كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وِمِنْ بَابِ صِفَةِ الْوُضُوءِ
الْوُضُوءُ (¬1): مَأخُوذٌ مِنَ الْوَضَاءِةِ، وَهِيَ الْحُسْنُ، يُقَالُ: وَجْهٌ وَضِىءٌ، أَيْ: حَسَنٌ (¬2)، فَكَأنَّ مَنْ غَسَلَ وَجْهَهُ وَبَدَنَهُ فَقَدْ حسَّنهُ.
قَوْلُهُ (¬3): "وَالْمَضْمَضَةُ" (¬4) تَحْرِيكُ الْمَاءِ فِي الْفَمِ، وإدَارَتُهُ فِيهِ، وَكَذَلِكَ الْمَصْمَصَةُ- بِالصَادِ الْمُهْمَلَةِ (¬5)، مِنَ الْمَوْص، وَهُوَ: الْغُسْلُ. يُقَالُ: مَاصَ وَمَصْمَصَ (¬6).
قَوْلُهُ: "الاسْتِنْشَاقُ" (¬7): اجْتِذَابُ الْمَاءِ بِالنَّفَسِ إِلَى الْأنْفِ. وَالاسْتِنْثَارُ: اسْتخْرَاجُهُ (¬8) يُقَالُ: نَثَرَت الشَّاةُ: إذَا اخرَجَتْ مِا بِأَنْفِهَا مِنْ مُخَاطٍ، مُشْتَقٌّ مِنَ النَّثْرَةِ، وَهِىَ: طَرَفُ الأنْفِ (¬9) (وَقَدْ فَسَّرهُ فِي الْكِتَابِ (¬10) بِغَيْرِ هَذَا). وَهُوَ حَسَن أيضًا.
قَوْلُهُ: "ثُم يَمُجُّهُ" (¬11) أيْ: يَرْمِي بِهِ، يُقَالُ: مَجَّ الشَّرَابَ (¬12) مِنْ فِيهِ: إذَا رَمَى بِهِ.
قَوْلُهُ: "إلَى خَيَاشِيمِهِ" (الْخَيْشُومُ: أقْصَى الْأنْفِ مِنْ بَاطِنِهِ (¬13)، وَجَمْعُهُ: خَيَاشِيمُ) (¬14).
قَوْلُهُ: " (فَيَكُونُ) (¬15) سَعُوطًا" السَّعُوطُ- بِالْفَتْحِ: الدَّوَاءُ الَّذِي يُدْخَلُ فِي الأنْفِ (¬16). وَالسُّعُوطُ- بِالضَّمَّ: هُوَ الْفِعْلُ، كَالْوَضُوءِ وَالوُضُوءِ (¬17).
قَوْلُهُ: "حَائِلٌ مُعْتَادٌ" (¬18) الْحَائِلُ: (هُوَ) (¬19) الَّذِى يَحولُ بَيْنَ الشَّيئَيْنِ، اسْمُ الْفَاعِلِ مِنْ حَالَ يَحُولُ. وَالْمُعْتَادُ: الَّذِي هُوَ مَوْجُودٌ فِي الْعَادةِ، ولَيْسَ بِنَادرٍ.
قَوْلُهُ: "يُؤَدَّى إلَى الضَّرَرِ" (¬20) الضَّرَرُ- هَا هُنَا: الْعَمَى، والضَّرِيرُ: الْأعْمَى.
¬__________
(¬1) ع: وهو.
(¬2) الزاهر 1/ 132.
(¬3) قوله: ليس في ع.
(¬4) في المهذب 1/ 15: والمضمضة: أن يجعل الماء في فيه ويديره فيه، ثم يمجه.
(¬5) المهملة: ليس في ع.
(¬6) كذا ذكر الزمخشرى في الفائق 3/ 369 غير أن أبا عبيد فرق بينهما، فقال: المصمصة: بطرف اللسان وهو دون المضمضة، والمضمضة بالفم كله، وفرق ما بينهما شبيه بفرق ما بين القبصة والقبضة. . . إلخ غريب الحديث 4/ 468 وانظر النهاية 4/ 338.
(¬7) ع: والاستنشاق ولم يذكر: قوله.
(¬8) ع: إخراجه.
(¬9) النثرة: الفرجة بين الشاربين تحت وترة الأنف، من الشفة العليا. خلق الإنسان لثابت 55، 59 والصحاح (نثر).
(¬10) قال الشيرازي: الاستنشاق: أن يجعل الماء في أنفه ويمده بنفسه إلى خياشيمه ثم يستنثر. وفي ع: وقد يستعمله بعض الكتاب في غير هذا.
(¬11) من تعريفه للمضمضة: أن يجعل الماء في فيه ويديره فيه ثم يمجه.
(¬12) ع: مجه من فيه.
(¬13) خلق الإِنسان للأصمعى 188 من الكنز اللغوى، ولثابت 147 والصحاح (خشم).
(¬14) بدل ما بين القوسين: في ع: أى: يصعد الماء بنفسه إلى خياشيمه.
(¬15) خ: يصير وفي المهذب 1/ 15: في الاستنشاق، ولا يستقصى في المبالغة فيكون سعوطا.
(¬16) ذكره ابن السكيت وابن قتيبة في فعول بالفتح انظر المنطق 333 وأدب الكاتب 393.
(¬17) المصباح (سعط واللسان) (سعط 2016).
(¬18) في المهذب 1/ 16 في غسل الوجه مما هو تحت اللحية: لا يجب غسل ما تحته لأنه باطن تحته حائل معتاد، فهو كَدَاخِل الفم.
(¬19) من ع.
(¬20) في المهذب 1/ 16 في غسل داخل العين: لَا يُغْسَل لِأن غسلها يؤدى إلى الضرر.

الصفحة 26