كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

فُلَانٌ طَوْعُ يَدَيْكَ، أَىْ: مُنْقَاد لَكَ، وَفَرَسٌ طَوْعُ العِنَانِ، أَىْ: سَلِسٌ مُنْقَادٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} (¬83) الْخَيْطُ الأَبْيَضُ: هُوَ بَيَاضُ النَّهَارِ، وَالْخَيْطُ الأسْوَدً: هُوَ (¬84) سَوَادُ اللَّيْلِ (¬85). وَالْخَيْطُ هَا هُنَا: اسْتِعَارَةٌ لِدِقَّتِهِ وَخَفَائِهِ، قَالَ (¬86):
فَلَمَّا أَضَاءَتْ لَنَا سُدْفَةٌ ... وَلَاحَ مِنَ الصُّبْحِ خَيْطٌ أَنَارَا
قَوْلهُ: "فَإِنْ اسْتَعْط - وَإِنْ (¬87) احْتَقَنَ (¬88) السَّعُوطُ: الدَّوَاءُ يُصَبُّ (¬89) فِى الأَنْفِ، وَقَدْ أَسْعَطْت الرَّجُلَ، وَاسْتَعَطَ (¬90) هُوَ بِنَفْسِهِ. وَالاحْتِقَانُ (وَ) الْحُقْنَةُ (¬91): مَا يُحْقَنُ بِهِ الْمَرِيضُ مِنَ الأَدْوِيَةِ أَىْ: يُصَبُّ فِى دُبُرِهِ، يُقَالُ: قَدْ احْتَقَنَ الرَّجُلُ، وَأْصْلُهُ: الْحَبْسُ، وَمِنْهُ حَقْنُ الدِّمَاءِ (¬92).
قَوْلُهُ: "وَإِنْ (¬93) كَانَتْ بِهِ جَائِفَةٌ أَوْ آمَةٌ" الْجَائِفَةُ: الْجِرَاحَةُ الَّتِى تَصِلُ إلَى الْجَوْفِ، وَهِىَ فَاعِلَةٌ مِنْ أَجَافَهُ وَجَافَهُ، يُقَالُ: أْجَفْتُهُ (¬94) الطَّعْنَةَ وَجُفْتُهُ بِهَا عَن الْكِسَائِىُّ (¬95) وَالآمَّةً: الْجِرَاحَةُ الَّتِى تَبْلغُ أُمَّ الدِّمَاغِ، وَهِىَ: الْجِلْدَةُ التِّى (تُحِيطُ بِالدِّمَاغِ) (¬96)، وَالْمَأْمُومَةُ مِثْلُهَا (¬97)، وَإِنَّمَا قِيلَ للشَّجَّةِ آمَّةٌ وَمَأْمُومَةٌ بِمَعْنَى: ذَاتِ أُمٍّ، كَعِيشَةٍ - رَاضِيَةٍ (¬98).
قَوْلهُ: "وَإنْ (¬99) زَرَقَ فِى إِحْلِييهِ" أَىْ: رَمَى، يُقَالُ: زَرَقَ بِالْمِزْرَاقِ، أَىْ: رَمَى بِهِ، وَزَرَقَ الطَّائِرُ: إِذَا رَمَى بِذَرْقِهِ (¬100) وَزَرَقَهُ بِالرُّمْحِ فَانزرَقَ فِيهِ الرُّمْحُ: اذَا نَفَذَ فِيهِ وَدَخَلَ. الْمَثَانَةُ: الْجِلْدَةُ (الَّتِى) (¬101) يَجْتَمِعُ فِيهَا الْبَوْلُ (¬102) وَالإِحْلِيلُ: مَخْرَجُ الْبَوْلِ. مِنْ انْحَلَّ إِذَا ذَابَ وَانْمَاعَ.
قَوْلُهُ: "فَإِنَّ (¬103) اسْتَفَّ تُرَابًا" يُقَالُ: سَفِفْتُ الدَّوَاءَ، بِالْكَسْرِ: اذَا أْخَذْتَهُ غَيْرَ مَلْتُوتٍ، وَكَذَلِكَ (¬104) السَّوِيقُ، وَكُلُّ دَوَاءٍ يُؤْخَذُ غَيْرَ مَعْجُونٍ، فَهُوَ سَفُوفٌ بِفَتْحِ السِّين (¬105).
