كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَال فى الْبَيَانِ (¬69): قَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ: هِىَ الشَّجَرَةُ الْكَبِيرَةُ التِى لَهَا أَغْصَانٌ، وَالْجَزْلَةُ: الشَّابَّةُ التي لَا أغْصَانَ لَهَا.
قَوْلُهُ: وَفِى الشَّجَرَةِ الْجَزْلَةِ شَاةٌ" هُوَ (¬70) مَا عَظُمَ مِنَ الشَّجَرِ، دونَ الدَّوْحَةِ، وَكَذَلِكَ (¬71) الْجَزْلُ: مَا عَظم مِنَ الحطَبِ.
قَوْلُهُ: "يَسْتَخْلِفُ" (¬72) أَيْ: يَخْلُفُهُ شَىْءٌ مُسْتَجِدٌّ بَعْدَ ذَهَابِ الأَوَّلِ، وَكُلُّ مَا جَاءَ بَعْدَ شَىْءٍ فَقَدْ خَلَفَهُ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ الْخِلَافَةُ.
قَولُهُ: "الْعَوْسَجُ" (¬73) شَجَرٌ مَعْرُوفٌ كَثِيرُ الشَّوْكِ مُؤْذٍ. وَقَالَ أبُو خَاتِمٍ: الْعَوْسَجُ مِنَ الْعَصَاهِ، الْوَاحِدَةُ عَوْسَجَةٌ نَجْدِيَّةٌ (¬74) شَاكَّةٌ، لَهَا جَنَاةٌ (¬75) حَمْرَاءُ، يُقَالُ لَهَا: الْمُصَعَةُ (¬76) تُؤْكَلُ، وَالْجَمْعُ: مُصَعٌ (¬77).
قَوْلُهُ: "حَجَرًا مِنْ جَنَابَةٍ" (¬78) الْجَنَابُ- بِالْفَتْحِ: الْغِنَاءُ، وَمَا قَرُبَ من مَحَلَّةِ الْقَوْم (¬79). وَأرادَ هَا هُنَا: مِنْ (¬80) نَاحِيَتهِ، يُقَالُ: مَرُّوا يَسيرُونَ بِجَنَابَيْهِ، أَيْ: نَاحِيَتَيْهِ (¬81). (وَ"مَنْزِلٍ") (¬82) حَيْثُ يَنْزِلُ الْمُسَافِرُونَ لِلاسْتِرَاحَةِ. "فَذَكَرَ مِنْ عِلَّتِهِمْ" أيْ: مَرَضِهِمْ "مَا أرَانَا" أَىْ: مَا أَظُنُّنَا "أُتِينَا" أيْ: مَا سَبَبُ عِلَّتِنَا وَمَرَضِنَا إلا ذَلِكَ.
"نُحِّينَا" (¬83) أُزِلْنَا "كَأنَّمَا أُنْشِطْنَا مِنْ عِقَالٍ" يُقَالُ: نَشَطْتُ الْحَبْلَ وَأَنْشَطْتُهُ نَشْطًا: عَقَدْتُهُ أُنْشُوطَةً، وَأَنْشَطتُهُ: حَلَلْتُهُ، وَيُقَالُ: "كَأنمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ" أَىْ: حُلَّ وَخُلِّىَ (¬84).
قَوْلُهُ: "اسْتَهْدَى رَاوِيَةً" (¬85) أَىْ: طَلَبَ أَنْ تُهْدَى لَهُ، وَكَذَلِكَ. بَابُ اسْتَفْعَلَ يُسْتَعْمَلُ فِى الطَّلَبِ وَالاسْتِدْعَاءِ بِالْشَىْءِ.
