى المهذب 1/ 159: فى الحلى: تجب فيه الزكاة لما روى أن امرأة من اليمن جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معها ابنتها فى يدها مسكتان غليظتان من الذهب، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتعطين زكاة هذا. . . إلخ الحديث.
(¬35) ع: وهى.
(¬36) من: ليس فى ع.
(¬37) ديوانه 556 وانظر الصحاح (مسك).
(¬38) فى المهذب 1/ 159: وفيها لطخ به اللجام وجهان، قال أبو الطيب بن سلمة: هو مباح كالذى حلى به المنطقة والسيف.
(¬39) مجمع الأمثال 3/ 311 والصحاح (نَطق).
(¬40) ع: التى.
(¬41) فى الصحاح (نطق).
(¬42) حجزة الإزار: مجمع شده ومعقده.
(¬43) ع: ينفق: تحريف ونيفق السراويل: الموضع المتسع منها.
(¬44) وإن كان للمرأة حلى معد للإجارة، ففيه طريقان. . . . إلخ.

الصفحة 154