كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَذَكَّيْتُ النَّارَ: أَتْمَمْتُ وَقُودَهَا، وَكَذَلِكَ {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} (¬12) أَىْ: ذَبَحْتُمُوهُ عَلَى التَّمَام (¬13).
قَوْلُهُ (¬14): (فأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ) بِالْكَسْرِ: وَهِىَ هَيْئَةُ الْقَتْلِ، كَالْجِلْسَةِ وَالْمِشْيَةِ، وَكَذَلِكَ الذبْحَةُ.
"اللِّيطَةُ" (¬15) هِىَ قِشْرَةُ الْقَصَبَةِ، وَالْجَمْعُ: لِيطٌ، (قَالَ (¬16):
فَمَلَّكَ بِاللِّيطِ الَّذِى تَحْتَ قِشْرِهَا ... . . . . . . . . . . . .) (¬17)
قَوْلُهُ: "وَالْمُدَى" جَمْعُ مُدْيَةٍ، وَهِىَ السِّكِّينُ، وَقَدْ تُكْسَرُ.
قَوْلُهُ: "مَا أَنْهَرَ الدَّمَ" أىْ: أسَالَهُ، وَأَنْهَرْتُ الطَّعْنَةَ: وَسَّعْتُهَا، قَالَ قَيْسُ (¬18) بْنُ الْخَطِيمِ (¬19):
مَلَكْتُ بِهَا كَفِّى (¬20) (فَأنْهَرْتُ) (¬21) فَتْقَهَا ... يَرَى قَائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَرَاءَها
وَمَعَنْاهُ: أَجْرَيْتُ دَمَهَا يَجْرِى الْمَاءُ مِنَ النَّهْرِ، شَبَّهَ خُرُوجَ الدَّم مِنْ مَوْضِعِ الذَّبْحِ يِجَرْىِ الْمَاءِ.
قَوْلُهُ: "عَلَى صِفَاحِهِمَا" (¬22) جَمْعُ صَفْحَةٍ، وَهِىَ جَانِبُ الْعُنُقِ.
قَوْلُهُ: "الْحُلْقُومَ" (¬23) هُوَ مَجْرَى النَّفَس، يُشْبِهُ الْقَصَبَةَ. وَالْمَرِيء: مَمْدُودٌ مَهْمُوزٌ: مَجْرَى الطَّعَام وَالشَّرَابِ إِلَى الْجَوْفِ، مُتَّصِلٌ بِالْحُلْقُوم، وَالْجَمْعُ: مُرُؤٌ (¬24) مَقْصُورٌ لَا يُمَدُّ، مِثْلُ سَرِيرٍ وَسُرُرٍ.
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْكُوفِيِّينَ يَهْمِزُون الْمَرِيء، وَغَيْرهُمْ لَا يَهْمِزه (¬25). وَالَّذِى ذُكِرَ (¬26) فِى الصَّحَاحِ: أَنَّهُ مَهْمُوزٌ مَمْدُودٌ (¬27).
قَوْلُهُ: "الْوَدَجَيْنِ" (¬28) بِفَتْحِ الدَّالِ: هُمَا عِرْقَانِ فِى جَانِبَىِ الْعُنُقِ (¬29)، يُقَالُ: دِجْ دَابَّتَكَ أَيْ: اقْطَعْ وَدَجَهَا، وَهُوَ لَهَا كَالْفَصْدِ لِلِإنْسَانِ (¬30).
قَوْلُهُ: "لِأنَّهُ أوحَى" (¬31) أَىْ: أَسْرَعُ. وَالْوَحَى: السُّرعَةُ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، يُقَالُ: الْوَحَى الْوَحَى، أَيْ: الْبِدَارَ الْبِدَارَ (¬32).
النَّخْعُ (¬33): الْمُبَالَغَةُ فِى الذَّبْحِ حَتَّى يَبْلُغَ النُّخَاعَ، وَهُوَ الْخَيْطُ الأبيَضُ الَّذِى فِى جَوْفِ الْفَقارِ إِلَى الرَّأْسِ
¬__________
= 10/ 338. وانظر الصحاح (ذكا) واللسان (ذكا 1510).
(¬12) سورة المائدة آية 3.
(¬13) معاني الزجاج 2/ 159، 160 وانظر مجاز القرآن 1/ 151 وتفسير غريب القرآن 140.
(¬14) فى المهذب 1/ 252: والمستحب أن يذبح بسكين حاد لما روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شىء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته".
(¬15) ع: والليطة. وفى المهذب 1/ 252: فإن ذبح بحجر محدد أو ليطة حل لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ليس السن والظفر".
(¬16) أوس بن حجر ديوانه 97 والخصائص 3/ 172 والعباب 188حرف الطاء. واللسان (ليط 4114) وتمامه:
كَفِرْقِىءِ بَيْضٍ كَنَّهُ الْقَيْضُ مِنْ عَلُ ... . . . . . . . . . . . .
(¬17) ما بين القوسين ساقط من ع.
(¬18) ديوانه 8 والصحاح (نهر) والمحكم 4/ 216.
(¬19) ع: الحكيم: تحريف.
(¬20) ع: كفا.
(¬21) (خ) وأنهرت. والرواية فى المظان (فأنهرت)
(¬22) فى المهذب 1/ 252: أنه - صلى الله عليه وسلم - ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده ووضع رجليه على صفاحهما وسمى وكبر.
(¬23) فى المهذب 1/ 252: والمستحب أن يقطع الحلقوم والمريء والودجين.
(¬24) ع: مرى: تحريف والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(¬25) فى تهذيب اللغة 15/ 284 أقرأني أبو بكر الإيادى: المريء لأبي عبيد فهمزه بلا تشديد وأقرأني المنذرى: المَرِىُّ لأبي الهيثم. وانظر اللسان (مرء 4166) وقال الفيومى: ومريء الجزور يهمز ولا يهمز قال الفارابي وقال ثعلب وغير الفراء: لا يهمز، ومعناه: يبقى بياء مشددة. المصباح (مرأ).
(¬26) ع: ذكره
(¬27) مادة (مرأ).
(¬28) المهذب 1/ 252.
(¬29) خلق الإنسان للأصمعى 199 ولثابت 204.
(¬30) الصحاح (ودج).
(¬31) فى المهذب 1/ 252 قطع الحلقوم والمريء والودجين أوْحى وأروح للذبيحة.
(¬32) عن الصحاح (وحى) وانظر المنقوص والممدود للفراء 33، 34 وابن ولاد 114 والوشاء 42 ونفطوية 33.
(¬33) ع: والنخع وفى المهذب 1/ 252: فى حديث عمر (ر) "أنه نهى عن النخع" لأن فيه زيادة تعذيب.

الصفحة 230