كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "فَانْظُرُوا حَذْوَهَا" (¬21) أىْ: مَا يُحَاذِيهَا وَيُقَابِلُهَا، وَحِذَاءُ الشَّيْءِ: إزَاؤُهُ، يُقَالُ: جَلَس بِحِذَائِهِ، وَحَاذَاهُ، أيْ: صَارَ بِحِذَائِهِ (¬22).
قَوْلُهُ: "قِبَلَ مَكَّةَ" (¬23) أىْ: نَحْوَهَا وَجِهَتَهَا.
قَوْلُهُ: "جَاوَزَهُ" (¬24) أيْ: تَعَدَّاهُ إلَى غَيْرِهِ وَمَضَى عَنْهُ، يُقَالُ: جَاوَزْتُهُ وَأَجزْتُهُ: إذَا خَلَّفْتَهُ (¬25) وَقَطَعْتَهُ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْس (¬26):
فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الْحَىِّ وَانْتَحَى ... بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي قِفَافٍ عَقْنْقَلِ
قَوْلُهُ: "قَبْلَ أنْ يَتَلَبَّسَ بنُسُكٍ" (¬27) أىْ: يَدْخُلَ فِيهِ، مَأْخُوذٌ مِنَ اللِّبَاسِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬28): تَلبَّسَ بِالأمْرِ وَبِالثَّوْبِ، وَلَابَسْتُ الَأمْرَ: خَالَطْتُهُ.
قَوْلُهُ: "مِنْ جَوْفِ مَكَّةَ" (¬29) أَىْ: دَاخِلِهَا وَبَاطِنِهَا، وَأَصْلُهُ: جَوْفُ الإنْسَانِ، وَهُوَ ضِدُّ الْخَارِجِ.
* * *
¬__________
(¬21) فى حديث ابن عمر السابق: قال فانظروا حذوها من طريقكم. المهذب 1/ 203.
(¬22) الصحاح (حذو).
(¬23) فى المهذب 1/ 203: ومن جاوز الميقات قاصدا إلى موضع قبل مكة ثم أراد النسك أحرم من موضعه.
(¬24) فى المهذب 1/ 203: ومن بلغ الميقات مريدا للنسك لم يجز أن يجاوز حتى يحرم فإن جاوزه وأحرم دونه نظر. . . إلخ.
(¬25) ع: خلعته والمثبت من خ والصحاح.
(¬26) ديوانه 15 وروايته: "بطن حقف ذى ركام" ورواية ع: بطن خبت ذى حقاف. والمثبت رواية ابن الأنباري فى السبع الطوال 54 ورواية الصحاح (جوز) ورواية اللسان مثل رواية ع.
(¬27) فى المهذب 1/ 203: فإن كان قبل أن يتلبس بنك سيقط عنه الدم. يشير إلى المجاوز فى تعليق 24.
(¬28) فى الصحاح (لبس).
(¬29) فى المهذب 1/ 204: وإن أراد العمرة وأحرم من جوف مكة نظرت. . . . إلخ.
بَابُ الِإحْرَامِ وَمَا يَحْرُمُ فِيهِ
اشْتِقَاقُ الإحْرَامِ: مِنَ الْحَرَامِ ضِدُّ الْحَلَالِ، وَذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ تَحْرِيمِ الْمَحْظُورَاتِ عَلَى الْحَاجِّ (الَّتِى) (¬1) تَحِلُّ (¬2) لِغَيْرهِ.
قَوْلُهُ: "وَلَدَتْ بِالْبَيْدَاءِ" (¬3) هِىَ: (¬4) بَرِّيَّةٌ (قَرِيبَةٌ) (¬5) مِنَ الْمَدِينَةِ: اسْمٌ لَهَا عَلَمٌ (¬6) وَالْبَيْدَاءُ: هِىَ الْمَغَارَةُ الَّتي تُبيدُ سَالِكَهَا، أىْ: تُهْلِكُهُ (¬7).
"دُبُرِ الصَّلَاةِ" (¬8): ذُكِرَ، وَهُوَ مُشْتَقٌ مِنْ أدْبَرَ: إِذَا وَلَّى.
قَوْلُهُ: "فِى دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ" (¬9) أَىْ آخَرِهَا، وَدُبُرِ كُلِّ شَىْءٍ: آخِرَهُ، يُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ، يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُصَلِّى الصَّلَاةَ إِلا دَبَرِيًّا (¬10) - بِالْفَتْحِ، أىْ: (¬11) فِى آخِرِ وَقْتِها.
قَوْلُهُ: "انْبَعَثَتْ بهِ رَاحِلِتُهُ" (¬12) أَىْ: سَارَتْ، وَانْبَعَثَ فِى السَّيْرِ، أىْ: أسْرَعَ. قَالَ
¬__________
(¬1) خ: الذى.
(¬2) ع: تجعل.
(¬3) فى المهذب 1/ 204 وإن كانت امرأة حائضًا أو نفساء اغتسلت للإحرام لما روى القاسم بن محمد أن أسماء بنت عميس ولدت محمد بن أبى بكر (ر) بالبيداء. . . . . إلخ.
(¬4) ع: قرية.
(¬5) خ: قريب.
(¬6) فى معجم ما استعجم 291: هو الشرف الذى قدام ذي الحليفة فى طريق مكة قال: وهى أدنى إلى مكة من ذى الحليفة وفى مراصد الاطلاع: 239 وهى إلى مكة أقرب.
(¬7) أنظر الصحاح (بيد).
(¬8) فى المهذب 1/ 204: روى عن ابن عباس (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل فى دبر الصلاة.
(¬9) هذا القول غير موجود فى المهذب فى باب الإحرام.
(¬10) ع: دبارا: المثبت من خ والصحاح (دبر).
(¬11) أي: ليس فى ع.
(¬12) فى المهذب 1/ 240: قال فى الأم: الأفضل أن يحرم إذا انبعثت به راحلته به كان راكبا.

الصفحة 188