كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

جَاءَ الشِّتَاءُ وَاجْثَأَلَّ الْقُنْبُرُ * وَجَعَلَتْ عَيْنُ الْحَرُورِ تَسْكُرُ * وَطَلَعَتْ شَمسٌ عَلَيْهَا مِغْفَرُ
وَالْقُبَّرَةُ: وَاحِدَةُ الْقُبَّرِ: وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الطّيْرِ (¬92)، قَالَ طَرَفَةُ (¬93):
يَالَكِ مِنْ قُبَّرَةٍ بِمَعْمَرِ * خَلَالَكِ الْجَوُّ فَبِيضِى وَاصْفِرِى * وَنَقِّرِى مَا شِئْتِ أنْ تُنَقِّرِى
قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: وَالْقُنْبُرَةُ: لُغَةٌ فِيهَا (¬94).
(قَوْلُهُ) (¬95): (وَرَوَى سَفِينَةُ) (¬96) هُوَ مَوْلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -، سُمِّىَ بِذَلِكَ؛ لأنَ الصَّحَابَةَ، رَضىَ اللهُ عَنْهُمْ حَمَلُوا عَلَيْهِ أزوَادَهُمْ وَمَاءَهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّهُ (¬97) سَفِينَةٌ، وَاسْمُهُ: مَهْرَانُ. وَقِيلَ: مَاهَانُ (¬98)، قَالَ: وَخَلَفُ الْقَائِلِ (¬99).
* مَا هَانَ فِى حَمْلِ زَادِ الصَّحْبِ مَا هَانُ *
وَ (الْحَجَلُ) الْقَبَحُ، وَلَعَلَّهُ سُمِّىَ بِمِشْيَتِهِ، يُقَالُ: حَجَلَ الطَّائِرُ يَحْجُلُ وَيَحْجِلُ حَجَلَانًا: إِذَا نَزَا فِى مَشْيِهِ كَمَا يَحْجِلُ الْبَعِيرُ الْمَعْقُولُ (¬100) عَلَى ثَلَاثٍ، وَالْغُلَامُ عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ. وَفِى الحَدِيثِ: أَنَّهُ قَالَ لِزَيْدٍ (¬101): "أنْتَ مَوْلَانَا، فَحَجَلَ" (¬102) قَالَ أبو عُبَيْدٍ (¬103): الْحَجْلُ: أَنْ يَرْفَعَ رِجْلًا، وَيَقْفِزَ عَلَى الأُخْرَى مِنَ الْفَرَحِ (¬104) وَ"الْحُبَارَى": مَقْصُورٌ، طَائِرٌ، يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالأنْثَى، وَاحِدُهَا وَجَمْعُهَا: سَوَاءٌ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ فِى الْجَمْعِ: حُبَارَيَاتٌ. وَفِى الْمَثَلِ: "كُلُ شَىِءٍ يُحِبُّ وَلَدْهُ حَتَّى الْحُبَارَى (¬106) ". وَإِنَّمَا خَصُّوا الْحُبَارَىِ؛ لِأنَّهُ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِى الْمُوقِ، أَىْ: الْمَحَبَّةِ (¬107) وَيُقَالُ: سِلَاحُهُ: سُلَاحُهُ؛ لِأنَّهُ إِذَا أرَادَ الصَّقْرُ أن يَصْطَادَهُ: سَلَحَ عَلَيْهِ فَيَعْتَلُّ الصَّقْرُ حَتَى يَنْتَتِفَ (¬108) رِيشُهُ، فَلَا يَزَالُ يُخَاتِلُهُ حَتَّى يَنْفَدَ سَلْحُهُ، فَيَأمَنَ مِنْهُ وَيَصِيدَهُ (¬109). وَيُقَالُ: إِنَّهُ الَّذِى تُسَميهِ (الْعَامَّةُ) (¬110) الُّوَّامَ. وَلَا أحُقُّهُ.
"الْخُطَّافُ": الْخُفَّاشُ، وَهُوَ الَّذِى يَطِيرُ بِالَّليلِ (¬111)، (وَجَمْعُهُ) (¬112) خَطَاطِيفُ وَخَفَافِيشُ.
"الْكَلْبُ الْعَقُورُ" فَعُولٌ مِنَ الْعَقْرِ، أَيْ: كَثُرَ مِنْهُ عَقْرُ النَّاسِ أَوْ (¬113) الْبَهَائِمِ (¬114).
¬__________
(¬92) جعله نوعًا آخر مع أن الكلام فى الصحاح واللسان وغيرهما على أنهما نوع واحد.
(¬93) هذا الرجز ينسب إلى طرفه بن العبد وينسب إلى كليب بن ربيعة التغلبى. وانظر فصل المقال 364، 365 وزهر الأكم 2/ 199، 200 والتنبيه والإيضاح 2/ 184 واللسان (قبر 3510) وانظر خزانة الأدب 2/ 424 ومجمع الأمثال 1/ 423 وشعراء النصرانية 298.
(¬94) الذى فى الصحاح (القنبراء) وهى اللغة الثانية التى اختارها وهذا خطأ منه فى النقل عن الصحاح بدليل ما ذكره من أن العامة تقول القنبرة.
(¬95) من ع.
(¬96) فى المهذب 1/ 249: وروى سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال: أكلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحم حبارى.
(¬97) ع: أنت.
(¬98) ترجمته فى أنساب الأشراف 480 - والاستيعاب 684 والإصابة 3/ 132 وتهذيب النووى 1/ 225 والكاشف 1/ 379 والمعارف 146، 147.
(¬99) وخلف القائل: ليس فى ع.
(¬100) فى الصحاح: العقير وكذا فى المحكم 3/ 55 واللسان (حجل 788).
(¬101) زيد بن حارثة رضى الله عنه.
(¬102) غريب الحديث 3/ 182 والفائق 1/ 261 والنهاية 1/ 346.
(¬103) ع: أبو عبيدة: تحريف.
(¬104) قال: وقد يكون بالرجلين معا إلا أنه قفز وليس بمشى. غريب الحديث 3/ 183 وانظر المراجع السابقة وتهذيب اللغة 4/ 144 والصحاح (حجل).
(¬105) عن الصحاح (حبر) وانظر القاموس والمصباح (حبر) وتهذيب اللغة 5/ 35، 36 والمحكم 3/ 283 واللسان (حبر 750، 751).
(¬106) عن الصحاح وانظر مجمع الأمثال 3/ 29 وتهذيب اللغة 5/ 36 واللسان (حبر 751).
(¬107) ع: عدم المحبة. والموق: الحمق وهى على موقها تحب ولدها وتعلمه الطيران قبل نبات جناحه ولذا يقال: أموق من الحبارى. انظر الصحاح وتهذيب اللغة ومجمع الأمثال.
(¬108) ع: ينتف.
(¬109) انظر الحيوان 2/ 306 وجمهرة الأمثال 1/ 534 والمستقصى 1/ 170 والدرة الفاخرة 1/ 333، ومجمع الأمثال 2/ 143.
(¬110) خ: العام.
(¬111) المصباح (خشف) وديوان الأدب 1/ 335.
(¬112) خ: وجمعها.
(¬113) ع: والبهائم.
(¬114) تهذيب اللغة 1/ 218 والنهاية 3/ 275.

الصفحة 227