كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ (¬5): {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ} (¬6) أَىْ: لَا تُجَامِعُوهُنَّ (¬7)، وَسُمِّىَ مُبَاشَرةً، لِمَسِّ الْبَشَرَةِ الْبَشَرَةَ: "وَالمُهَايَأةُ" (¬8) أمْرٌ يَتَهَايَأْ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، أَىْ: يَتَرَاضَوْنَ عَلَيْهِ (¬9)، ذَكَرَهُ الصَّغَانِى فِى التَّكْمَلَةِ (¬10).
قَوْلُهُ: "لِأنَّ الاعْتِكَافَ فِى شَهْرٍ مَاضٍ مُحَالٌ" (¬11) الْمُحَالُ: الْبَاطِلُ وَمَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ وَلَا ثُبُوتَ. وَالْمَحْلُ: الْكَيْدُ، وَالْمُمَاحَلَةُ: الْمُمَاكَرَةُ وَالْمُكَايَدَةُ (¬12).
قَوْلُهُ: "لَيْلٌ يَتَخَلَّلُ (نَهَارَى (¬13) الاعْتِكَافِ" الْخَلَلُ: الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَمَعْنَى يَتَخَلَّلُ: أَىْ: يَدْخُلُ فِى خَلَلِهِ، أَىْ: فِى (¬14) فُرَجِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} (¬15) وَهِىَ: فُرَجُ السَّحَابِ، يَخْرُجُ مِنْهَا (¬16)، وَهُوَ يَتَفَعَّلُ مِنَ الْخَلَلِ.
وَفِى الْحَدِيثِ (¬17): "كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُدْنِى إِلَىَّ رَأْسَهُ لِأَرَجلَهُ" أى: امَشِّطَهُ، يُقَالُ: رَجَّلَ شَعْرَهُ تَرْجِيلًا: إِذَا مَشَّطَهُ، وَالْمِرْجَلُ: الْمُشْط (¬18)، قَالَ ابْنُ السِّكِّيت (¬19): يُقَالُ مِنْهُ: شَعَرٌ رَجَلٌ وَرَجُلٌ: إِذَا لَمْ يَكُنْ شَدِيدَ الْجُعُودَةِ (¬20).
"اللُّبْثُ فِى الْمَسْجِدِ" (¬21) هُوَ: الْمُكْثُ وَالإِقَامَةُ، يُقَالُ: لَبِثَ فِى الْمَكَانِ (¬22) لَبَثًا وَلَبْثًا (¬23).
قَوْلُهُ: "نُقْصَانُ مُروءَةٍ" (¬24) الْمُرُوءَةُ: الإنْسَانِيَّةُ، وَلَكَ أن تُشَدِّدَهُ، [فَتَقُولُ: مُرُوَّةٌ] (¬25) قَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَرُؤَ الرَّجُلُ: صَارَ ذَا مُرُوءَةٍ، فَهُوَ مَرِىءٌ عَلَى فَعِيلٍ، وَتَمَرَّأَ: تَكَلَّفَ الْمُرُوءَةَ (¬26). وَهِىَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْمَرْءِ، وَهُوَ الإِنْسَانُ.
"رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ" (¬27) بِالتَّحْرِيكِ (¬28): سَاحَتُهُ قُدَّامَ الْبَابِ، وَالْجَمْعُ: رَحَبٌ وَرِحَابٌ وَرَحَبَاتٌ (¬29).
قَوْلُهُ: "وَلَمْ يُعَرِّجْ" (¬30) أَىْ: لَم يُقِمْ (¬31)، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬32): التَّعَرُّجِ عَلَى الشَّىء: الإِقَامَةُ عَلَيْهِ يُقَالُ: عَرَّجَ فُلَانٌ عَلَى الْمَنْزِلِ: إِذَا حَبَسَ مَطِيتَّهَ عَلَيْهِ وَأقَامَ، وَكَذَلِكَ التَّعَرُّجُ، تَقُولُ (¬33): مَا لِى عَلَيْهِ عَرجَةٌ وَلَا عِرْجَةٌ وَلَا تَعْرِيجٌ وَلَا تَعَرُّجٌ، وَانْعَرَجَ الشَّىْءُ: انْعَطَفَ، وَمُنْعَرَجُ الْوَادِىِ: مُنْعَطَفُهُ.
¬__________
= وهى: المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى جاز أن يعتكف فى غيره.
(¬5) فى المهذب 1/ 190: ولا يصح الاعتكاف من الرجل إِلا فى المسجد لقوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}.
(¬6) سورة البقرة آية 187.
(¬7) معانى الزجاج 1/ 244 وتفسير الطبرى 3/ 539 وتفسير غريب القرآن 75.
(¬8) فى المهذب 1/ 190: ومن نصفه حر ونصفه عبد ينظر فيه فإن لم يكن بينه وبين المولى مهايأة فهو كالعبد. . . إلخ.
(¬9) ع: به.
(¬10) 1/ 60.
(¬11) فى المهذب 1/ 191: إذا نذر اعتكاف شهر وكان قد مضى الشهر لم يلزمه؛ لأن الاعتكاف فى شهر ماض محال.
(¬12) الصحاح (محل).
(¬13) خ: نهار وفى المهذب 1/ 191: وإن نذر اعتكاف يومين لزمه اعتكافهما وفى الليلة التى بيهما ثلاثة أوجه، أحدها: أنه يلزمه اعتكافها؛ لأنه ليل يتخلل نهارى الاعتكاف.
(¬14) فى: ليس في ع.
(¬15) سورة النور آية 43 وسورة الروم آية 48.
(¬16) الودق: المطر وانظر مجاز القرآن 2/ 68 ومعانى الفراء2/ 256 وتفسير غريب القرآن 306.
(¬17) فى المهذب 1/ 192: ولا يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد لغير عذر لما روت عائشة (ر). . . الحديث.
(¬18) انظر الفائق 2/ 43: والنهاية 2/ 203 والصحاح والمصباح (رجل - مشط).
(¬19) فى إصلاح المنطق 52.
(¬20) أنظر الصحاح (رجل).
(¬21) فى المهذب 1/ 192: فإن خرج من غير عذر بطل اعتكافه لأن الاعتكاف هو اللبث فى المسجد.
(¬22) ع: بالمكان.
(¬23) الصحاح والمصباح (لبث).
(¬24) فى المهذب 1/ 192: وإن كان للمسجد سقاية لم يلزمه قضاء الحاجة فيها؛ لأن ذلك نقصان مروءة.
(¬25) من ع. وليس فى الصحاح ولا فى خ.
(¬26) الصحاح (مرأ).
(¬27) فى المهذب 1/ 192: وفى الخروج الى المنارة الخارجة عن رحبة المسجد ليؤذن ثلاثة أوجه. . . إلخ.
(¬28) ورحبة بإسكان الحاء كما فى المصباح (رحب).
(¬29) الصحاح (رحب).
(¬30) خ: ولا يعرج وفى المهذب 1/ 192: وإن خرج لما يجوز الخروج له من حاجة الإنسان والأكل فسأل عن المريض فى الطريق ولم يعرج عليه جاز ولم يبطل اعتكافه.
(¬31) خ: لا يقيم.
(¬32) فى الصحاح (عرج).
(¬33) ع: يقال.

الصفحة 179