كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

أَىْ: مِنَ السُّؤَالِ. وَقَالَ آخَرُ (¬48):
. . . . . . . . . . . . ... وَلَا أَحْرِمُ الْمُضْطرَّ إِنْ جَاءَ قَانِعَا
وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْأضْدَادِ (¬49)، يُقَالُ: قَنِعَ: إِذَا رَضِىَ، وَقَنَعَ، إِذَا سَألَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: السَّائِلُ الَّذِى يقْنَعُ بِالْقَلِيلِ (¬50). وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْقَانِعِ لأهْلِ الْبَيْتِ (¬51) " هُوَ لَهُمْ كَالتَّابعِ وَالْخَادِمِ، وَأصْلُهُ: السَّائِلُ.
قَوْلُهُ: "جِلَالَهَا" (¬52) جَمْعُ جُلّ، وَجَمْعُ الْجِلَالِ: أَجِلَّةٌ، وَهُوَ مَا تُجَلَّلُ بِهِ الدَّابَّةُ، أَيْ: تُغَطِّى.
قَوْلُهُ: "يَجْمُلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ" (¬53) هُوَ: اسْتِخْرَاجُ الْجَمِيلِ، وَهُوَ الْوَدَكُ (¬54)، وَمِنْهُ سُمِّىَ الرَّجُلُ جَمِيلًا (¬55).
قَوْلُهُ: "مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ (¬56) - وَدَفَّ أُنَاسٌ "قَالَ أبُو عَمْرٍو: (¬57) هُمُ الْقَوْمُ يَسِيرُونَ جَمَاعَةً سَيْرًا "لَيْسَ بِالشَّدِيد". يُقَالُ هُمُ يَدِفُّونَ دَفِيفًا. وَفِى الْحَدِيثِ: "إِنَّ فِى الْجَنَّةِ لَنَجَائِبَ تَدِفُّ بِرُكْبَانِهَا" (¬59) وَقَالَ غَيْرُهُ (يُقَالُ) (¬60) جَاءت دَافَّةٌ مِنَ الأعرَابِ، وَهُوَ مَنْ يَرِدُ مِنْهُمُ (¬61) الْمِصْرَ.
* * *
¬__________
(¬48) عدى بن زيد، شعراء النصرانية 4/ 472 وغريب الحديث 2/ 156 وثلاثة كتب فى الأضداد 49، 117 واللسان (قنع) والرواية: إذ جاء قانعا ورواية الصحاح كما هنا. وصدره:
وَمَا خُنْتُ ذَا عَهْدٍ وَأُبْتُ بِعَهْدِهِ ... . . . . . . . . . . . .
(¬49) ذكره فى الصحاح (قنع) وانظر ثلاثة كتب فى الأضداد 49، 116، 117، 202، 203.
(¬50) الفراء فى معاني القرآن 2/ 277 وانظر تفسير الطبرى 17/ 121.
(¬51) غريب الحديث 2/ 153 والنهاية 4/ 114.
(¬52) خ: الجلال. وفى المهذب 1/ 240: روى عن على (ر) قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقوم على بدنه فأقسم جلالها وجلودها وأمرني أن لا أعطى الجازر منها شيئا.
(¬53) فى المهذب 1/ 240: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد كان الناس ينتفعون من ضحاياهم ويجملون منها الودك ويتخذون منها الأسقية. . . إلخ.
(¬54) الودك: الشحم المذاب.
(¬55) غريب الحديث 3/ 407 والفائق 1/ 232 والنهاية 1/ 298.
(¬56) فى المهذب 1/ 240: روت عائثة (ر) قالت: دفت دافة من أهل البادية حضرة الأضحى زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . إلخ وفيه: "إنما نهيتكم من أجل الدافة".
(¬57) ع: وهم.
(¬58) ع: لينا بالتشديد: تحريف طريف والمثبت من خ وغريب أبى عبيد 3/ 390 وانظر الفائق 1/ 429 والنهاية 2/ 124.
(¬59) المراجع السابقة.
(¬60) من ع.
(¬61) ع: عليهم.
مِنْ بَابِ الْعَقِيقَةِ
أَصْلُ الْعَقِيقَةِ: صُوفُ الْجَزَعِ، وَشَعَرُ كُل مَوْلُودٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، الَّذِى يُولَدُ عَلَيْهِ (¬1)، يُقَالُ: عَقِيقَةٌ وَعَقِيقٌ، وَعِقَّةٌ أيضًا بِالْكَسْرِ، وَبِهِ سُمِّيَتْ الشَّاةُ الَّتِى تُذْبَحُ عَنِ الْمَوْلُودِ يَوْمَ أسْبُوعِهِ عَقِيقَةً؛ لأنَّهُ يُزَالُ عَنْهُ الشَّعَرُ يَوْمَئِذٍ، فَسُمِّيَتْ بِاسْمِ سَبَبِهَا (¬2)، وَقَالَ زُهَيرٌ يَذْكُرُ حِمَارًا وَحْشِيًا (¬3):
أَذَلِكَ أمْ أقبُّ الْبَطنِ جَأْبٌ (¬4) ... عَلَيْهِ مِنْ عَقِيقَتِهِ عِفَاءُ
وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ (¬5):
¬__________
(¬1) الصحاح (عقق).
(¬2) تهذيب اللغة 1/ 56 وجمهرة اللغة 1/ 112 ومبادي اللغة 72 وفقه اللغة 98 وديوان الأدب 3/ 82.
(¬3) ديوانه 65 وغريب الحديث 285.
(¬4) ع: جأر: تحريف. الأقب: الضامر وجأب: غليظ وعقيقته: وبره وعفاء: صغار الوبر.
(¬5) ديوانه 128 وروايته يا هند ومثله فى اللسان وفي غريب الحديث 4/ 281 أيا هند. والبوهة: البومة والأحسب من الحسبة وهى صهبة =

الصفحة 219