كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

أرْبَعَةِ بُرُدٍ (¬31) قَدْ ذُكِرَ (¬32). وَالْبِرُّ: ذُكِرَ (¬33).
قَوْلُهُ: "لِخَوْفِ التُّهْمَةِ وَالْعُقُوبَةِ" (¬34) يُقَالُ: اتَّهَمْتُ فُلَانًا بِكَذَا، وَالاسْمُ مِنْهُ التُّهَمَةُ (¬35) - بِالتَّحْرِيكِ، (عَلَى مِثَالِ هُمَزَةٍ) (¬36) وَأَصْلُ التَّاءِ فِيهِ وَاوٌ، هَكَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬37).
قَوْلُهُ: "بَرِىءَ الْمَرِيضُ" (¬38) يُقَالُ: بَرِىَ الْمَرِيضُ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا، وَبَرِىءَ مِنَ الدَّيْنِ بِكَسْرِهَا لَا غَيْرُ (¬39).
قَوْلُهُ: "الرُّخْصَةُ" (¬40) الرُّخْصَةُ وَالتَّرْخِيصُ فِى الْأمْرِ: ضِدُّ التّشْدِيدِ فِيهِ، وَقَدْ رُخِّصَ لَهُ (فِى كَذَا) (¬41) تَرْخِيصًا فَتَرَخَّصَ فِيهِ، أَىْ: لَمْ يَسْتَقْصِ.
قَوْلُهُ: "فَإِنْ غُمَّ عَلَيْهِمْ" (¬42) أَىْ: غَطَّاهُ غَيْمٌ أوْ هَبْوَةٌ (¬43)، يُقَالُ: (غَمَمْتُهُ إِذَا غَطَّيْتُهُ) (¬44) فَانْغَمَّ وَمِنْهُ الْغِمَامَةُ الَّتِى تُجْعَلُ عَلَى فِى الْحِمَارِ وَمِنْخَرَيْهِ، الْجَمْعُ غَمَائِمُ. وَالضَّمِيرُ فِى "غُمَّ" لِلْهِلَالِ (¬45)، وَيَقُومُ "عَلَيْكُمْ" (¬46) مَقَامَ مَا لَمْ يُسَمّ (¬47) فَاعِلُهُ (¬48). وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ (¬49): "فَإنْ أُغْمِىَ عَلَيْكُمْ" (¬50)، "وَ" إِنْ كَانَ مُغْمَىً عَلَيْهِ أَىْ: غُشِىَ عَلَيْهِ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْغَمَى وَهُوَ الغِطَاءُ، مِثْلُهُ فِى الْمَعْنَى لَا فِى اللَّفْظِ، لِأَنَّ لَامَ "غُمَّ" مِيمٌ، وَلَامَ "أُغْمِىَ عَلَيْهِ" يَاءٌ (¬51)، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَسُمِّىَ الْغَمَامُ غَمَامًا؛ لِأَنَّهُ يَغُمُّ السَّمَاءَ، أَىْ: يَسْتُرُهَا، وَقِيلَ: لِأَنَّهُ يَغُم الْمَاءَ فِى جَوْفِهِ. وَقَالَ شَمِرٌ: سُمِّىَ مِنْ قِبَلِ غَمْغَمَتِهِ وَصَوْتِهِ، وَكَذَا (¬52) الغَمُّ ضِدُّ الْفَرَحَ كَأَنَّهُ يُغَطِّى الْفَرَحَ وَيَذْهَبُ بِهِ.
قَوْلُهُ: "إِنَّ الأَهلَّةَ بَعْضُهَا أَكبَرُ مِنْ بَعْضٍ" (¬53) أَرَادَ ارْتِفَاعَ الْمَنَازِلِ لَا عِظَمَ الدَّارَةِ (¬54).
