كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَالَ الْفَرَّاءُ: الْأضْحِيَةُ تُذَكَّرُ وَتُؤَنثُ، فَمنْ ذَكَّرَ: ذَهبَ إِلَى الْيَوْمِ (¬5).
قَوْلُهُ (¬6): "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذِبْحٌ" الذِّبْحُ بِكَسْرِ الذَّالِ: اسْمٌ لِلشَّىْءِ الْمَذْبُوحِ، مِثْلُ: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (¬7) وَالذَّبْحُ بِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ. وَأَصْلُهُ: الشَّقُّ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬8):
كأَنَّ بَيْنَ فَكِّهَا وَالْفَكِّ ... فَارَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِى سُكِّ
أَيْ: فُتِقَتْ بِهَا، وَرُبّمَا قَالُوا: ذَبَحْتُ الدَّنَّ: إِذَا بَزَلْتَهُ (¬9).
قَوْلُهُ (¬10): {مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} سُمِّيَتْ بَهِيمَةً؛ لأنَّهَا اسْتَبْهَمَتْ عَنِ الْكَلَام.
قَوْلُهُ: "أَفْضَلُ مِنَ الْغَبْرَاءِ" (¬11) وَفِى بَعْضِ النُّسَخِ "الْعَفْرَاء" وَالْعَفْرَاءُ: هِىَ الْبَيْضَاءُ الَّتِى يَعْلُو بَيَاضَهَا حُمْرَةٌ، وَهِىَ مِنَ الظِّباءِ كَذَلِكَ، وَتَكُونُ مَع ذَلِكَ قِصَارَ الْأعْنَاقِ، وَهِىَ أضعَفُ الظِّباءِ عَدْوًا تَسْكُنُ الْقِفَافَ (¬12) وَصَلَابَةَ (¬13) الأرْضِ.
"بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ" المُلْحَةُ مِن الألْوَانِ: بَيَاضٌ يُخَالِطُهُ سَوَادٌ، يُقَالُ: كَبْشٌ أملَحُ، وَتَيْسٌ أَمْلَحُ، وَالزُّرْقَةُ إِذَا اشْتَدَّتْ حَتَى تَضْرِبَ إِلَى البَيَاضِ، قِيْلَ: هُوَ أَمْلَحُ الْعَيْنِ (¬14) وَقَالَ (¬15) ابْنُ الأعرَابِي: الأَمْلَحُ: الأبْيَضُ النَّقِىُّ البَيَاض (¬16).
قَوْلُهُ: "الْبَيِّنُ ضَلَعُهَا" (¬17) الضَّلَعُ بِالتَّحْرِيكِ: الاعْوِجَاجُ خِلْقَةً (¬18) تَقُولُ مِنْهُ: ضَلِعَ بِالْكَسْرِ يَضْلَعُ ضَلَعًا (¬19)، وَهُوَ الْمَيْلُ أَيْضًا (¬20) كَأَنَّهَا تَمِيلُ (¬21) فِى مَشْيِهَا وتَعْوَجُّ.
قَوْلُهُ: " (الْكَسِيرَةُ الَّتِى) (¬22) لَا تُنْقِى "النِّقْىُ: الْمُخُّ فِى الْعَظْمِ، وَنَقَوْتُ الْعَظْمَ ونَقَيْتُهُ: إذَا اسْتَخْرَجْتَ نِقْيَهُ، أَىْ: مُخَّهُ (¬23). . وَمَعْنَاهُ: الَّتِى لَا يَطْلُعُ فِيهَا مُخٌّ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬24):
لَا يَشْتَكِينَ عَمَلًا مَا أَنْقَيْنَ ... مَا دَامَ مُخٌّ فِى سُلَامَى أو عَيْن
يُقَالُ: هَذِهِ نَاقَةٌ مُنْقِيَةٌ، وَهَذِهِ لَا تُنْقِى (¬25).
¬__________
(¬5) الصحاح (ضحا) وإصلاح المنطق 171 والمذكر والمؤنث للفراء82 وانظر المذكر والمؤنث لابن التسترى 55، 58 والمذكر والمؤنث لابن فارس 56 والبلغة لأبى البركات بن الأنباري 73.
(¬6) فى المهذب 1/ 238: روت أم سلمة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان عنده ذبح يريد أن يذبحه فرأى هلال ذى الحجة فلا يمس من شعره ولا من أظفاره شيئا".
(¬7) سورة الصافات آية 107.
(¬8) الراجز منظور بن مرثد الأسدى، كما فى التنبيه والإيضاح 1/ 234 وخزانة الأدب 7/ 472 واللسان (ذبح 1486) وقال ابن دريد: وقيل لأبي نخيلة. جمهرة اللغة 1/ 95.
(¬9) الصحاح (ذبح) وانظر تهذيب اللغة 4/ 470 والمحكم 3/ 218.
(¬10) فى المهذب 1/ 238: ولا يجزئ فى الأضحية إلا الأنعام وهى الإبل والبقر والغنم لقوله عز وجل {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} سورة الحج آية 34.
(¬11) فى المهذب 1/ 238: فى الأضحية: البيضاء أفضل من الغبراء والسواد؛ لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - ضحى بكبشين أملحين. والأملح: الأبيض.
(¬12) ع: العقاف تحريف.
(¬13) ع: وصلاب والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه ومثله فى تهذيب اللغة 2/ 351 وانظر العين 2/ 123 والمحكم 2/ 82، 83 ونظام الغريب فى اللغة 198 وشرح الكفاية 350.
(¬14) عن الصحاح (ملح) وانظر غريب الحديث 2/ 206 والفائق 3/ 383 والنهاية 4/ 354 وغريب ابن الجوزى 2/ 371 واللسان (ملح 4256).
(¬15) ع: قال.
(¬16) تهذيب اللغة 5/ 102.
(¬17) فى المهذب 1/ 238 روى البراء بن عازب أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يجزئ فى الأضاحى العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ضلعها والكسيرة التى لا تنقى".
(¬18) ع: بخلقه والمثبت من خ والصحاح (ضلع).
(¬19) عن الصحاح (ضلع) وانظر تهذيب اللغة 1/ 477، 478.
(¬20) يقال فيه ضَلَعَ يَضْلَعُ ضَلْعًا بالتسكين: أى مال وانظر الصحاح والنهاية 3/ 96 وتهذيب اللغة.
(¬21) ع: تمييل: تحريف.
(¬22) خ: الكسير الذى.
(¬23) الصحاح والمصباح (نقى).
(¬24) الراجز أبو ميمون النضر بن سلمة العجلى كما فى خلق الإنسان للأصمعى 208 واللسان (نقى 4533) وهو من غير نسبة فى الصحاح (نقى) وانظر تهذيب اللغة 9/ 318 وخلق الإنسان للأصمعى 215 وثابت 216 والمخصص 1/ 164 وغريب الحديث 2/ 209 وإصلاح المنطق 140 والفائق 4/ 16 والنهاية 5/ 111.
(¬25) الصحاح (نقى).

الصفحة 217