¬__________
(¬83) فى المهذب 1/ 181: ويجوز أن يأكل ويشرب ويباشر إلى طلوع الفجر لقوله تعالى. . . الآية 187 من سورة البقرة.
(¬84) هو: ليس فى ع.
(¬85) معانى القرآن للفراء 1/ 115 ومعانى الزجاج 1/ 244 وتفسير غريب القرآن 75 وتفسير الطبرى 3/ 509 - 514.
(¬86) أبو داود الإيادى كما فى الصحاح (خيط) واللسان (1302). وفى حاشية خ ذكر لأمية بن أبى الصلت:
الْخَيطُ الَأبْيَضُ لَوْنُ الصُّبْحِ مُنْفَتِقٌ ... والْخَيْطُ الأسْوَدُ لَوْنُ اللَّيْلِ مَرْكُومُ
(¬87) فى المهذب 1/ 182: فإن استعط أو صب الماء فى أذنه فوصل إلى دماغه بطل صومه - وإن احتقن بطل صومه.
(¬88) خ: أو.
(¬89) ع: ينصب والمثبت من خ والصحاح.
(¬90) فى الصحاح واللسان: وقد اسعطت الرجل فاستعط هو بنفسه. وانظر تهذيب اللغة 2/ 67 والمحكم 1/ 288 والمصباح (سعط).
(¬91) خ: الحفنة.
(¬92) الصحاح (حقن) وانظر العين 3/ 50 وتهذيب اللغة 4/ 64 والمحكم 3/ 10.
(¬93) خ: فإن كان. وفى المهذب 1/ 182: وإن كانت به جائفة أو آمة فداواها فوصل الدواء إلى الجوف أو الدماغ. . . بطل صومه.
(¬94) ع: أجافته: تحريف.
(¬95) الصحاح (جوف) وانظر المحكم 7/ 389 والنهاية 1/ 317.
(¬96) ما بين القوسين من ع وفى خ: التى تبلغ الدماغ. وعبارة الصحاح: وأمه أيضًا أى شجه آمة بالمد، وهى التى تبلغ أم الدماغ حين يبقى ليها وبين الدماغ جلد رقيق.
(¬97) فى الحديث: "فى الآمة ثلث الدية" يروى " "فى المأمومة ثلث الدية" انظر الغريبين 1/ 89 والنهاية 1/ 68 واللسان (أمم 138) قال على بن حمزة: وهذا غلط إنّما الآمَّةُ: الشجَّةُ والمأمومَةُ: أم الدماغ المشجوجة وأنشد: * يَدَعْنَ أُمَّ رَأسه مَأمُومهْ * وَأَذْنَهُ مَجْدُوعَةً مَصْلُومَهْ* وإنما توهم أن قول الشاعر: "يحج مأمومةً شجةٌ" وإنما أراد: مشجوجةَ آمّةٍ هذه صنفتها، فجعل المفعولة فاعلة. التنبيهات 138.
(¬98) عن الفائق 1/ 57: وعبارته: فالآم الضارب والمأمومة أم الرأس. وإنما قيل للشجة آمة ومأمومة بمعنى ذات أم كقولهم راضية وسيل مفعم وانظر تعليق 97.
(¬99) خ: فإن وفى المهذب 1/ 182: وإن زرق فى إحليله شيئا أو أدخل فيه ميلا ففيه وجهان. . . إلخ.
(¬100) ع بزرقة. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه وَذُرْق الطائِر: خرؤه.
(¬101) من ع.
(¬102) الصحاح (حلل) والنهاية 4/ 267.
(¬103): خ: وإن وفى المهذب 1/ 182: فإن استف ترابا أو ابتلع حصاة أو درهما أو دينارا بطل صومه.
(¬104) ع: وكذا.
(¬105) عن الصحاح (سفف).

الصفحة 173