كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

يُقَالُ: أوْشَكَ فُلَانٌ يُوْشِكُ إيشَاكًا، أىْ: أسْرَعَ السَّيْرَ، وَالْوَشِيكُ: هُوَ السَّرِيعُ إلَى الشَّيْءِ، قَالَ جَرِيرٌ (¬62):
إذَا جَهِلَ اللَّئِيمُ وَلَمْ يُقْدِّرْ ... لِبَعْضِ الأمْرِ أوْشَكَ أنْ يُعَابَا
وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: يُوشَكُ، بِفَتْحِ الشِّينِ، وَهِىَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ (¬63).
وَالظَّعِينَةُ: هِىَ الْمَرْأةُ مَا دَامَتْ فِى الْهَوْدَجِ، وَإذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِ، فَلَيْسَتْ بِظَعِينَةٍ، وَأصْلُهُ مِنَ الظَّعْنِ وَالظَّعُونِ وَهُوَ الارْتِحَالُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} (¬64) وَقَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم (¬65):
قِفِى قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينَا ... نُخَبِّرْكِ الْيَقِينَ وَتُخْبِرِينَا
* قَوْلُهُ: "بِغَيْرِ جوَارٍ" أيْ: بِغَيْرِ خَفِيرٍ وَلَا جَارٍ، وَهُوَ الَّذِى يُجِيرُ، أى (¬66): يَمْنَعُ مِنَ الظُّلْمِ، يُقَالُ: اسْتَجَارَهُ (¬67) مِنْ فُلَانٍ فَأجارَهُ، وَأجَارَهُ اللهُ مِنَ الْعَذَابِ، وَفِى الْقُرْآنِ: {يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ} (¬68) أَيْ: يَمْنَعُ وَلَا يُمْنَعُ مِنْهُ.
قَوْلُهُ: "وَيَقْدِرُ عَلَى الْحَبْوِ" (¬69) الْحَبْوُ هُوَ: الْمَشْىُ عَلَى الْألْيَتَيْنِ أوْ الرَّاحِتَيْنِ (وَ) (¬70) الرُّكْبَتَيْنِ يُقَالُ: حَبَا الصَّبِىُّ عَلَى اسْتِهِ حَبْوًا، إذَا زَحَفَ. قَالَ الشَاعِرُ (¬71):
لَوْلَا السِفَارُ وَبُعْدُ خَرْقِ مَهْمَهٍ (¬72) ... لَتَرَكْتُهَا تَحْبُو عَلَى الْعُرْقُوبِ
قَوْلُهُ: "لِزَمَانَةٍ أَوْ كِبَرٍ" (¬73) الزَّمَانَةُ: الْمَرَضُ، وَالزِّمِنُ: الَّذِى امْتَدَّ زَمَانُهُ (¬74) فِى الْعِلَّةِ، وَطَالَت عِلَّتُهَ (¬75)، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬76) يُقَالُ: رَجُلٌ زَمِنٌ، أيْ: مُبْتَلى بَيِّنُ الزَّمَانَةِ.
قَوْلُهُ: "فَالْمَغْضُوبُ أَولَى" (¬77) الْمَعْضُوبُ: هُوَ الَّذِي انتهَتْ بِهِ الْعِلَّةُ، وَانْقَطَعَتْ حَرَكَتُهُ، مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَضْبِ، وَهُوَ: الْقَطْعُ. قَالَ فِى فِقْهِ اللُّغَةِ (¬78) إِذَا كَانَ الِإنْسَانُ مُبْتَلَىً بالزَّمَانَةِ فَهُوَ: زَمِنٌ، فَإِذَا زَادَتْ زَمَانَتُهُ، فَهُوَ: ضَمِنٌ: فَإِذَا أقْعَدَتْهُ، فَهُوَ مُقْعَدٌ، فَإِذَا (¬79) لَمْ يَبْقَ بِهِ (¬80) حِرَاكٌ فَهُوَ مَعْضُوبٌ. وَقَالَ الأزهَرِىُّ (¬81): الْمَعْضُوبُ: الَّذِي خُبِلَ (¬82) أطرَافُهُ بِزَمَانَةٍ حَتَّى مَنَعَتْهُ مِنَ الْحَرَكَةِ. وَأَصْلُهُ مِنْ عَضَبْتُهُ إِذَا قَطَعْتَهُ (¬83)، وَالْعَضبُ شَبِيهٌ بِالْخَبْلِ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلشَّلَلِ يُصِيبُ الِإنْسَانَ فِى يَدِهِ وَرِجْلِهِ: عَضْبٌ، وَقَالَ شَمِرٌ: عَضَبْتُ يَدَهُ بِالسَّيْفِ: إِذَا قَطَعْتَهَا، وَيُقَالُ: لَا يَعْضِبُكَ اللهُ وَلَا يَخْبِلُكَ، وإنَّهُ لَمَعْضُوبُ اللِّسَانِ إِذَا كَانَ [عَيِيًّا] (¬84) فَدْمًا (¬85).
¬__________
(¬62) يهجو العباس بن يزيد الكندى ديوانه 87.
(¬63) الصحاح (وشك).
(¬64) سورة النحل آية 80 وانظر تفسير غريب القرآن 247 ومجاز القرآن 1/ 365.
(¬65) شرح معلقته لابن كيسان 47 وشرح القصائد السبع الطوال 375.
(¬66) يجير أي: ساقط من ع.
(¬67) ع: استجار.
(¬68) سورة المؤمنون آية 88.
(¬69) فى المهذب 1/ 198: وإن كان زمنا لا يقدر على المشي ويقدر على الحبو لم يلزمه.
(¬70) خ: أو تحريف وانظر النهاية 1/ 336 واللسان (حبو 766) والمحكم 4/ 19. الصحاح (حبو) واللسان.
(¬71) عمرو بن شقيق كما فى اللسان.
(¬72) فى ع: وبعده من مهمه. كما فى اللسان والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(¬73) والمستطيع بغيره اثنان أحدهما من لا يقدر على الحج بنفسه لزمانه أو كبر وله مال يدفع إلى من يحج عنه فيجب عليه فرض الحج.
(¬74) ع: زمنه.
(¬75) ع: عليه.
(¬76) فى الصحاح (زمن).
(¬77) وإن لم يكن للولد مال ففيه وجهان. . . الثاني: لا يلزمه فرض الحج من غير زاد ولا راحلة فالمعضوب أولى أن لا يلزمه.
(¬78) ص 131.
(¬79) ع: وإذا.
(¬80) ع: فيه.
(¬81) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 69، 70.
(¬82) ع: خبلت.
(¬83) غضبته أعضبه من باب ضرب.
(¬84) خ وع: عيا والمثبت من شرح الأزهرى وتهذيب اللغة 1/ 484.
(¬85) ع: قدما: تحريف. والفدم الثقيل الفهم العييى. وانظر فيما سبق تهذيب اللغة 1/ 484 واللسان (عضب 2982).

الصفحة 184