قَوْلُهُ: "مِنْ مَاءِ (¬86) زَمْزَمَ" قَالَ ابْنُ الأنبارِيِّ: النَاسُ مُخْتَلِفُونَ فِى تَسْمِيَيِهَا بِذَلِكَ، فيقَالُ: لِأنَّ هَاجَرَ زَمَّتْ الْمَاءَ بالتَّحْجير (¬87) عَلَيْهِ، وَأصْلُهَا: زَمَّمُ، مِن زَمَّمْتُ، فَاسْتَثْقَلُوا الْجَمْعَ بَيْنَ ثَلَاثِ مِيمَاتٍ، وَأَبْدَلُوا (¬88) مِنَ (الثَّانِيَةِ) (¬89) زَايا. وَيُقَالُ: بَلْ لِصَوْتٍ كَانَ مِنْ جِبْرِيلَ عِنْدَهَا يُشْبِهُ الزَّمْزَمَةَ، يُقَالُ: زَمْزَمُ يزمزم إِذَا صَوَّتَ فَسُمِّيَتْ بِصَوْتِ (¬90) جِبْرِيل.
قَوْلُهُ: "يَتَضَلَّعُ مِنْهُ" (¬91) أَىْ: يُكْثِرُ وَيَمْتَلِىءُ، يُقَالُ (¬92): تَضَلَّعَ الرَّجُلُ: إِذَا امْتَلأَ شِبَعًا وَرِيًّا (¬93).
قَوْلُهُ (¬94): "وَلَا تَحِلُّ لُقْطتُهَا إلَّا لِمُنْشِدٍ" اللُّقَطَةُ: الشَّيءُ الْمُلْتَقَطُ وَالْمَنْشِدُ: الْمُعَرِّفُ، أىْ:
¬__________
(¬69) .........................
(¬70) ع: وهى.
(¬71) ع: وكذا.
(¬72) فى المهذب 1/ 219: وإن قطع الحشيش، فنبت مكانه لم يلزمه الضمان قولا واحدا لأن ذلك يستخلف فى العادة.
(¬73) فى المهذب 1/ 219: ويجوز قطع العوسج والشوك؛ لأنه مؤذ فلم يمنع من إتلافه.
(¬74) ع: لحدية تحريف. والمثبت من خ والمحكم 1/ 177.
(¬75) ع: جنبات: تحريف.
(¬76) ع: المصغة: تحريف وفى اللسان كذلك: المقنع. وفى الصحاح (مصع) والموصعة (مثال همزة): ثمرة العوسج، والجمع: مصع. وانظر تهذيب اللغة 1/ 338.
(¬77) ع: مصغ: تحريف.
(¬78) فى المهذب 1/ 219: ولا يجوز إخراج تراب الحرم وأحجاره. لما روى عبد الأعلى بن عبد الله: "فأرسلت إلى الصفا فقطعت حجرا من جنابة فخرجنا به".
(¬79) الصحاح (جنب).
(¬80) من: ساقط من ع.
(¬81) ع: بجنابه أى ناحيته والمثبت من خ والصحاح.
(¬82) خ: ومنزلا. وهو فى قول عبد الأعلى السابق فى تعليق 78: فنزلنا أول منزل فذكر من علتهم جميعا، فقالت أمى أوجدتي: ما أرانا أتينا إلا أنا أخرجنا هذه القطعة من الحرم.
(¬83) فى قول عبد الأعلى: فما هو إلا أن نحينا ذلك فكأنما أنشطنا من عقال.
(¬84) الصحاح (نشط).
(¬85) فى المهذب 1/ 219: ويجوز إخراج ماء زمزم لما روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استهدى راوية من ماء زمزم فبعث إليه براوية من ماء.
(¬86) خ: بئر.
(¬87) ع: لتحجر.
(¬88) ع: فأبدلوا.
(¬89) خ: الثالثة.
(¬90) ع: بقول. وانظر معجم ما استعجم700، 701 واللسان (زمم 1867).
(¬91) هذا القول ليس فى المهذب فى هذا الموضع.
(¬92) ع: ويقال.
(¬93) الصحاح (طلع).
(¬94) فى المهذب 1/ 219: روى أبو هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حرم إبراهيم مكة وإني حرمت المدينة مثلما حرم إبراهيم مكة "لا ينفر =

الصفحة 201