كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "فَيَلْحَقُهُمْ وَهْنٌ" (¬7) الْوَهنُ: الضَّعْفُ، وَقَدْ وَهَنَ الِإنْسَانُ وَوَهَنَهُ غَيْرُهُ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى (¬8)، قَالَ طَرَفَهُ (¬9):
. . . . . . . . . . . . ... (¬10) إِنَّنِى لَسْتُ بِمَوْهُونٍ فَقِرْ
وَوَهِنَ -أيضًا- بِالْكَسْرِ وَهْنًا، أَيْ: ضَعُفَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} (¬11).
قَوْلُهُ: "صَغَارًا عَلَى الِإسْلَام" (¬12) أَىْ: (ذُلًّا وَنَقْصًا) (¬13). وَقَدْ ذُكِرَ (¬14).
قَوْلُهُ: "صَوْمُ التَّعْدِيل (¬15) أَىْ التَّسْوِيَةِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ عَدِيلُ فُلَانٌ، أَىْ: مُسَاوٍ لَهُ وَالْعِدْلُ: أَحَدُ الْحِمْلَيْنِ؛ لِأنَّهُ مُسَاوٍ لَهُ (¬16).
* * *
¬__________
(¬7) فى المهذب 1/ 233: إن كان بالمسلمين ضعف وفى العدو قوة فالأولى ألا يقاتلهم لأنه ربما انهزم المسلمون فيلحقهم وهن.
(¬8) عن الصحاح (وهن) وحكى أبو زيد وَهِنَ بالكسر. كما فى المصباح. وفى المصدر الاسكان والفتح لغة وانظر المحكم 4/ 310 والعين 4/ 92 وأفعال السرقسطى 4/ 229.
(¬9) ديوانه 53 والصحاح (وهن) واللسان (وهن 4935) ومعجم الأفعال المتعدية اللازمة مجلة المورد م 12 ع 1/ 1403 ص 134 وصدره: وَإِذَا تَلْسُنُنِى أَلْسُنُهَا ... . . . . . . . . . . . .
(¬10) ع: أنى.
(¬11) سورة لقمان آية 14 قال أبو عبيدة: أى ضعفا على ضعف. مجاز القرآن 2/ 126 وانظر تفسير غريب القرآن 344 والعمدة 240.
(¬12) خ: صغار. وفى المهذب 1/ 233: فإن طلبوا مالا، فإن كانوا مشركين كره أن يدفع إليهم؛ لأن فى ذلك صغارا. . . إلخ.
(¬13) خ: ذل ونقص.
(¬14) ص 163.
(¬15) فى المهذب 1/ 234: فى صومه ثلاثة أوجه منها: صوم التعديل لأن ذلك أقرب إلى الهدى.
(¬16) تهذيب اللغة 2/ 209 والصحاح والمصباح (عدل).
بَابُ الْهَدْىِ
الْهَدْىُ وَالْهَدِىُّ: مَا يُهْدَى إِلَى الْحَرَم مِنَ النَّعَمِ، يُقَالُ: مَالِى هَدْىُ إنْ كَانَ (¬1) كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ (¬2) يَمِينٌ، وَقُرِيءَ {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} (¬3) بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ، الْوَاحِدَةُ: هَدْيَةٌ وَهَدِيَّةٌ.
قَوْلُهُ (¬4): {شَعَائِرَ اللَّهِ} الشَّعَائِرُ: أعْمَالُ الْحَجِّ، وَكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَمًا لِطَاعَةِ اللهِ (¬5). قَالَ الأصْمَعِىُّ: الْوَاحِدَةُ شَعِيرَةٌ (¬6). وَقَالَ بَعْضُهُمْا: شِعَارَةٌ. وَالْمَشَاعِرُ: مَوَاضِعُ النُّسُكِ، وَالمَشْعَرُ الْحَرَامُ: أَحَدُ الْمَشَاعِرِ، وَكَسْرُ الْمِيمِ فِيِهِ لُغَةٌ. وَالشِّعَارُ بِالْكَسْرِ: الْعَلَامَةُ، وَهُوَ أَيْضًا: الثَّوْبُ الَّذِى يَلى الْجَسَدَ، وَأَمَّا الشَّعَارُ بِالفَتْحِ، فَالأرضُ كَثِيرَةُ الشَّجَرِ (¬7).
قَوْلُهُ (¬8): "ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا" أَىْ: نَحَّاهُ عَنْهَا وَازالَهُ، وَسَلَتَت الْمَرْأةُ خِضَابَهَا، أَيْ: أَلْقَتْهُ عَنْها
¬__________
(¬1) إن كان: ساقط من ع، والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(¬2) وهو يمين: ساقط من ع.
(¬3) سورة البقرة آية 196 وانظر تفسير الطبرى 4/ 35 ومجاز القرآن 1/ 69.
(¬4) فى المهذب 1/ 235: والمستحب أن يكون ما يهديه سمينا حسنا لقوله عز وجل {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} سورة الحج آية 32.
(¬5) معانى الزجاج 1/ 216 ومجاز القرآن 1/ 62 وتفسير الطبرى 3/ 226 - 244.
(¬6) المراجع السابقة والصحاح (شعر) وتهذيب اللغة 1/ 416 - 419.
(¬7) عن الصحاح (شعر) وانظر العين 1/ 288، 289 وتهذيب اللغة 1/ 416 - 419 والمحكم 1/ 225.
(¬8) فى المهذب 1/ 236: روى ابن عباس (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر فى ذي الحليفة، ثم أتى ببدنة فأشعرها فى صفحة سنامها الأيمن ثم سلت الدم عنها ثم قلدها نعلين.

الصفحة 215