كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

مِنْ بَابِ صَوْم التَّطَوُّع
قَوْلُهُ: "يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَعَشُوَراء" (¬1) مَمْدُودَانِ، وَهُوَ أفْصَحُ مِنَ الْقَصْرِ (¬2)، مَأخُوذٌ مِنْ لَفْظِ الْعَاشِرِ مِنَ الْمُحَرَّمِ.
قَوْلُهُ: "أَيَّامَ الْبِيض" (¬3) سُمِّيَتْ بَيضًا؛ لأَنَّهَا تَبْيَضَّ لَيَالِيَهَا بِطُلُوعِ الْقَمَرِ فِى جَمِيعِهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا (¬4) وَقِيلَ: إِنَّ (¬5) آدَمَ لَمَّا أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ اسْوَدَّ جَسَدُهُ، فَاُمِرَ بِصِيَامِهَا فَابْيَضَّ جَسَدُهُ، كُلَّمَا صَامَ يَوْمًا: ابْيَضَّ ثُلُثُ جَسَدِهِ. وَأصْلُهُ: بُيضَ بِضَمِّ الْبَاءِ، (وَإِنَّمَا) (¬6) قَلَبُوا الضَّمَّةَ كَسْرَةً لِتَصِحَّ الْيَاءُ (¬7).
قَوْلُهُ: "أَعْمَالَ النَّاسِ تُعْرَضُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ (¬8) " يُقَالُ: عَرَضْتُ لَهُ الشَّىْءَ: أَىْ: أظْهَرْتُهُ لَهُ وَأَبْرزْتُهُ (لَهُ (¬9)) وَمِنْهُ: عَرَضْتُ الْجَارِيَةَ عَلَى الْبَيْعِ وَعَرَضْتُ الْكِتَابَ، وَعَرَضْتُ الْجُنْدَ وَاعْتَرَضُوا هُمْ (¬10).
قَوْلُهُ: "أُوْلَئِكَ فِينَا مِنَ السَّابِقِين" (¬11) أَىْ: سَبَقُوا إِلَى عمَلِ الْخَيْرِ، فَسَبَقُوا (¬12) إلَى الْجَنَّةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} (¬13) قِيلَ: إِلَى الإِيمَانِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٌ، وَقِيلَ: مُصَلُّوا (¬14) الْقِبْلَتَيْنِ (¬15) وَالثَّانِى [خَبَرٌ] (¬16) أَىْ: هُمُ السَّابِقُونَ الَى الْجَنَّةِ.
قَوْلُهُ: "رَأى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً" (¬17) التَّبَذُّلُ: تَرْكُ التَّصَاوُنِ، أَىْ: تَارِكَةً لِلزِّينَةِ وَالتَّعَطُّرِ الَّذِى يَدْعُو الزَّوْجَ إِلَى الْمُبَاشَرَةِ. وَالْبِذْلَةُ وَالْمِبْذَلَةُ (¬18) - بِالْكَسْرِ: مَا يُمْتَهَنُ مِنَ الثِّيَابِ، وَابْتِذَالُ الثَّوْبِ: امْتِهَانُهُ. كَأَنَّهَا لَابِسَة ثِيَابَ الْبِذْلَةِ. وَقَدْ ذُكِرَ فِى الاسْتِسْقَاءِ (¬19).
قَوْلُهُ: "لَحْمِ نُسُكِكُمْ" (¬20) أَىْ: ذَبَائِحِكُمْ. النَّسِيكَةُ: الذَّبِيحَةُ تُذْبَحُ لِلْقُرْبَةِ، وَالْجَمْعُ: نَسَائِكُ تَقُولُ مِنْهُ، نَسَكَ دَمَهُ يَنْسُكُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬21). وَالْمَنْسِك وَالمَنْسَكُ: الْمَوْضِعُ الَّذِى تُذْبَحُ فِيهِ النُّسُكُ أَيَّامَ
¬__________
(¬1) ع: عاشوراء وعاشوراء وتاسوعاء: ممدودان وفى المهذب 1/ 188: روى أبو قتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صوم يوم عاشوراء كفارة سنة وصوم يوم عرفة كفارة سنتين".
(¬2) الصحاح (عشر) وتهذيب اللغة 1/ 409 والنهاية 3/ 340 والمصباح (عشر) ولغات مختصر ابن الحاجب ورقة 46.
(¬3) فى المهذب 1/ 188: ويستحب صيام أيام البيض.
(¬4) النهاية 1/ 173 واللسان (بيض 397).
(¬5) ع: لأن.
(¬6) وإنما: ليس فى خ.
(¬7) الصحاح (بيض).
(¬8) فى المهذب 1/ 188: ويستحب صوم يوم الاثنين ويوم الخميس لما روى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصومهما ويقول: إن أعمال. . . . الحديث.
(¬9) له: ليس فى خ.
(¬10) فى الصحاح: وقد عرض العارض الجند واعترضهم. وفى اللسان، عن الصحاح: واعترضوا هم. وفى المحكم 1/ 243: واعترض الجند على قائدهم. برفع الجند. وفى ع: واعترضوهم.
(¬11) فى المهذب 1/ 188: سئل ابن عمر (ر) عن صيام الدهر فقال: أولئك فينا من السابقين. يعنى من صام الدهر.
(¬12) ع: فيسبقون.
(¬13) سورة الواقعة آية 10.
(¬14) ع: صلو إلى القبلتين.
(¬15) وقال الفراء: وكل من سبق إلى نبى من الأنبياء فهو منهم. معانى القرآن 3/ 122.
(¬16) ساقط من خ.
(¬17) فى المهذب 1/ 188: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وبين أبى الدرداء فجاء سلمان يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة. . . إلخ الخبر.
(¬18) المبذلة: ساقط من ع.
(¬19) ص 124.
(¬20) فى المهذب 1/ 189: روى عمر (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام هذين اليومين (الفطر والأضحى) أما يوم الأضحى فتأكلون فيه من لحم نسككم وأمّا يوم الفطر ففطركم من صيامكم.
(¬21) ص 77، 116، 172.

الصفحة 177