كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

التَّشْرِيقِ (¬22) قَدْ ذُكِرَتْ (¬23).
قَوْلُهُ: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (¬24) قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬25): لَيْلَةُ الْقَدْرِ: هِىَ اللَّيْلَةُ الَّتى يُقْدِّرُ اللهُ فِيهَا الْأَشْيَاءَ وَيُفَرِّقُ كُلَّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (¬26) أَىْ: مُحْكَمٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيت (¬27) يُقَالُ: قَدَرَ اللهُ الأمْرَ (يَقْدُرُهُ قَدْرًا وَقَدَرًا، وَقَدَّرَ اللهُ الأمْرَ تَقْدِورًا) (¬28) وَأنْشَدَ الأخْفَشُ (¬29).
أَلَا يَا (لَقَوْمِى (¬30)) لِلنَّوَائِبِ وَالْقَدْرِ ... وَلِلأَمْرِ يَأَتِى الْمَرَءَ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِى
قَوْلُهُ: "إيِمَانًا" أَىْ: تَصْدِيقًا بِفَضْلِهَا، "وَاحْتِسَابًا" طَلَبًا لِثَوَابِهَا، يُقَالُ: فُلَانٌ يَحْتَسِبُ الْأخْبَارَ، أَىْ: يَطْلُبُهَا (¬31). قَالَ الْخَطَّابِىُّ فِى تَفسِيرِ الْحَدِيثِ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا" أَىُّ: نِيَّةً وَعَزِيمَةً يَصُومُهُ تَصْدِيقًا بِوُجُوبِهِ (¬32) وَرَغْبَةً فِى ثَوَابِهِ، طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، لَا مُسْتَثْقِلَةً لَهُ، وَلَا مُسْتَطَيلَةً لِأَيَّامِهِ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
قَوْلُهُ (¬33): "الْتَمِسُوهَا" أَىْ: اطْلُبُوهَا، وَالالْتِمَاسُ: الطَّلَبُ، وَالتَّلَمُّسُ: التَّطَلُّبُ مَرةً بَعْدَ أُخْرَى (¬34).
قَوْلُهُ (¬35): "أَسْجُدُ فِى صَبِيحَتِهَا" (¬36) بِفَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِ الْبَاءِ (وَالصَّبِيحَةُ) (¬37) مِثْلُ الصَّبَاحِ، وهُوَ نَقِيضُ الْمَسَاءِ.
* * *
¬__________
(¬22) .....................
(¬23) ع: وقد ذكر وانظر ص 117.
(¬24) فى المهذب 1/ 188: ويستحب طلب ليلة القدر لما روى أبو هريرة (ر). . . الحديث. وانظر صحيح مسلم 1/ 524 وسنن النسائى 8/ 118.
(¬25) 3/ 83 مخطوط.
(¬26) وانظر تفسير غريب القرآن 534.
(¬27) لم أجده لابن السكيت.
(¬28) ما بين القوسين من خ وفى ع تقديرا وقدره قدرا، وفى المحكم 6/ 184: وَقَدَرَ الله بذلك يقدُرُهُ ويقْدِرُهُ قَدْرًا وَقَدَرًا وقدَّره عليه وله، وكذا فى الصحاح والمصباح (قدر) واللسان (قدر 3546).
(¬29) ذكر الأخفش فى معانيه 372 أعطنى قَدْرَ شبر وَقَدَرَ شبر وتقول: قَدَرْتُ وأنا أقْدُرُ فأَمَّا المثل ففيه القَدْر والقَدَر. والبيت لهدبة بن خشرم كما فى اللسان.
(¬30) خ: لقوم. والمثبت من ع والصحاح واللسان.
(¬31) فى غريب الخطابى 1/ 84: خرج القوم يتحسبون الأخبار، أى: يطلبونها.
(¬32) ع: لوجوبه.
(¬33) فى المهذب 1/ 189: روى أبو سعيد الخدرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: التمسوها فى العشر الأواخر من شهر رمضان.
(¬34) الصحاح (لمس).
(¬35) قوله: ليس فى ع. وفى المهذب 1/ 189: روى أبو سعيد الخدرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيت هذه الليلة ثم أنسيها ورأيتنى أسجد فى ماء وطين".
(¬36) خ: صبحتها.
(¬37) خ: الصبحة، وفى الصحاح: والصباح: نقيض المساء، وكذلك الصبيحة.
بَابُ الاعْتكَافِ
الاعْتِكَافُ: هُوَ حَبْسُ النَّفْس فى الْمَسْجِدِ للهِ تَعَالَى. وَعَكَفَ عَلَى الشَّىْءِ يَعْكُفُ وَيَعْكِفُ عُكُوفًا (¬1): إِذَا وَاظَبَ عَلَيْهِ وَلَازَمَهُ، يُقَالُ: فُلَانٌ عَاكِفٌ عَلَى فَرْجٍ حَرَامٍ (¬2)، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ} (¬3).
"وَالْمَسْجِدُ الأقْصَى" (¬4) مَعْنَاهُ: الْأَبْعَدُ، وَالْقَصَا: الْبُعْدُ، يُقَالُ: حَلَّ فُلَانٌ الْقَصَا، أَىْ: الْبُعْدَ.
¬__________
(¬1) من باب قعد وضرب كما فى المصباح، وانظر الصحاح (عكف).
(¬2) الصحاح (عكف).
(¬3) سورة الأعراف آية 138. وانظر مجاز القرآن 1/ 227 وتفسير غريب القرآن 172.
(¬4) فى المهذب 1/ 190: وإن نذر أن يعتكف فى مسجد غير المساجد الثلاثة بعينه =

الصفحة 178