كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

"الغُرْفَةُ" (¬21) بِالضَّمِّ: اسْمٌ لِلْمَاءِ الْمَغْرُوفِ الْمَحْمُولِ (¬22) بِالْكَفِّ. وَمِثلُهُ، خَطَوْتُ خَطْوَةً وَاحِدَةً، وَالْخَطوَةُ (¬23) مَا بَيْنَ الْقَدَمَيْنِ. وَالْغَرْفَةُ بِالْفَتْحِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ: اسْمٌ لِلْفِعْلِ وَهُوَ أنْ يَغْرِفَ الْمَاءَ بِكَفِّهِ مَجْمُوعَةَ الْأصَابِع مَرَّةً وَاحِدَةً.
قَوْلُهُ (¬24): "الذَّقَنُ" (¬25) مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ وَمنْبِتُ اللِّحْيَةِ.
قَوْلُهُ: "تَصَلَّعَ الشَّعْرُ" (¬26) أَىْ: لَمْ يَنْبُتْ فَصَارَ أَصْلَعَ.
قَوْلُهُ: "مَوْضِعُ التَّحْذِيفِ" (¬27) هُوَ الشَّعَرُ الْكَثِيفُ الَّذِى بَيْنَ ابْتِدَاءِ العِذَارِ (¬28) وَالنَّزعَةِ (¬29)، وَهُوَ الدَّاخِلُ إِلَى الْجَبِينِ مِنْ جَانِبَىِ الْوَجْهِ. وَقَالَ فِي الْوَسِيطِ (¬30): مَوْضِعُ التَّحْذِيِف: هُوَ الْقَدْرُ الًذِى إذَا وُضِعَ طَرَفُ الْخَيْطِ عَلَى رَأْس الأُذُنِ وَالطَّرَفُ الآخَرُ عَلَى زَاوِيَةِ الجَبِينِ: وَقَعَ فِي جَانِبِ الْوَجْهِ.
قَوْلُهُ: "وَإِنْ كَانَتْ كَثِيفَةً" (¬31) يَعْنِى اللِّحْيَةَ. الْكَثُّ (¬32) وَالْكَثِيفُ: هُوَ الثَّخِينُ الْكَثِيرُ، وَقَدْ كَثُفَ الشَّىْءُ كَثَافَةٌ، وَكَثَّ كَثَاثَةً، أَيْ: كَثُرَ وَثَخُنَ. وَلِحْيَةٌ كَثَةٌ وَكَثَّاءُ، وَرَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ بِالْكَسْرِ (¬33)، وَرِجَالٌ كُثٌّ (34) وَجَمْعُ اللَّحْيَةِ لُحىً وَلَحِىً: بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وَاللَّحْىُ بِفَتْحِ اللَّامِ: مَنْبِتُ اللِّحْيَةِ بِالْكَسْرِ.
قَوْلُهُ (¬34): "اسْتَرْسَلَت اللِّحْيَةُ" (¬35) أيْ: طَالَتْ وَاسْتَرْخَتْ، فَنَزَلَتْ عَنْ حَدِّ الْوَجْهِ (¬36).
قَوْلُهُ: "تُخَلَّلُ اللِّحْيَةُ" (¬37) هُوَ أنْ يُفَرَّقُ أَصَابِعَهُ بَيْنَ الشَّعَرِ، مَأخُوذٌ مِنَ الْخَلَلِ، وَهُوَ الْفُرْجَةُ (¬38) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ.
قَوْلُهُ: "بَشْرَةِ الْوَجْهِ" (¬39) الْبَشْرَةُ وَالْبَشَرُ مُحَرَّكٌ (¬40): ظَاهِرُ جِلْدِ الِإنْسَانِ (¬41).
