كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَالَ الأَصْمَعِىُّ: سَلَتَ رَأْسَهُ، أَىْ: حَلَقَهُ، وَرَأْسٌ مَسْلُوتٌ: مَحْلُوقٌ (¬9).
قَوْلُهُ: "خُرَبُ الْقِرَبِ" (¬10) جَمْعُ خُرْبَةٍ، وَهِىَ: عُرْوَةُ الْمَزَادَةِ، سُمِّيَتْ خُرْبَة؛ لاسْتَدَارَتَهَا، وَكُلُّ ثُقْبٍ مُسْتَدِيرٍ، فَهُوَ خُرْبَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ: خُرْبَةُ الْمَزَادَةِ: أُذُنُهَا (¬11).
النَّجيبَةُ مِنَ الإبِلِ (¬12): المُختَارَةُ، وَانتجَبَهُ،، أَىْ: اخْتَارَهُ، وَالْجَمْعُ: النَّجُبُ وَالنَّجَائِبُ (¬13) "انْحَرْهَا إيَّاهَا" (أَبْدَلَ) (¬14) الْمُضْمَرَ مِنَ الْمُضْمَرِ (¬15).
وَقَدْ ذَكَرنَا "الْبَدَنَةَ" (¬16) وَأَنَّهَا النَّاقَةُ الْفَتِيَّةُ السَّمِينَةُ (¬17).
قَوْلُهُ: "فَأَمْضُوهَا" (¬18) يُقَالُ: أَمْضَيْتُ الأمْرَ أنْفَذْتُهُ، وَإذا قَضَى اللهُ شَيْئًا: أمْضَاهُ، أيْ: أنفَذَهُ.
قَوْلُهُ: "وإنْ عَطِبَ" (¬19) أَىْ: هَلَكَ، وَالْعَطَبُ: الْهَلَاكُ، وَالْمَعَاطِبُ: الْمَهَالِكُ، يُقَالُ: عَطِبَ مَالُهُ وَأَعْطَبَتْهُ النَّوَائِبُ وَهُوَ الْمُعْطَبُ، وَكَأنَّهُ مِنَ الْعُطْبَةِ، وَهِىَ الْقُطنَةُ الْمُحْتَرِقَةُ (¬20).
قَوْلُهُ: "ثُمَّ اضْرِبْ صَفْحَتَهَا" (¬21) أَىْ: جَانِبَ عُنُقِهَا، وَصَفْحَةُ كُلِّ شَىْءٍ: جَانِبُهُ.
* * *
¬__________
(¬9) عن الصحاح (سلت) وانظر المصباح (سلت) والفائق 3/ 370 والنهاية 2/ 387، 388 واللسان (سلت 2059) وغريب الخطابي 2/ 115.
(¬10) فى المهذب 1/ 236: وتقلد الغنم خرب القرب؛ لأن الغنم يثقل عليها حمل النعال.
(¬11) تهذيب اللغة 7/ 360.
(¬12) فى المهذب 1/ 236 روى أن عمر (ر) قال يا رسول الله أهديت نجيبة وأعطيت بها ثلاثمائة دينار أفأبيعها وأبتاع بثمنها بدنا وأنحرها، قالا "لا ولكن انحرها إياها".
(¬13) الصحاح (نجب) وفى حاشية خ: النجيب: دقيق اليدين قليل اللحم.
(¬14) خ: بدل.
(¬15) ع: أبدل الضمير من الضمير.
(¬16) وردت فى المهذب 1/ 236: فيما روى أن ابن عمر (ر) كان يحمل ولد البدنة إلى أن يضحى عليها.
(¬17) ص 113.
(¬18) روى أن ابن الزبير (ر) أتى فى هداياه بناقة عوراء، فقال: إن كان أصابها بعد ما اشتريتموها فأمضوها وإن كان أصابها قبل أن تشتروها، فأبدلوها.
(¬19) فى المهذب 1/ 236 وإن عطب وخاف أن يهلك نحره.
(¬20) عن الصحاح (عطب) وانظر تهذيب اللغة 2/ 184 والمصباح (عطب) واللسان (عطب 2993).
(¬21) خ: يضرب صفحتها وفى المهذب 1/ 236: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث بالهدى ثم يقول: إن عَطِبَ منها شيء فخشيت عليه موتا فانحرها ثم اغمس نعلها فى دمها ثم صفحها ولا تطعمها أنت ولا أحد من رفقتك.
بَابُ الأُضْحِيَّةِ
اشْتُقَّ اسْمُهَا مِنَ الضُّحَى، وَهُوَ ارْتِفَاعُ الشَمْسِ؛ لِأنَّهَا تُذْبَحُ ذَلِكَ الْوَقْت. وَفِيهَا أَرْبَعُ لُغَاتٍ: أُضْحِيَّةٌ: بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، وإِضْحِيَّةٌ: بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَالْجَمْعُ: أَضَاحِىّ، وَضَحِيَّةٌ عَلَى فَعِيلَةٍ، وَالْجَمْعُ: ضَحَايَا، وَأَضْحَاةٌ، وَالْجَمْعُ أَضْحَىً (¬1)، كَمَا يُقَالُ: أَرْطَاةٌ وَأَرْطَى (¬2)، وَبِهَا سُمِّىَ يَوْمُ الأضْحَى، قَالَ أبُو الْغُولِ (¬3):
(رَأيتُكُمُ بَنِى الْخَذْوَاءِ لَمَّا) (¬4) ... دَنَا الأضْحَى وَصَلَّلَتِ اللِّحَامُ
¬__________
(¬1) ع: أضحاء: تحريف.
(¬2) ع: أرطاء: تحريف. وانظر الصحاح (ضحا) وإصلاح المنطق 171.
(¬3) النهشلى كما فى التكملة 6/ 457 وفى اللسان: الطهوى وليس كذلك، كما في تهذيب الصحاح 3/ 1012.
(¬4) من ع والصحاح ونوادر أبي زيد 433 والتكملة، وإصلاح المنطق 171 والمذكر والمؤنث للفراء 82 والصحاح واللسان (ضحا 2560) وفى خ: وَمَا كُنْتُمْ بَنِى الخذْوَا إذَا مَا.

الصفحة 216