كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَبَيْنَ الإِمَامِ، عَهْدٌ وَهُدْنَةٌ.
قَوْلُهُ: كَالدَّرَاهِمِ الْأَحَدِيَّةِ" (¬22) هِىَ الَّتِى كُتِبَ عَلَيْهَا {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} وَأَحَدٌ بِمَعْنَى وَاحِدٍ، وَهُوَ أَوَّلُ الْعَدَدِ. وَأَصْلُ أحَدٍ: وَحَدٌ (¬23).
* * *
¬__________
= الأرض.
(¬22) فى المهذب 1/ 163: وإن كان من ضرب الإسلام كالدراهم الأحدية وما عليها اسم المسلمين فهو لقطة.
(¬23) فى الصحاح (أحد): أحد بمعنى الواحد، وهو أول العدد تقول: أحد واثنان. . وأما قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الله أحَدٌ} فهو بدل من الله؛ لأن النكرة قد تبدل من المعرفة كما يقال {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ}.
مِنْ بَابِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ
أَصْلُ الْفَطْرِ: يُقَالُ: فَطَرَ نَابُ الْبَعِيرِ: إِذَا انْشَق مَوْضِعُهُ لِلْطُّلُوعِ (¬1)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} (¬2) أَىْ: انْشَقَّتْ (¬3). فَكَانَ الصَّائِمَ يَشُقُّ صَوْمَهُ بِالأَكْلِ.
قَوْلُهُ: "صَاعًا مِنْ قَمْحِ" هُوَ البُرُّ، قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬4): سُمِّىَ قَمْحًا؛ لِأَنَّهُ أَرْفَعُ الْحُبُوبِ، مِنْ قَامَحَتِ النَّاقَةُ: إِذَا رَفَعَتْ رَأَسَهَا، وَأَقمَحَ الرَّجُلُ إِقْمَاحًا: إِذَا شَمَخَ بِأَنْفِهِ.
قَوْلُهُ: "وَلَا تَجِبُ إِلَّا عَلَى مَنْ فَضَلَ عَنْ قُوتِهِ" (¬5) أَىْ: زَادَ، وَالْفَضْلُ: خِلَافُ النَّقْصِ، يُقَالُ فِيهِ: فَضَلَ يَفْضُلُ، مِثْلُ: دَخَلَ يَدْخُلُ، وَفِيهِ لُغَةْ أُخْرَى: فَضِلَ يَفْضَلُ، مِثْلُ حَذِرَ يَحْذَرُ، حَكَاهَا ابْنُ السِّكِّيت (¬6) وَفِيِهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مُرَكَّبَة مِنْهُمَا: فَضِلَ -بِالْكَسْرِ- يَفْضُلُ بِالْضَمِّ، وَهُوَ شَاذٌّ لَا نَظِيرَ لَهُ (¬7).
قَوْلُهُ: "سَفَلُوا - وَعَلَوْا" (¬8) بِفَتْحِ الْفَاءِ، يُقَالُ: سَفَلَ يَسْفُلُ؛ مِثْلُ دَخَلَ يَدْخُلُ: إِذَا كَانَ أَسْفَلَ النَّسَبِ (¬9). وَسَفُلَ بِالضَّمِّ: صَارَ مِنَ السَّفِلَةِ، وَهُمْ خِسَاسُ النَّاس (¬10).
قَوْلُهُ: "فَإِنْ نَشَزَتِ الزَّوْجَةُ" (¬11) أَىْ: اسْتَعْصَتْ عَلَى زَوْجِهَا وَأَبْغَضَتْهُ، وَأَصْلُ (النَّشْزِ) (¬12): الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ.
قَوْلُهُ: "بِمَنْ تَعُولُ" (¬13) أَىْ: بِمَنْ تَمُون، يُقَالُ: عَالَ العِيَالَ: اذَا مَانَهُم (¬14). وَفُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
¬__________
(¬1) الفائق 3/ 128 والصحاح (فطر).
(¬2) سورة الإنفطار آية 1.
(¬3) معانى القرآن للفراء 3/ 243 وتفسير غريب القرآن 519.
(¬4) فى الفائق 3/ 225.
(¬5) فى المهذب 1/ 163: ولا تجب (زكاة الفطر) إِلا على من فضل عن قوته وقوت من تلزمه نفقته وقت الوجوب ما يؤدى فى الفطرة.
(¬6) ع: وحكى ابن السكيت فيه لغة ثالثة. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه وفى إصلاح المنطق 212: فَضَلَ الشَّيْىءُ يَفْضُلُ وَفَضِلَ يَفْضَل وَقالَ أبو عبيدة فَضِلَ منه شِىءٌ قَلِيلٌ فَإِذا قَالُوا يَفْضُلُ ضَموا الضاد فأعادوها إلى الأصل. . ومن العرب من يقول: فَضِلِ يَفْضَلُ مثل حذر يحذر.
(¬7) عن الصحاح (فضل).
(¬8) ع: قوله: سفلوا. وفى المهذب 1/ 163: تجب على الأب والأم وعلى أبيهما وأمهما وإن عَلَوْا فطرة ولدهما وولد ولدهما وإن سفلوا. . . إلخ.
(¬9) المصباح والصحاح (سفل) واللسان (سفل 2030).
(¬10) المراجع السابقة.
(¬11) خ: وإن نشرت المرأة. وفى المهذب 1/ 164: فإن نشزت الزوجة لم يلزمه فطرتها.
(¬12) خ: النشوز والمثبت من ع والصحاح (نشز) والنقل عنه، وفيه: النشز والنشز: المكان المرتفع.
(¬13) فى المهذب 1/ 16: قال - صلى الله عليه وسلم -: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول".
(¬14) شرح ألفاظ المختصر لوحة 65 وتهذيب اللغة 3/ 196 والنهاية 3/ 321 والصحاح والمصباح (عول).

الصفحة 157