كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "فَإِنْ (¬106) أْخْرَجَ الْبَلْغَمَ" هُوَ النُّخَامَةُ، وَنَحْوُهُ مِنَ الْبُصَاقِ الثَّخِينِ الْمُنْعَقِدِ. وَالْبَلْغَمُ أَيْضًا أَحَدُ الطَّبَائِع الأرْبَعِ، وَذلِكَ بَكُونُ مِنْ عِلَّتِهِ، فَسُمِّىَ بِهِ.
قَوْلُهُ: "وَمَن ذَرَعَهُ الْقَىْءُ" (¬107) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬108): ذَرَعَهُ الْقَىْءُ، أَىْ: سَبَقَهُ وَغَلَبَهُ.
قَوْلُهُ: "بِأَنْ أَوْجَرَ الطَّعَامَ فِى حَلْقِهِ" (¬109) أَصْلُ الوُجُورِ: الدَّوَاءُ يُوْجَرُ، أَىْ: يُصَبُّ، فِى وَسَطِ الْفَمِ، تَقُولُ مِنْهُ (¬110) وَجَرْتُ الصَّبِىَّ وَأَوْجَرْتُهُ بِمَعْنَىً (¬111)، وَاتَّجَرَ [أَىْ: تَدَاوَى بِالْوَجُورِ] (¬112) وَأَصْلُهُ اوْتَجَرَ.
قَوْلُهُ: "كَغُبَارِ الطَّرِيقِ وَغَرْبَلَةِ الدَّقِيقِ" (¬113) غَرْبَلَ الدَّقِيقَ: إِذَا نَخَلَهُ بِالْغِرْبَالِ، وَهُوَ الْمُنْخُلُ، غَرْبَلَةً (¬114). وَأَرَادَ: مَا يَطِيرُ الَى الْحَلْقِ مِنْ ذَلِكَ وَيَغْلِبُهُ.
قَوْلُهُ فى بَعْض النُّسَخِ (¬115) فِى حَدِيثِ الْمُجَامِع (¬116) فِى رَمَضَانَ: "فَأتَى بِعَرَقٍ مِن تَمْرٍ" قَالَ الأَصْمَعِىُّ: هُوَ السَّفِيفَةُ (¬117) الْمَنْسُوجَةُ مِنَ الْخُوص (قَبْلَ أَنْ) (¬118) يُجْعَلَ مِنْهُ [الزَّبِيلُ] (¬119) فَسُمِّىَ الزَّبِيلُ - عَرَقًا لِذَلِكَ (¬120).
فِى الْحَدِيثِ: "مَا بَيْنَ لَابَتَىِ الْمَدِينَةِ" قَالَ أهْلُ اللغَةِ: هُمَا حَرَّتَانِ تَكْتَنِفَانِهَا، الْوَاحِدَةُ: لَابَةٌ، بِغَيْرِ هَمْزٍ (¬122)، وَالْجَمْع: اللُّوبُ (¬123) وَاللَّابُ، وَهِىَ الْحِرَارُ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لُوبَةٌ وَنُوبَةٌ لِلْحَرَّةِ، وَهِىَ الأَرْضُ الَّتِى أَلبَسَتْهَا حِجَارَة سُودٌ، وَمِنْهُ لِلأَسْودِ: لُوبِىٌّ وَنُوبِىٌّ، قَالَ بِشْرٌ (¬124):
. . . . . . . . . . . . . ... وَحَرَّةُ ولَيْلَى السَّهْلُ مِنْهَا (فَلُوبُهَا) (¬125)
قَوْلُهُ: "وَتَجِبُ بِهِ الْكَفَّارَةُ" (¬126) هِىَ التَّغْطِيَةُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: تَكَفَّرَ بِالسِّلَاحِ: إِذَا تَغَطَّى وَاسْتَتَرَ كَأْنَّهَا تُغَطِّى الذَّنْبَ وَتَسْتُرُهُ. وَسُمِّىَ (¬127) الْكَافِرُ كَافِرًا؛ لِأَنَّهُ يُغَطِّى الإِسْلَامَ وَالدِّينَ وَيَسْتُرُهُ، وَالْكَافِرُ: الزَّرَّاعُ (¬128)؛ لِأَنَّهُ يُغَطِّى الْبَذْرَ وَيَسْتُرُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} (¬129).
¬__________
(¬106) خ: وإن. وفى المهذب 1/ 182: فإن أخرج البلغم من صدره أم ابتلعه بطل صومه.
(¬107) فى المهذب 1/ 182: روى أبو هريرة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: من استقاء فعليه القضاء ومن ذرعه القىء فلا قضاء عليه.
(¬108) الصحاح (ذوع).
(¬109) خ: فإن أوجر فى حلقة. وفى المهذب 1/ 183: وإن فعل ذلك بغير اختياره بأن أَوْجَرَ الطعام فى حلقه مُكْرَهًا لم يبطل صومه.
(¬110) منه: ليس فى ع.
(¬111) عن الصحاح (وجر) وكذا فى فعلت وأفعلت للزجاج 93.
(¬112) تكملة من الصحاح. وعبارة خ: "بالوجور واتجر وأصله أوتجر. وعبارة ع: وتوجر الدواء: بلعه.
(¬113) ما وصل إلى جوفه بغار اختياره لا يبطل صومه، كغبار الطريق وغربلة الدقيق. المهذب 1/ 183.
(¬114) أنظر الصحاح "غربل" واللسان (غربل 3231) والفائق 3/ 65، 66 والنهاية 3/ 352.
(¬115) وفى هذه النسخة أيضًا من المهذب 1/ 184.
(¬116) أنه صلى الله عليه وسلم أمر الذى وقع على أمرأته فى يوم من شهر رمضان أن يعتق رقبة، قال: لا أجد، قال: صم شهرين متتابعين، قال: لا أستطع، قال أطعم ستين مسكينا، قال: لا أجد فأتى النبى - صلى الله عليه وسلم - بعرق من تمر فيه خمسة عشر صاعًا قال: خذه وتصدق به. . . . الحديث. المهذب 1/ 184 وانظر الحديث فى صحيح مسلم 3/ 139 صيام.
(¬117) ع: القفة. والمثبت من خ وغريب الحديث 1/ 105 والصحاح (عرق) والسفيفة النسيجة من الخوص كالقفة.
(¬118) ما بين القوسين: ساقط من ع.
(¬119) خ، ع: زبيل والمثبت من الصحاح وفى غريب الحديث: قبل أن تجعل منها زبيلا.
(¬120) المراجع السابقة، والفائق 2/ 409 قال: والمراد: بزبيل من عرق.
(¬121) فى حديث المجامع فى نهار رمضان: والله ما بين لابتى المدينة أحوج من أهلى.
(¬122) بغير همز: ليس فى ع.
(¬123) ع: اللبوب: تحريف.
(¬124) ما سبق عن الصحاح وبشر هو ابن أبى خازم ذكره فى غريب الحديث 1/ 314 واللسان (لوب 4092). وصدره: مُعَالِيَةٌ لا هَمَّ إِلَّا مُحَجَّرٌ ... . . . . . . . . . . . . . .
(¬125) خ: ولو بها والمثبت من الصحاح وغريب الحديث واللسان وع وفى الصحاح (فحرة).
(¬126) ع: قوله الكفارة وهى. وفى المهذب 18411: وجبت عليه الكفارة.
(¬127) ع: ويسمى.
(¬128) ع: الزارع، والمثبت من خ والزاهر 1/ 216 وانظر اللسان (زرع 1826) وتهذيب اللغة 2/ 132.
(¬129) سورة الحديد آية 20.

الصفحة 174