كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَارْتِفَاعِهَا، وَنَصَصْتُ الْحَدِيثَ إِلَى فُلَانٍ، أَيْ: رَفَعْتُهُ إِلَيْهِ. وَالْفَجْوَةُ، وَالْفُرْجَةُ: الْمُتَّسَعُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ (تَقُولُ) (¬179) مِنْهُ: تَفَاجَى الشَّىْءُ: صَارَ لَهُ فَجْوَةٌ، وَمِنْهُ الْفَجَا، وَهُوَ الْفَجَجُ، وَرَجُلٌ أَفْجَى وَامْرَاةٌ فَجْوَاءُ وَقَوْسٌ فَجْوَاءُ أَيْ: بَايَنَ (¬180) وَتَرُهَا عَنْ كَبِدِهَا.
قَوْلُهُ: مِثْلُ حَصَى الْخَذْفِ" (¬181) الْخَذْفُ: الرَّمْىُ بِالْحَصَى بِالأصَابعِ، قَالَ (¬182):
كَأنَّ الْحَصَى مِنْ خَلْفِهَا وَأمامِهَا ... إِذَا نَجَلَتْهُ رِجْلُهَا خَذْفُ أعْسَرَا
وَالْمِخْذَفَةُ: الْمِقْلَاعُ (¬183):
قَوْلُهُ: "وَقَفَ عَلَى قُزَحَ" (¬184) غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَسُمِّىَ "قُزَحَ" لِارْتِفَاعِهِ، مِنْ قَزَحَ الشَّىْءُ وَقَحَزَ (¬185) إِذَا ارْتَفَعَ عَنِ الْمُبَرِّدِ (¬186) وَمِنْهُ: قَزَحَ الْكَلْبُ بِبَوْلِهِ: إِذَا رَفَعَهُ (¬187)؛ لِأنَّهُ قَرْنٌ مُرْتَفِعٌ عَالٍ (¬188).
قَوْلُهُ: "رَكِبَ الْقَصْوَاءَ" (¬189) هِىَ الَّتِى قُطِعَ مِنْ أُذُنِهَا شَيءٌ قَدْرُ الرُّبْعِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬190): (الْقَصْوُ) (¬191) قَطْعُ طَرَفِ الْأُذنِ مِنَ الْبَعِيرِ، الرُّبْعِ أوْ أقَلَّ. وَنَاقَةٌ عَضْبَاءُ: مَشْقُوقَةُ الأُذُنِ، ويُقَالُ: الْقَصْوُ: قَطْعُ النِّصْفِ (¬192). وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬193): قَصَوْتُ الْبَعِيرَ فَهُوَ مَقْصُوُّ: إذَا قَطَعْتَ مِنْ طَرَفِ أُذُنِهِ، وَكَذَلِكَ الشاةُ، عَنْ أَبِى زَيدٍ، يُقَال: شَاةٌ قَصْوَاءُ، وَنَاقَةٌ قَصْوَاءُ، وَلَا يُقَالُ جَمَلٌ أَقصى، وإِنَّما يُقَالُ: مَقْصُوٌّ، وَمَقْصِىِّ، تَرَكُوا فِيهَا (¬194) الْقِيَاسَ (¬195).
قَوْلُهُ: "يُخَالِفُ (¬196) هَدْيُنَا هَدْىَ أهْلِ الأوْثَانِ وَالشِّرْكِ" أَىْ: سِيرَتُنَا وَسُنَّتُنَا، يُقَالُ: هَدَى هَدْىَ فُلَانٍ، أَىْ: سَارَ سِيرَتَهُ (¬197)، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الْجُمُعَةِ.
قَوْلُهُ: "كَانَتْ امْرَأةً ثَبِطَةً" (¬198) قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬199): أَىْ: بَطِيئَةَ الْحَرَكَهِ (¬200)، يُقَالُ: ثَبَّطَهُ عِنِ الأمْرِ تَثْبِيطًا: إِذَا شَغَلَهُ عَنْهُ.
قَوْلُهُ: "الإفَاضَةِ" (¬201) قَالَ فِى الْفَائِقِ (¬202): الِإفَاضَةُ فِى الأصْلِ: الصَّبُّ، وَاسْتُعِيرَتْ (¬203) لِلدَّفعِ كَمَا قَالُوا: صَبًّ فِى الْوَادِى. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِى السَّعْىِ: "فَلَمَّا انْصبَّتْ قَدَمَاهُ فِى الْوَادِى" (¬204).
¬__________
= الصحاح: نصصت ناقة، قال الأصمعى: النص: السير الشديد حتى يستخرج أقصى ما عندها ولهذا. . . إلخ وانظر الفائق 1/ 429 وغريب الحديث 3/ 178.
(¬179) خ: يقال: والمثبث من ع والصحاح.
(¬180) ع: بان. وكذا فى الصحاح وفى الفائق 3/ 90 باين ومثله فى خ وهو المثبت وفى المحكم 7/ 161 بان وكذا فى اللسان (فجو 3354).
(¬181) فى المهذب 1/ 227: روى الفضل ابن العباس أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال غداة يوم النحر: القط لى حصى فلقطت له حصيات مثل حصى الخذف.
(¬182) امرؤ القيس. ديوانه 64.
(¬183) الصحاح (خذف).
(¬184) فى المهذب 1/ 227: فإذا صلى وقف على قزح وهو المشعر الحرام.
(¬185) ع: قزحا: تحريف والمثبت من خ والفائق 3/ 190 والنقل عنه.
(¬186) عن المبرد: ليس فى ع والمثبت من خ والفائق.
(¬187) ع: رفع. وفى الفائق: إذا طمح به ورفعه.
(¬188) يعنى قزح. وهو القرن الذى يقف عليه الإمام بمزدلفة. وانظر معجم ما استعجم 393 ومراصد الإطلاع 1089.
(¬189) فى المهذب 1/ 227: روى جابر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ركب القصواء حتى رقى على المشعر الحرام واستقبل القبلة فدعا الله عز وجل. . . إلخ الحديث.
(¬190) فى غريب الحديث 2/ 208.
(¬191) خ: القصواء.
(¬192) انظر المغيث لوحة 476.
(¬193) فى الصحاح (قصو).
(¬194) ع: فيهما وفى الصحاح: فيه.
(¬195) إصلاح المنطق 241 وأدب الكاتب 622.
(¬196) ع: ليخلف وفى المهذب 1/ 227: وإنا ندفع قبل أن تطلع الشس ليخالف هدينا هدى أهل الأوثان والشرك.
(¬197) ع: إذا سار بسيرته. والمثبت من خ والصحاح (هدى).
(¬198) فى المهدب 1/ 227: فإن قدم الدفع بعد نصف الليل وقبل طلوع الفجر جاز لما روت عائشة (ر) أن سودة (ر) كانت امرأة ثبطة فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى تعجيل الإفاضة ليلا.
(¬199) فى الغريبين 1/ 273.
(¬200) عبارة الهروى: أرادت بطيئة، من قولك: ثبطته عن الأمر. والمثبت عن الصحاح: (ثبط).
(¬201) فى خ: قوله: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} والذى فى المهذب: ما ذكر فى حديث سودة تعليق 198.
(¬202) 3/ 151.
(¬203) ع: واستعير وفى الفائق: فاستعيرت.
(¬204) النهاية 3/ 3.

الصفحة 210