كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

"إِتْمَامُهُمَا: أَنْ تُحْرِمَ بِهِمَا مِنْ دُوَيْرَةِ اهْلِكَ" (¬40).
قَوْلُهُ: "تَرَفَّهَ بتَرْكِ مُؤْنَةِ الرُّكُوبِ" (¬41) مِنَ الرَّفَاهِيَةِ، وَهِىَ: الرَّاحَةُ مِنَ الْمُؤْنَةِ.
* * *
¬__________
(¬40) تفسير الطبرى 4/ 8، 9 والبحر المحيط 2/ 72.
(¬41) خ: المركوب. وفى المهذب 1/ 246: وإن نذر أن يركب إلى بيت الله الحرام فمشى لزمه دم؛ لأنه ترفه بترك مؤنة الركوب.
مِنْ بَابِ الْأطْعِمَةِ
الْحَيَوَانُ (¬1): مَأْخُوذٌ مِنَ الْحَيَاةِ، وَهُوَ: مَا فِيهِ رُوحٌ، وَضِدُّهُ: الْمَوَتَانُ، كَأَنَّ الألِفَ وَالنُّونَ زِيدَا لِلْمُبَالَغَةِ، كَهُمَا فِى النَّزَوَانِ وَالْغَلَيَانِ (¬2).
قَوْلُهُ (¬3): {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} قَدْ (¬4) ذَكَرْنَا أنَّ الْخَبِيثَ: هُوَ الْمُسْتَقْذَرُ نَجِسًا كَانَ أو غَيْرَ نَجِسٍ، وَالطَيِّبَاتُ ضِدُّهَا (¬5).
قَوْلُهُ: (الدَّوَابُّ) (¬6) هُوَ مَا يَدِبُّ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ، قَالَ تَعَالَى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} (¬7)، {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} (¬8) يُقَالُ: دَبَّ عَلَى الأَرْضِ يَدِبُّ دَبيبًا: إِذَا مَشَى (¬9).
قَوْلُهُ (¬10): {بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} الأَنْعَامُ كُلُّهَا بَهَائِمُ (¬11)؛ لِأَنَّهَا اسْتَبْهَمَتْ عَن الْكَلَامِ، يُقَالُ: اسْتَبْهَمَ الشَّىْءُ: اسْتَغْلَقَ (¬12).
وَقَالَ (¬13) الأَزْهَرِىُّ (¬14): الْبَهِيمَةُ فِى اللغَةِ، مَعْنَاهَا: الْمُبْهَمَةُ عَنِ النُّطقِ.
قَوْلُهُ: (وَلَا يَحِلُّ السِّنَّوْرُ) (¬15) بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِ النُّونِ، وَهُوَ الْهِرُّ وَسُمِّيَت الْهِرَّةُ؛ لِصَوْتِهَا عِنْدَمَا تَكْرَهُ الشَّىْءَ، يُقَالُ: هَرَّ الْكَلْبُ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ فُسِّرَ فِى لَيْلَةِ الْهَرِيرِ (¬16)، وَحَقِيقَتُهُ: الصَّوْتُ الْمَكْرُوهُ (¬17). فِعْلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ (¬18).
قَوْلُهُ: (فَسَنَح لَهُمْ حُمُرُ وَحْشٍ) (¬19) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ السَّانِحِ، وَهُوَ الَّذِى يُولِيكَ مَيَامِنَهُ، ضِدُّ الْبَارِحِ (¬20). وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ سَنَحَ، أَيْ: عَوَضَ، يُقَالُ: سَنَحَ لى رَأىٌ فِي كَذَا، أَىْ: عَرَضَ.
¬__________
(¬1) ذكر فى المهذب 1/ 246: أن ما يؤكل شيئان: حيوان وغير حيوان. . . إلخ.
(¬2) انظر الصحاح (حيو) واللسان (حيو 1077).
(¬3) فى المهذب 1/ 246: فأما النجس فلا يحل أكله وهو الكلب والخنزير لقوله تعالى: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} سورة الأعراف آية 157.
(¬4) ع: ذكر.
(¬5) ص 10، 32، 103.
(¬6) فى المهذب 1/ 246: فأما الدواب فضربان: دواب الإنس ودواب الوحش.
(¬7) سورة النور آية 45.
(¬8) سورة هود آية 6.
(¬9) الصحاح (دبب).
(¬10) فى المهذب 1/ 246: فأما دواب الإنس فإنه يحل منها الأنعام وهى الإبل والبقر والغنم لقوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} سورة المائدة آية 1.
(¬11) ع: يقال لها بهائم. . . إلخ.
(¬12) معاني الزجاج 2/ 153 والكشاف 1/ 591 وابن كثير 2/ 3، 4 والغريبين 1/ 277 والفائق 1/ 9.
(¬13) ع: قال.
(¬14) تهذيب اللغة 6/ 377.
(¬15) فى المهذب 1/ 247: ولا يحل السنور، لما روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الهرة سبع، ولأنه يصطاد بالناب ويأكل الجيف فهو كالأسد".
(¬16) ص 198.
(¬17) انظر الصحاح (هرر).
(¬18) يعنى الهرة على فعلة.
(¬19) فى المهذب 1/ 247: روى أن أبا قتادة كان مع قوم محرمين وهو حلال فسنح لهم حمر وحش فحمل عليها أبو قتادة فعقر مها أتانا فأكلوا منها. . . إلخ.
(¬20) أهل نجد يتيامنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح وعلى عكسهم أهل الحجاز. والبارح الذى يجتاز بك فيوليك مياسرة. وانظر التنبيهات 124 - 127 والعين 3/ 145 وتهذيب اللغة 4/ 321 والمحكم 3/ 146 والصحاح (سنح- برح).

الصفحة 223