كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

دَلَكْتَهُ بِحَنَكِهِ، وَالصَّبِىُّ مَحْنُوكٌ (¬25).
قَوْلُه: "فَغَرَفَاهُ" فَتَحَهُ، وَقَدْ ذُكِرَ (فِى الْجَنَائِزِ) (¬26).
قَوْلُهُ: "فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ" يُقَالُ: تَلَمَّظَ يَتَلَمَّظُ، وَلَمَظَ يَلْمُظُ: إِذَا تَتَبَّعَ بِلِسَانِهِ بَقِيَّةَ الطَّعَامِ فِى فِيهِ، أو أَخْرَجَ لِسَانَهُ فَمَسَحَ شَفَتَيْهِ فَجَعَلَهُ فِى فِيهِ (¬28).
وَمَجَّهُ وَرَمَى بِهِ: يُقَالُ: مَجَّ الرَّجُلُ الشَّرَابَ مِنْ فِيهِ: إِذَا رَمَى بِهِ، وَانْمَجَّتْ (¬29) نُطْفَةٌ مِنَ الْقَلَمِ: إِذَا تَرَشَّشَتْ.
* * *
¬__________
(¬25) عن الصحاح (حنك).
(¬26) ما بين القوسين من ع، وانظر ص 126.
(¬27) فى المهذب 1/ 242: روى أنس (ر) قال: ذهبت بعبد الله بن أبى طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ولد، فقال: هل معك تمر قلت نعم فناولته تمرات فلاكهن ثم فغر فاه ثم مجه فيه فجعل يتلمظ. . . . إلخ الحديث.
(¬28) الصحاح (لمظ) وانظر النهاية 4/ 271.
(¬29) ع: والمجة: تحريف والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
وَمِنْ بَابِ النَّذْرِ
النَّذْرُ مُشْتَقٌّ مِنْ الِإنْذَارِ، وَهُوَ الِإبْلَاغُ وَالإعْلَامُ بِالأمْرِ الْمَحْوفِ، كَأنَّ النَّاذِرَ (¬1) يُعْلِمُ نَفْسَهُ، وَيُوْجِبُ عَلَيْهَا قُرْبَةً يَتَخَوَّفُ الِإثْمَ مِنْ تَرْكِهَا. وَالنَّذْرُ: إِيجَابُ عِبَادَةٍ فِى الذِّمَّةِ بِشَرْطٍ وَبِغَيْرِ شَرْطٍ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} (¬2) أَىْ: أَوْجَبْتُ.
قَوْلُهُ (¬3): "فَإِنْ أَشْعَرَ بَدَنَةً" قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الِإشْعَارَ هُوَ الْعَلَامَةُ، وَأَنَّ الْبَدَنَةَ: هِىَ النَّاقَةُ السَّمِينَةُ (¬4).
قَوْلُهُ: "أَوْ دَفْعَ سُوءٍ" (¬5) سَاءَهُ يَسُوءُهُ: نَقِيضُ سَرَّهُ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: فَتْحُ السِّينِ وَالْقَصْرُ، وَضَمُّهَا وَالْمَدُّ. وَالْمَفْتُوحُ يُوْصَفُ بِهِ، يُقَالُ: رَجُلُ سَوْءٍ، وَلَا يُقَالُ بِالضَّمِّ (¬6). وَالسُّوءُ أيْضًا: الْمُنْكَرُ وَالْفُجُورُ، وَأَسَاءَ إِلَيْهِ ضِدُّ أحْسَنَ إِلَيْهِ، وَالسَّوءَى: نَقِيضُ الحُسْنَى (¬7).
قَوْلُهُ: "فِى لَجَاجٍ وَغَضَبٍ" (¬8) اللَّجَاجُ وَالْمُلَاجَّةُ (¬9): التَّمَادِي فِى الْخُصُومَةِ، يُقَالُ: لَجِجْتَ تَلَجُّ لَجَاجًا وَلَجَاجَةً، وَلَجَجْتَ بِالْفَتْحِ تَلِجُّ: لُغَةٌ (¬10).
قَوْلُهُ: "قُربَانًا" (¬11) الْقُرْبَانُ: مَا يُتَقَربُ بِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، مِنَ الْقُرْبِ ضِدُّ الْبُعْدِ، زِيدَت الْألِفُ وَالنّونُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ (¬12).
¬__________
(¬1) ع: فالناذِرُ.
(¬2) سورة مريم آية 26.
(¬3) فى المهذب 1/ 242: قال فى القديم: إذا أشعر بدنة أو قلدها ونوى أنها هدى أو أضحية: صارت هديا أو أضحية.
(¬4) ص 113.
(¬5) فى المهذب 1/ 242: فإن نذر طاعة نظرت فإن علق ذلك على إصابة خير أو دفع سوء فأصاب الخير أو دفع السوء عنه لزمه الوفاء بالنذر.
(¬6) عن الصحاح (سوأ).
(¬7) ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} الروم: 10. وانظر معاني القرآن للفراء 2/ 322 وتفسير غريب القرآن 340.
(¬8) خ أو غضب. وفى المهذب 1/ 243: وإن نذر طاعة فى لجاج وغضب بأن قال: إن كلمت فلانا فعلى كذا فكلمه فهو بالخيار.
(¬9) ع: التماحك و: تحريف.
(¬10) الصحاح والمصباح (لجح) والعين 6/ 19 والمحكم 7/ 151.
(¬11) خ: قربان وفى المهذب 1/ 243 يقال: أهديت له دارا وأهديت له ثوبا، وأن الجميع يسمى قربانا.
(¬12) الصحاح والمصباح (قرب).

الصفحة 221