قَوْلُهُ: {إِلَى الْمَرَافِقِ} (¬42) قَالَ الزَّجَّاجُ: "إلَى" فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَعْنَى "مَعَ" (¬43) غَيْرُ مُتَّجِهٍ، إِنَّمَا تَكُونُ تَحْدِيدًا (¬44)، لِأنَّهُ لَوْ كَانَ مَعْنَى الآيَةِ: اغْسِلُوا أيْديَكُمْ مَعَ الْمَرَافِقِ: لَمْ تَكُنْ فِي الْمَرَافِقِ (42) فَائِدَة، وَكَانَتْ الْيَدُ كُلَّهَا يَجِبُ أنْ تُغْسَلَ (¬45) مِنْ أطْرَافِ الأصَابِع إِلَى الإبْطِ، لِأنَّهَا كُلَّهَا يَدٌ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا
¬__________
(¬21) في المهذب 1/ 16 قال في الأم: يغرف غرفة واحدة فيتمضمض منها ثلاثا ويستنشق منها ثلاثا.
(¬22) ع: المحول. وفي الصحاح (غرف): الغرفة: المرة الواحدة والغرفة بالضم اسم للمفعول منه؛ لأنك ما لم تغرفه لا تسميه غرفة. وانظر العين 4/ 406 وإصلاح المنطق 114، 115 وأدب الكاتب 320 وديوان الأدب 1/ 171 والمحكم 5/ 292 والمصباح (غرف).
(¬23) ع: والخطوة والخطوة: تحريف.
(¬24) قوله: ليس في ع.
(¬25) في المهذب 1/ 16 في حد الوجه: والوجه: ما بين منابت شعر الرأس إلى الذقن ومنتهى الحيين طولا ومن الأذن إلى الأذن عرضا.
(¬26) في المهذب 1/ 16 في حد الوجه: والاعتبار بالمنابت المعتادة لا بمن تصلع الشر عن ناصيته ولا بمن نزل الشعر إلى جبهته.
(¬27) في المهذب 1/ 16: وفي موضع التحذيف وجهان قال أبو العباس: هو من الوجه وقال أبو إسحاق هو من الرأس. وفي خ: وموضع.
(¬28) هو الشعر النابت في موضع العذار وهو جانب اللحية فوق الذقن وموضعه يسمى العارض.
(¬29) خلق الإنسان للأصمعى 176 ولثابت 76 والفرق لابن فارس 52.
(¬30) ......................
(¬31) في المهذب 1/ 16 وإن كانت (اللحية) كثيفة تستر البشرة: وجب إفاضة الماء عليها.
(¬32) ع: الكثف: تحريف.
(¬33) ع: بالكسر للكاف.
(¬34) قوله: ليس في ع.
(¬35) خ: واسترسلت وفي المهذب 1/ 16: فإن استرسلت اللحية ونزلت عن حد الوجه ففيها قولان. . . إلخ.
(¬36) ع: ونزلت على الوجه: تحريف.
(¬37) في المهذب 1/ 16: والمستحب أن يخلل لحيته.
(¬38) ع: الفراغ: تحريف.
(¬39) في المهذب 1/ 16: في شعر اللحية: أنه شعر ظاهر نابت على بشرة الوجه.
(¬40) مثل قصبة وقصب وشجرة وشجر. قال في العين 6/ 259 وهو البشر: إذا جمعته، وإذا عنيت به اللون والرقة. وانظر المصباع (بشر) واللسان (بشر 286).
(¬41) ع: الآدمى.
(¬42) في المهذب 1/ 16: ثم يغسل يديه وهو فرض، لقوله تعالى: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} سورة المائدة آية 6 وفي خ "المرفقين".
(¬43) في معانى القرآن وإعرابه 2/ 167 والرواية عن الزجاج هنا ليست بلفظها.
(¬44) ع: وهو غير متجه إنما هو بمعناه؟؟.
(¬45) كذا في معانى الزجاج، وخ: وفي ع: لم تكن المرافق من معنى اليد مع أن اليد تشمل هذا العضو من الأصابع في الكتف.

الصفحة 27