كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَعَنِ ابْنِ الأعرَابِى: أَنَّهُ مَهْمُوزٌ تُرِكَ هَمْزُهُ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْمَلَاءَمَةِ وَالْمُوَافَقَةِ، كَمَا يُقَال: اسْتَلأمَ (كَذَا (¬64)) اسْتِلْئَامًا: إذَا (¬65) رَآهُ مُوَافِقًا وَمُلَائِمًا (¬66).
قَوْلُهُ: "بِمِحْجَنٍ فِي يَدِهِ" (¬67) وَهُوَ عَصًا فِى رَأْسِهَا عُقَّافَةٌ. وَأَصْلُ الْحَجَنِ- بِالتَّحْرِيكِ: الاعْوِجَاجُ-، وَصَقْرٌ أَحْجَنُ الْمَخَالِبِ، أَىْ: مُعْوَجُّهَا. وَالْمِحْجَنُ كَالصَّوْلَجَانِ، وَتَحَجَّنْتُ الشَّيْءَ وَاحْتجَنتُهُ (¬68) إذَا جَذَبْتَهُ بِالمِحجَنِ إلَى نَفسِكَ.
وَمَعْنَى "تَقْبِيل يَدِهِ بَعْدَ الاسْتِلَامِ" (¬69): كَأَنَّهُ يَنْقُلُ بَرَكَتَهُ إِلَى نَفْسِهِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ: يَنْقُلُ الْقُبْلَةَ مِنْ فِيهِ إِلَى الْحَجَرِ.
قَوْلُهُ: "بُنِىَ الِإسْلَامُ عَلَى قَوَاعِدِ إِبراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ" (¬70) الْقَوَاعِدُ: أَسَاسُ الْبُنْيَانِ، وَاحِدُهَا: قَاعِدَةٌ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} (¬71).
قَوْلُهُ: "يَقُولُ: آمِينْ آمِينْ" (¬72) مَعْنَاهُ: اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ، وَقَدْ ذُكِرَتْ (¬73) فِى الصَّلَاةِ (¬74).
قَوْلُهُ: "وَالسُّنَّةُ أَنْ يَرْمُلَ (¬75) الرَّمَلُ- بِالتَّحْرِيكِ: الْهَرْوَلَةُ، يُقَالُ: رَمَلَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ رَمَلًا وَرَمَلَانًا، وَمِنْهُ قِيلَ لِخَفِيفِ الشِّعْرِ: رَمَلٌ (¬76) وَقَالَ الشَّافِعِىُّ: هُوَ سُرْعَةُ (¬77) الْمَشْىِ مَع تَقَارُبِ الْخُطى (¬78).
قَوْلُهُ: "خَبَّ ثَلَاثًا" (¬79) الْخَبَب: ضَرْبٌ مِنَ الْعَدْوِ، يُقَالُ (¬80): خَبَّ الْفَرَسُ يَخُبُّ بِالضَّمِّ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الْجَنَائِزِ (¬81).
قَوْلُهُ: "حَرَّكَ دَابَّتَهُ" (¬82) أَيْ: حَثَّهَا وَاسْتَخْرَجَ جَرْيَهَا.
قَوْلُهُ: " (¬83) اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا وَذَنْبًا مَغْفُورًا وَسَعْيًا مَشْكُورًا" مَبْرُورًا (84): مِنَ الْبِرِّ ضِدِّ الْعُقُوقِ، يُقَالُ: بَرَّ حَجُّهُ وَبُرَّ حَجُّهُ (¬84)، وَبَرَّ اللهُ حَجَّهُ بِرًّا بِالْكَسْرِ (¬85). قَالَ شَمِرٌ (¬86): هُوَ الَّذِى لَا يُخَالِطُهُ شَىْءٌ مِنَ الْمَآثِمِ، وَالْبَيْعُ الْمَبْرُورُ: هُوَ الَّذِى لَا شُبْهَةَ فِيهِ وَلَا خِيَانَةَ. وَفِى الْحَدِيثِ: "الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةِ" (¬87).
قَولُهُ: "مَغْفُورًا" (أَصْلُ) (¬88) الْغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ، كَأنَّهُ يُغَطِّى الذَّنْبَ وَيَسْتُرُهُ (¬89) وَ"السَّعْيُ"
¬__________
(¬64) من ع.
(¬65) ع: كما: تحريف.
(¬66) قال ابن السكيت: قالوا: استلأمت الحجر، وإنما هو من السلام، وهي الحجارة وكان الأصل: استلمت. إصلاح المنطق 157 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 72 وتهذيب اللغة 12/ 450.
(¬67) في المهذب 1/ 222: روى أبو مالك سعد بن طارق عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف حول البيت فإذا ازدحم الناس على الطواف استلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمحجن بيده.
(¬68) فى الصحاح: وَحَجَنْتُ الشَّيْيءَ واحْتَجَنْتُهُ: إذا جذبته بالمحجن إلى نفسك.
(¬69) فى المهذب 1/ 222: ويستحب إذا استلم أن يقبل يده. وفى ع: معنى يقبل يده.
(¬70) فى المهذب 1/ 222: فإذا بلغ الركن اليماني فالمستحب أن يستلمه. . ولأنه ركن بنى. . . إلخ.
(¬71) سورة البقرة آية 127.
(¬72) خ: فقولوا آمين وفى المهذب 1/ 222 روى عن ابن عباس (ر) أنه قال عند الركن اليماني ملك قائم يقول آمين آمين، فإذا مررتم به فقولوا ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخر حسنة وقنا عذاب النار.
(¬73) ع: ذكر.
(¬74) ص 78، 87، 178.
(¬75) فى المهذب 1/ 223 والسنة أن يرمل فى الثلاثة الأولى ويمشي فى الأربعة. وفى خ: ويستحب أن يرمل.
(¬76) ع: قال.
(¬77) ع: وهو.
(¬78) ع: قال.
(¬79) ع: وهو.
(¬80) تهذيب الأسماء واللغات (رمل) والصحاح والمصباح والمغرب (رمل).
(¬81) فى حديث ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا طاف الطواف الأول خب ثلاثا ومشى أربعا المهذب 1/ 223.
(¬82) ع: ويقال. وفى الصحاح: تقول: خب الفرس يخُب بالضم خَبًّا وَخَبِيبًا وَخَبَيًا: إذا راوح بين يديه ورجليه.
(¬83) ص 135.
(¬84) فى المهذب 1/ 223 فإن كان راكبا حرك دابته في موضع الرمل.
(¬85) فى المهذب 1/ 223: ويستحب أن يقول فى رمله: اللهم اجعله. . . . إلخ.
(¬86) ع: مبرور.
(¬87) ويرحجه: ساقط من ع والمثبت من خ نقلا عن الصحاح.
(¬88) هذا كله كما فى الصحاح (برر) وانظر غريب الحديث 4/ 469 والنهاية 1/ 117.
(¬89) نقله الأزهرى فى شرح ألفاظ المختصر 73.

الصفحة 205