قَوْلُهُ: "جَدِيلَةُ قَيْسٍ" (¬55) فِى الْعَرَبِ قَبَائِلُ، كُلُّ وَاحِدَةٍ تُسَمَّى جَدِيلَةَ، مِنْهَا هَذِهِ، وَجَدِيلَةُ طَىِّءٍ (¬56) وَجَدِيلَةُ حَنِيفَةَ (¬57) وَيُنْسَبُ إِلَى الْجَمِيعِ: جَدَلِىُّ مِثْلُ حَنَفِىٍّ. وَأَرَادَ بِالإِضَافَةِ: الْفَرْقَ.
قَوْلُهُ: "شَاهِدَا عَدْلٍ" (¬58) لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ؛ لِأَنَّهُ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ، يُقَالُ: هَذَا شَاهِدُ عَدْلٍ،
¬__________
(¬31) فى المهذب 1/ 178: فأما المسافر فإنّه إن كان سفره دون أربعة برد لم يجز له أن يفطر.
(¬32) ص 10، 103، 104، 113.
(¬33) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من البر الصيام فى السفر" المهذب 1/ 178. والبر ذكر: ساقط من ع.
(¬34) فى المهذب 1/ 178: ولا يأكلان عند من لا يعرف عذرهما لخوف التهمة والعقوبة.
(¬35) منه ساقطة من ع.
(¬36) ما بين القوسين ليس فى ع.
(¬37) فى الصحاح (تهم) وقال الفيومى: وأصلها الواو؛ لأنها من الوهم.
(¬38) فى المهذب 1/ 178: وإن قدم المسافر وهو مفطر أو برىء المريض وهو مفطر: استحب لهما امساك بقية النهار.
(¬39) الصحاح والمصباح (برأ).
(¬40) فى المهذب 1/ 178: لأنه زال سبب الرخصة قبل الترخص فلم يجز الترخص.
(¬41) خ: بكذا والمثبت من ع والصحاح والنقل عنه.
(¬42) فى المهذب 1/ 179: ولا يجب صوم رمضان إِلا برؤية الهلال، فإن غم عليهم وجب استكمال شعبان ثلاثين يوما.
(¬43) الهبوة: الغبرة.
(¬44) خ: غَمَّته إذا غطته، والمثبت من ع والصحاح (غم).
(¬45) خ: الهلال: تحريف.
(¬46) فى الحديث "فإن غم عليكم فأكملوا العدة".
(¬47) ما لم يسم: ساقط من ع.
(¬48) الفائق 3/ 76 والنهاية 3/ 388.
(¬49) فى الحديث السابق تعليق 46.
(¬50) يروى: "أغمى عليكم" انظر النهاية 3/ 389.
(¬51) ع: واو: تحريف. . وروى هذا الحديث "غم عليكم" و"أغمى عليكم" و "غمى عليكم". والأول من غم والثانى والثالث من (غمى) فلفظ المادة مختلف والمعنى واحد. وانظر شرح ألفاظ المختصر لوحة 66 والنهاية 3/ 389 واللسان (غمى 3305) والصحاح (غم وغمى).
(¬52) بدل كذا فى ع: وهذا أكثروَ: تحريف.
(¬53) فى كتاب عمر (ر): "إن الأهلة بعضها أكبر من بعض فإذا رأيتم الهلال نهارًا فلا تفطروا حتى يشهد رجلان مسلمان أنهما رأياه بالأمس.
(¬54) ع: الدائر تحريف.
(¬55) فى المهذب 1/ 179 روى الحسين بن حريث الجدلي جديلة قيس قال خطبنا أمير مكة الحرث بن حاطب. . . إلخ.
(¬56) ع: بلى: تحريف والمثبت من خ والمحكم 7/ 230.
(¬57) انظر جمهرة الأنساب 206، 243، 293، 295، 399، 476، 480 والمحكم واللسان (جدل 571).
(¬58) فى تكملة حديث الحرث الجدلى تعليق 55:. . . . فقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننسك =

الصفحة 171