كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

(الْغُدَافُ) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: هُوَ غُرَابُ الْقَيْظِ، وَالْجَمْعُ: غِدْفَانٌ، قَالَ: وَرُبَّما سَمَّوْا النِّسْرَ الْكَثِيرَ الرِّيش غُدَافًا، وَكَذَلِكَ الشَّعَرَ الطَوِيلَ الأسْوَدَ، وَالْجَنَاحَ الأسْوَدَ. قَالَ الْمُطَرِّزِيُّ (¬115): غُرَابُ الْقَيْظِ يَكُونُ ضَخْمًا أسْوَدَ وَافِرَ الْجَنَاحَيْنِ. وَغُرَابُ الزَّرْعِ هُوَ (¬116) صَغِيرٌ فِى جَنَاحِهِ لُمْعَةٌ حَمْرَاءُ تَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ. ذُكِرَ فِى الشَّامِلِ (¬117) أنَّ الْغُدَافَ صَغِيرُ الْجِسْمِ (¬118)، لَوْنُهُ لَوْنُ الرَّمَادِ، وَغُرَابُ الزَّرْعِ صَغِيرٌ أسْوَدُ مُطوَّقٌ بِحُمْرَةٍ فِى عُنُقِهِ يَسِيرَةٍ (¬119).
قَوْلُهُ: "مِنْ أهْلِ الرِّيفِ" (¬120) الرِّيفُ: أَرْضٌ فِيهَا زَرْعٌ وَخِصبٌ، وَأرَافَتِ الْأَرْضُ، أَىْ: أَخْصَبَتْ، وَهِىَ أَرْضٌ رَيِّفَةٌ بِالتَّشْدِيدِ (¬121).
قَوْلُهُ: "الْأَجْلَافُ" جَمْعُ جِلْفٍ، يَقُولُونَ: أَعْرَابِىٌّ جِلْفٌ، أَيْ: جَافٍ، وَأَصْلُهُ: مِنْ أَجْلَافِ الشَّاةِ، وَهِىَ: الْمَسْلُوخَةُ بِلا رَأس وَلَا قَوَائِمَ وَلَا بَطنٍ (¬122).
قَوْلُهُ (¬123): {دَمًا مَسْفُوحًا} أَيْ: مَصبُوبًا (¬124)، سَفَحْتُ الدَّمَ، أَىْ: هَرَقْتُهُ (¬125).
{رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا} (¬126): قَالَ الأزْهَرِىُّ (¬127): الرِّجْسُ: اسْمٌ لِكُلِّ مَا اسْتُقْذِرَ مِنْ عَمَلٍ، وَيُقَالُ: الرِّجْسُ الْمَأثَمُ. {أَوْ فِسْقًا} خُرُوجًا عَن الْحَقِّ، يُقَالُ: فَسَقَت الرُّطَبَةُ: إِذَا خَرَجَتْ مِنَ النَّوَاةِ (¬128).
قَوْلُهُ: "وَيُكْرَهُ أَكْلُ الْجَلَّالَةِ" (¬129) وَهِىَ (¬130) الَّتِى تَأْكُلُ (الْجِلَّةَ) (¬131) وَهِىَ فَعّالَةٌ مِنْهُ، وَالْجِلَّةُ: الْبَعَرُ، يُقَالُ: إِنَّ بَنى فُلَانٍ وَقُودُهُمُ الْجِلَّةُ، وَهُمْ يَجْتَلُّونَ الْجِلَّةَ، أَىْ: يَلْقُطُونَ الْبَعَرَ (¬132).
قَوْلُهُ (¬133): {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (¬134) التَهْلُكَةُ: مَصْدَرُ هَلَكَ هَلَاكًا وَهُلُوكًا وَمَهْلَكًا وَتَهْلُكَةً (¬135)، وَالاسْمُ الْهُلْكُ بالضَّمِّ. قَالَ الْيَزِيدىُّ: التَهْلُكَةُ مِنْ نَوَادِرِ الْمَصَادِر، لَيْسَ مِمَّا يَجْرِى عَلَى الْقِيَاس (¬136).
¬__________
(¬115) فى المغرب (غدف).
(¬116) ع: وهو.
(¬117)
(¬118) ع: اللون: تحريف.
(¬119) ع: يسيرة فى عنقه.
(¬120) فى المهذب 1/ 249: وما سوى ذلك من الدواب والطير ينظر فيه فإن كان مما يستطيبه العرب حل أكله وإن كان مما لا يستطيبه العرب لم يحل أكله. . . ويرجع فى ذلك إلى العرب من أهل الريف واقرى وذوى اليسار والغنى دون الأجلاف من أهل البادية والفقر.
(¬121) ............................
(¬122) برمته عن الصحاح (جلف).
(¬123) فى المهذب 1/ 249: وإن لم يكن له شبيه فيما يحل ولا فيما يحرم، ففيه وجهان. . . يحل لقوله تعالى {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} سورة الأنعام آية 145.
(¬124) مجاز القرآن 1/ 207، 208 معاني القرآن للزجاج 2/ 330: قال: فكأنه إذا ذبحوا أكلوا الدم كما يأكلون اللحم. وتفسير غريب القرآن 162 والعمدة 131 وتحفة الأريب 156 وتفسير السجستاني 53.
(¬125) الصحاح (سفح).
(¬126) سورة الأنعام آية 145.
(¬127) فى تهذيب اللغة 10/ 580 وقال الزجاج: {فِسْقًا} عطف على {لَحْمَ خِنْزِيرٍ} والمعنى: إلا أن يكون المأكول ميتة أو دما مسفوحًا أو لحم خنزير أو فسقا. فسمى ما ذكر عليه اسم الله فسقا أى: خروجا من الدين معاني القرآن 2/ 330.
(¬128) المشهور: إذا خرجت عن قشرها، وانظر المحكم 6/ 149 والصحاح (فسق) واللسان (فسق 3414).
(¬129) فى المهذب 1/ 250: ويكره أكل الجلالة، وهى التي أكثر أكلها العذرة.
(¬130) ع: هى.
(¬131) خ: الجل.
(¬132) عن الصحاح (جلل) وانظر المحكم 7/ 150 والمصباح (جلل) وفى الدرر المبثثة 91: الجلة مثلثة. والمختار فى المعجمات الفتع وانظر المثلثات لابن السيد 1/ 410.
(¬133) ع (التهلكة) فقط. وفى المهذب 1/ 250: فما يضر لا يحل أكله كالسم والزجاج والتراب والحجر. والدليل عليه قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
(¬134) سورة البقرة آية 195.
(¬135) ع: ومهلكة والمثبت من ح والصحاح (هلك).
(¬136) عن الصحاح (هلك) وانظر العين 3/ 377، والمحكم 4/ 101 وتفسير الطبرى 3/ 583 - 594 ومجاز القرآن 1/ 68.

الصفحة 228