كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

فَيَاهِنْدُ لَا تَنْكِحِى بُوهَة ... عَلَيْهِ عَقِيقَتُهُ أحْسَبَا
هُوَ الَّذِى فِى رَأْسِهِ شُقْرَةٌ. وَقِيلَ: إِنَّهُ مَأخُوذٌ مِنَ الْعَقِّ، وَهُوَ الشَّقُّ وَالْقَطْعُ، فَسُمِّيَتْ الذَّبِيحَةُ عَقِيقَةً، لِأنَّهُ يُشَقُّ حُلْقُومُهَا (¬6).
قَوْلُهُ: "عَقَّ عَن الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ" أَىْ: ذَبَحَ عَنْهُمَا الْعَقِيقَةَ.
قَوْلُهُ (¬7): "شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ" أَىْ (¬8): مُتَسَاوِيَتَانِ، أَىْ: كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مُسَاوِيَةٌ لِصَاحِبَتِهَا فِى السِّنِّ، مِنْ قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ كُفْءُ فُلَانٍ، أَىْ: مُسَاوٍ لَهُ، وَالزَّوْجُ كُفْءُ الْمَرأةِ، أَىْ: مِثْلٌ لَهَا (¬9). وَقَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬10): أَيْ مُعَادِلَتَانِ، لِمَا يَجِبُ فى الزَّكَاةِ والأضْحِيَةُ مِنَ الأسْنَانِ، ولا فَرْقَ بَيْنَ "الْمُكَافَئَتَيْنِ (¬11) " وَ "الْمَكَافَأتيْنِ" لأنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ إِذَا كَافَأَت أُخْتَهَا فَقَدْ كُوفِئَتْ، فهِىَ (مُكَافِئَةٌ) (¬12) وَمُكَافَأةٌ.
قَوْلُهُ: "تُطبَخُ جُدُولًا" (¬13) بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ: جَمْعُ جَدْلٍ، وَهُوَ الْعُضْوُ، قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ (¬14). وَقَالَ الْمُبَرِّدُ (¬15): الْجَدْلُ: الْعَظْمُ يُفْصَلُ بِمَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ.
قَوْلُهُ: "يُمَاطُ عَنْ رُؤُسِهِمَا (¬16) الْأذَى" أَىْ: يُزَالُ، يُقَالُ (¬17): مَاطَ، أَىْ: بَعُدَ. وَأرَادَ بِالأذَى: مَا يُؤْذِيهِ مِنَ الشَّعَرِ، وَحَكَى أَبُو (عُبَيْدٍ) (¬18): مِطْتُ وَأَمَطْتُ عَنْهُ: إِذَا نَحَّيْتَ عَنْهُ، قَالَ الأصْمَعِىُّ: مِطْتُ أَنَا وَأَمَطْتُ غَيْرِى، وَمِنْهُ إمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ (¬19).
قَوْلُهُ: "نَهَى عَنِ الْقَزَعَ" (¬20) هُوَ أَنْ يُحْلَقَ بَعْضُ الرأسِ وَيُتْرَكُ بَعْضُهُ بِشَعْرِهِ مُتَفَرِّقًا، وَقَدْ قَزَّعَ رَأسَهُ تَقْزِيعًا: إِذَا حَلَقَ [شَعَرَهُ] (¬21) وَبَقِيَتْ مِنْهُ بَقَايَا فِى نَوَاحِى رَأْسِهِ. وَأَصلُهُ: السَّحَابُ الْمُتَفَرِّقُ فِى السَّمَاءِ، يُقَالُ: "مَا فِى السَّمَاءِ قَزَعَةٌ مِنْ سَحَابٍ" (¬22).
قَوْلُهُ (23): "خَلُوقًا" (¬23) بِفَتْحِ الْخَاءِ: هُوَ الزَّعْفَرَانُ، وَأَصْلُ الْخَلْقِ: التَّمْلِيسُ، وَمِنْهُ الصَّخْرَةُ الْخَلْقَاءُ، وَهِىَ: الْمَلْسَاءُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ خَلْقُ الإنْسَانِ.
قَوْلُهُ: أَنْ يُحَنَّكَ الْمَوْلُودُ" (¬24) يُقَالُ: حَنَكْتُ الصَّبِىَّ وَحَنَّكْتُهُ: إِذَا مَضَغْتُ تَمْرًا، أو غَيْرَةَ، ثُمَّ
¬__________
= تضرب إلى الحمرة وهى مذمومة عند العرب.
(¬6) النهاية 3/ 76، 277 والمأثور عن أبى العميثل 25.
(¬7) فى المهذب 1/ 241: روت أم كرز قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة، فقال: "للغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة".
(¬8) أى: ليس فى ع.
(¬9) كذا ذكر أبو عبيد فى غريب الحديث 1/ 103 وابن الأثير فى النهاية 4/ 181 وانظر تهذيب اللغة 10/ 386.
(¬10) فى الفائق 3/ 267.
(¬11) يعنى أن الحديث يروى "مكافأتان" وذكر أبر عبيد أن هذه رواية المحدثين، ورد عليه الخطابى فى غريبة 1/ 605 بقوله: وهذا لا يقنع فى معنى الخبر وفى بيان حكمه وإن أقنع فى لفظه وإنما أراد بالتكافؤ التساوى فى السن يقول: لا يُعَقُّ إلا بمسنة، كما لا يجوز فى الضحايا إلا مسنة. . . ولا فرق بين المكافئتين والمكافأتين؛ لأن كل واحدة منهما إذا كافأت صاحبتها فقد كوفئت من جهتها فهى مكافئة ومكافأة وانظر النهاية 4/ 181 والصحاح (كفأ).
(¬12) خ: كافئة: تحريف. والمثبت من ع والمراجع السابقة.
(¬13) فى المهذب 1/ 241 روى عن عائشة (ر) أنها قالت: السنة شاتان مكافئتان تطبخ جدولا ولا يكسر عظم. . . . إلخ.
(¬14) فى الصحاح (جدل).
(¬15) ذكره الزمخشرى فى الفائق 1/ 197 وانظر الغريبين 1/ 331 وتهذيب اللغة 10/ 649 وخلق الإنسان لثابت 15، 122.
(¬16) خ: رأسها، ومصححة فوقها بـ"رأسه" وفى المهذب 1/ 241: فى الحديث: "عق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين عليهما السلام يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رؤوسهما الأذى.
(¬17) ع: قال.
(¬18) ح: أبر عبيدة والمثبت من ع والصحاح (ميط).
(¬19) عن الصحاح (ميط) وانظر النهاية 4/ 380، 381 وديوان الأدب 3/ 407 واللسان (ميط 4308).
(¬20) فى المهذب 1/ 241: روى ابن عمر (ر) قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القزع فى الرأس.
(¬21) خ وع: رأسه والمثبت من الصحاح (قزع) والنقل عنه.
(¬22) ع: السحاب. وانظر غريب الحديث 1/ 185، 3/ 440 والفائق 3/ 189 والنهاية 4/ 59.
(¬23) فى المهذب 1/ 241 روت عائشة (ر) قالت: كانوا فى الجاهلية يجعلون قطنة فى دم العقيقة ويجعلونها على رأس المولود فأمرهم النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يجعلوا مكان الدم خلوقًا.
(¬24) فى المهذب 1/ 242: ويستحب أن يحنك المولود بالتمر.

الصفحة 220